بعد وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المملكة العربية السعودية، أمس الجمعة، في أول زيارة رسمية له لمنطقة الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، أعلن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، عن قمة جدّة “للأمن والتنمية”، وهي رابع قمة خليجية – أميركية منذ عام 2015 في كامب ديفيد.

وتعقد القمة التي تستمر يومين بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك، عبد الله الثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي. إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، ولكن ما أهم ملفات هذه القمة؟

رؤية متوافقة

منذ نشأة مجلس التعاون الخليجي عام 1981، تم عقد 3 قمم خليجية أميركية، الأولى في منتجع كامب ديفيد الأميركي في 14 أيار/مايو 2015، والثانية والثالثة بالعاصمة السعودية الرياض في 21 نيسان/أبريل 2016، و21 أيار/مايو 2017.

ولكن القمة الحالية المقامة في المدينة السعودية الساحلية جدة، وعلى غير المعتاد، تشارك فيها 10 دول، تشمل بجانب المملكة التي تستضيف القمة، كلّاً من الولايات المتحدة والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ومصر والعراق والأردن.

وبحسب وكالة “واس” السعودية، فإن الملفات التي ستناقشها القمة، “تعزيز الاستقرار ودفع منطقة الشرق الأوسط نحو التكامل والازدهار، وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة ورسم مسار التعاون المستقبلي، والحفاظ على أمن الطاقة العالمي والانتقال نحو الطاقة المتجددة”.

أما بقية الملفات الثلاثة، فهي “المجابهة المنسقة للتحديات، وعلى رأسها قضية انعدام الأمن الغذائي، وتجاوز التحديات الاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا واستعادة التعافي الاقتصادي، والحد من تأثيرات التغير المناخي والانتقال بالمنطقة نحو حقبة خضراء”.

والجدير ذكره، أن عدد سكان الدول العربية المشاركة في القمة يمثلون أكثر من 40 بالمئة من إجمالي سكان منطقة الشرق الأوسط، حيث وصل الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول إلى 2 تريليون دولار في عام 2021، ويشكلون نحو 55 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ووفقا لتوقعات “مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية” (كابسارك)، سيشهد اقتصاد دول الخليج نموا بمعدل أكثر من 6.4 بالمئة في عام 2022، كما سترتفع حصتها من الإنتاج العالمي من النفط إلى 20 بالمئة هذا العام، وإلى نفس المستوى من الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي.

جدّة تشهد على 18 اتفاقية

الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أصدرا مجموعة من الإعلانات تتراوح بين سحب قوات حفظ السلام من جزيرة استراتيجية قبالة السواحل السعودية والمصرية، إلى التعاون في تكنولوجيا الهاتف المحمول، خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة والسعودية وقعتا 18 اتفاقية ومذكرة في مجالات تشمل الطاقة والاتصالات والفضاء والرعاية الصحية، وتشمل الاتفاقيات أيضاً صفقات مع شركتي الطيران والدفاع الأميركيتين “بوينج” و”رايثيون”.

وقالت “واس”، إن القوات الأميركية وقوات حفظ السلام الأخرى ستغادر جزيرة تيران، حيث يتمركزون كجزء من الاتفاقات التي تم التوصل إليها في عام 1978، والتي أدت إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن هناك أيضا اتفاقيات في تقنيات الجيل الخامس والسادس للهواتف المحمولة، والأمن السيبراني، ومشاريع الطاقة النظيفة، والطاقة النووية المدنية واليورانيوم.

أهداف زيارة بايدن

وسط ترقب في الفترة الماضية، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الفائت، إلى تل أبيب، في مستهل زيارته للشرق الأوسط، والتي تبدأ في تل أبيب، وتنتهي في بعد قمة جدة بالسعودية يوم الأحد المقبل.

وتأتي هذه الزيارة وسط تطورات عالمية أبرزها، الغزو الروسي لأوكرانيا، وملفات النفط والطاقة، إضافة إلى ملفات شائكة تتعلق بالتطورات في فلسطين، والملفات السورية واليمنية واللبنانية، بالإضافة للملف الأبرز، وهو الملف النووي الإيراني، وتهديدات إيران لدول المنطقة.

مواقع صحفية، نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن أبرز أهداف زيارة بايدن، هو دمج الشركاء الإقليميين في المنطقة بمن فيهم إسرائيل، حيث يرى بايدن أن هذا الدمج سيؤدي إلى مزيد من استقرار المنطقة، كما تهدف إلى تعزيز الدور الأمريكي الحيوي في منطقة ذات أهمية استراتيجية، بحسب ما صرح به جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم الإثنين الماضي.

وبين أهداف الزيارة أيضاً، تثبيت الهدنة باليمن، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بين إسرائيل والسعودية، وبالإضافة لذلك تهدف إلى التصدي لما تصفه الولايات المتحدة، بالخطر الإيراني متعدد الجوانب، حيث أشار مسؤولون أميركيون إلى أن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، سيكون مختلفا عما كان عليه الوضع إبّان الحرب على العراق.

قبيل زيارته للمنطقة، حدد الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوط العريضة لأهداف الزيارة، ومحددا دورا جديدا لبلاده في المنطقة، ومتحدثا عن رغبته بشرق أوسط أكثر أمنا واستقرار، ومتعهدا بدعم الاتجاهات الواعدة بدعم الاستقرار في المنطقة.

أولى نتائج زيارة إسرائيل

توقيعُ عدة اتفاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبين الولايات المتحدة ودول أخرى، كان العنوان الأبرز لليوم الثاني من زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل، ولعل من أهمها إعلان القدس، الذي ينص على تفوق إسرائيل العسكري ومنع امتلاك إيران سلاحا نوويا، بالإضافة لاتفاق إسرائيلي أميركي إماراتي هندي، على مبادرتين للطاقة والغذاء.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، وقّعا الخميس الفائت، اتفاقا مشتركا أُطلق عليه “إعلان القدس”، يقضي بمنع إيران من حيازة السلاح النووي.

حيث عبّرت الولايات المتحدة -وفق نص البيان- عن التزامها ببناء هيكل إقليمي لتعميق علاقات إسرائيل وشركائها ودمجها في المنطقة، وتوسيع دائرة السلام لتشمل دولا عربية وإسلامية أخرى.

ونصّ الإعلان أيضاً على التزام واشنطن بأمن إسرائيل، والحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة سواء المباشرة منها، أو عبر وكلائها مثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي.

وأدان البيان ما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية المؤسفة” التي استهدفت إسرائيليين في الأشهر الأخيرة، مؤكدا دعم الرئيس بايدن لحل الدولتين، بحسب الإعلان.

قبيل اجتماع افتراضي رباعي، يوم الخميس الفائت، ضم كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند، أعلنت الدول الأربع عن مبادرتين في مجال الطاقة النظيفة والأمن الغذائي، في إطار ما تعرف بمجموعة “آي تو يو تو”.

كما أصدرت الدول الأربع بيانا مشتركا جاء فيه، إن “هذه المجموعة الفريدة من البلدان تهدف إلى تسخير حيوية مجتمعاتنا، وروح المبادرة لمواجهة بعض أكبر التحديات التي تواجه عالمنا، مع التركيز بشكل خاص على الاستثمارات المشتركة، والمبادرات الجديدة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة