وسط ترقب في الفترة الماضية، وصل الرئيس الأميركي جوبايدن اليوم الأربعاء، إلى تل أبيب، في مستهل زيارته للشرق الأوسط، والتي تبدأ في تل أبيب، وتنتهي في جدة في السعودية يوم الجمعة المقبل.

وتأتي هذه الزيارة وسط تطورات عالمية أبرزها، الغزو الروسي لأوكرانيا، وملفات النفط والطاقة، إضافة إلى ملفات شائكة تتعلق بالتطورات في فلسطين، والملفات (السوري واليمني واللبناني)، بالإضافة للملف الأبرز، وهو الملف النووي الإيراني وتهديدات إيران لدول المنطقة.

أهداف الزيارة

مواقع صحفية، نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن أبرز أهداف زيارة بايدن، هو دمج الشركاء الإقليميين في المنطقة بمن فيهم إسرائيل، حيث يرى بايدن أن هذا الدمج سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة.

كما تهدف إلى تعزيز الدور الأمريكي الحيوي في منطقة ذات أهمية استراتيجية، بحسب ما صرح به جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم الإثنين الماضي.

و بين أهداف الزيارة أيضاً، تثبيت الهدنة باليمن، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بين إسرائيل والسعودية، وبالإضافة لذلك تهدف إلى التصدي لما تصفه الولايات المتحدة، بالخطر الإيراني متعدد الجوانب، حيث أشار مسؤولون أميركيون إلى أن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، سيكون مختلفا عما كان عليه الوضع إبّان الحرب على العراق.

أما بالنسبة لبرنامج الزيارة، فتبدأ اليوم في تل أبيب، حيث يلتقي بايدن بمسؤولين إسرائيليين، وسط ملفات بدعم إسرائيل من الناحية العسكرية والتقنية، إضافة للملفات العالقة بشأن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، التي يرى بايدن أنه الحل الأنسب للصراع القديم المتجدد.

ومن المقرر أن ييلتقي بايدن، يوم الجمعة برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الضفة الغربية، قبيل مغادرته إلى السعودية، وسط عدم وجود تفاؤل من الجانب الفلسطيني بما يحمله بايدن لتحريك ملف الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبعد لقاء عباس، سيتوجه بايدن إلى مدينة جدة السعودية، حيث ستُعقد قمة أميركية، سيحضرها زعماء مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة لكل من زعماء مصر والأردن والعراق، والتي ستناقش مواضيع تتعلق بالنفط والطاقة، وإنشاء تحالف عسكري يضم إسرائيل، إضافة لمناقشة الملف النووي الإيراني.

إقرأ:دور أميركي جديد في الشرق الأوسط؟

دعم الاستقرار والملف النووي الإيراني

قبيل زيارته للمنطقة، حدد الرئيس الأميركي جوبايدن الخطوط العريضة لأهداف الزيارة، ومحددا دورا جديدا لبلاده في المنطقة، ومتحدثا عن رغبته بشرق أوسط أكثر أمنا واستقرار، ومتعهدا بدعم الاتجاهات الواعدة بدعم الاستقرار في المنطقة.

الكاتب السياسي، طارق وهبي، بيّن خلال حديث سابق لـ”الحل نت”، أنه لا يوجد للولايات المتحدة دور جديد، إنما هناك تجديد بطريقة تنفيذ السياسات المتّبعة في المنطقة وفقا للمصالح الأميركية في المنطقة، وذلك يخلق اتجاها جديدا بطريقة التعاطي في بعض الملفات على أساس أن اللاعبين الجدد، يجب توجيههم وفق هذه المصالح.

وأضاف وهبي، أن المنطقة بحاجة أولا لاستقرار سلمي، والذي يلعب بهذا الاستقرار هو إيران من دون أي شك، وبايدن سيبحث أولا كيفية كبح الطموحات الايرانية.

من جهته، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبيل بدء زيارة بايدن، بأن تل أبيب تمتلك حرية العمل السياسي والعسكري في مواجهة المشروع النووي الإيراني، بعد تصريحات بايدن حول زيادة الضغوط على طهران للامتثال للاتفاق النووي، وذلك ما يرى فيه بعض المراقبين أنه ينطوي على بعض الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الملف.

وبحسب طارق وهبي، لا يوجد خلاف بالمضمون بين الطرفين، ولكن بالشكل، أي كيف تقبل الولايات المتحدة، أن تعمل إيران للوصول إلى القنبلة النووية، وهذا هو الخط الأحمر لإسرائيل، لذلك تضغط إسرائيل على أميركا، لكي لا تعود إلى الاتفاق النووي إلا بشرط الشفافية التامة في مراقبة الأنشطة الإيرانية في المجال النووي، وبالإضافة لذلك هناك ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لضرب القاعدة العلمية والبشرية في المشروع النووي الإيراني.

أما المحلل السياسي الإيراني، عدنان زماني، بيّن خلال حديث سابق لـ”الحل نت”، أن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية حول الاتفاق النووي معروف للجميع، وقد انتقدت إسرائيل أكثر من مرة هذا الاتفاق الذي أبرمه الديمقراطيون مع إيران، وتحذر من العودة إليه، لكن بالمجمل فإن الخطوات التي ستقدم عليها إسرائيل لمواجهة إيران في حال تم الاتفاق مرة أخرى، أو لم يتم لن تكون إلا بتنسيق أميركي وضوء أخضر من واشنطن.

وأوضح زماني، أن زيارة بايدن إلى المنطقة، تمثل مرحلة هامة في التعامل مع إيران، حيث ستتوحد الجبهة الدولية مع الجبهة الإقليمية لممارسة الضغوط على طهران، وكثير من الخبراء والمراقبين الإيرانيين أدركوا حساسية المرحلة، لهذا فهم يوصون حكومة بلادهم بإيجاد حل سريع لملفها النووي قبل مجيء بايدن حيث ستتعقد الأمور أكثر بالنسبة لإيران، ويصبح موقفها أضعف مما هي عليه الآن.

من جهتها، استبقت الخارجية الإيرانية الزيارة بقولها، أن المشروع الأميركي لدمج الدفاع الجوي الإسرائيلي مع دول عربية، هو مشروع استفزازي ويشكل تهديدا لأمن إيران القومي والإقليمي.

وفي هذا السياق، يرى زماني، أنه من الطبيعي أن ترفض إيران تشكيل تحالف عسكري بين الدول العربية وإسرائيل لأن ذلك يعد خطرا وجوديا عليها، إذ لا خصم مفترض لهذا التحالف إلا إيران، كما أن التحالف يسمح لإسرائيل بالاقتراب أكثر فأكثر من جغرافيا إيران وحدودها البحرية.

قد يهمك:إيران تزيد تخصيب اليورانيوم.. إعلان لوفاة الملف النووي؟

سوريا وزيارة بايدن

الرئيس بايدن، أشار قبيل زيارته إلى أنه يريد تحقيق تقدم، في المنطقة التي ما زالت مليئة بالتحديات، بحسب وصفه، ومن بينها الوضع غير المستقر في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وبحسب طارق وهبي، فإن الملف السوري، هو نقطة إلتقاء في الصراع مع روسيا، والحوار المفتوح مع تركيا لتسليمها بعض المهام شرق المتوسط، وحتى اللحظة الادارة الاميركية لم تتصرف بحزم حول استمرارية الحكومة السورية الحالية، وهي لم تعد تبحث عن بديل لها، ولأنها بمرحلة تركت روسيا تلعب بهذا المسار، فهي الآن تريد استعادة دورها في هذا الملف وغيره.

إقرأ:إيران تهدد وإسرائيل تستعد.. عقيد في “الحرس الثوري” أشعل الفتيل

وكان البيت الأبيض، أعلن في وقت سابق، أن بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 تموز/يوليو الجاري، تشمل إسرائيل والضفة الغربية قبل أن يقلع مباشرة من تل أبيب إلى السعودية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.