شهدت محافظة السويداء منذ صباح اليوم الأحد التحاق عدد واسع من المدن والبلدات التابعة لها، بالاحتجاجات الشعبية التي انطلقت منذ أيام عقب صدور قرار الحكومة السورية بإلغاء الدعم عن شرائح واسعة من الأهالي، ويقوم المحتجون منذ عدة أيام بقطع عدد من الطرق بالإطارات المشتعلة والحجارة، كتعبير عن احتجاجهم، بالإضافة إلى الوقفة التي بدأت صباح اليوم أمام مقام عين الزمان في وسط مدينة السويداء.

وحسب معلومات حصل عليها موقع “الحل نت”، فقد قررعدد من المحتجين المجتمعين أمام مقام عين الزمان، التوجه إلى جميع مؤسسات الدولة لمطالبة الموظفين فيها بالإغلاق واحترام إرادة ومطالب الناس، مؤكدين أنهم يدافعون عن حقوق الموظفين قبل حقوقهم، مؤكدين أنهم سوف يستمرون باعتصامهم التلقائي والسلمي أمام مقر الطائفة الديني حتى تحقيق مطالبهم.
رفض لوساطات السلطة وتحذير من انفجار الوضع
كان الرفض الكبير من المحتجين منذ بداية الاحتجاجات لكل الوساطات المحلية من مقربين من السلطة لإيقاف الاحتجاجات، دافعا رئيسيا لمحافظ السويداء نمير مخلوف، للقاء بعض الأهالي، مؤكدا لهم أن مطالبهم وصلت إلى دمشق، غير أن أي قرار لم يصدر بعد عن الحكومة يظهر أي تراجع عن إلغاء الدعم.

في حين أعلنت فصائل محلية، منها قوات “الفهد”، وفصائل من بلدة المزرعة في ريف المحافظة الغربي انضمامها للاحتجاجات دون سلاح، من أجل حماية المحتجين من أي اعتداءات من قوات الأمن.كما اعتبرت حركة “رجال الكرامة”، أن سياسة الحكومة السورية منفصلة عن الواقع، مؤكدة أن القرارات الأخيرة هي عمل حكومي ممنهج لتهجير الشعب السوري وتجويعه، في ظل تعامي أجهزة الدولة.

وأشارت الحركة إلى أن هذه القرارات خرق للدستور السوري، مشيرة إلى أن الحكومات السورية المتعاقبة تعمل على سرقة أموال الشعب بحجة خزينة الدولة، ومحذرة في نفس الوقت من أن حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد تنذر بتفجر الأوضاع، وهذه النتيجة حتمية.

السويداء إلى أين؟

إن المطالب الأولية حتى اللحظة هي إعادة الدعم على الخبز والمواد التموينية والتي ألغيت بسبب رفع الدعم عن حوالي 150 ألف مواطن، مما يدفع المواطن لشراء احتياجاته بما يقارب 5 أضعاف قيمتها السوقية مع الدعم.

يقول الناشط حسن أبو أمير، من السويداء لموقع “الحل نت”، إن الأمر متوقف على تجاوب السلطة مع طلبات المواطنين وهذا أمر مستبعد،  فقد تلجأ السلطة السياسية للالتفاف وتعزيز الإنفلات الأمني في المحافظة لتوجيه أنظار الناس عن مطالبهم بما يخص أساسيات الحياة من غذاء وماء وكهرباء ومحروقات، موضحا أن السلطة السياسية ستكون مسؤولة في حال تفاقم الوضع لمواجهات مع السلطة الأمنية، ومسؤولة عن أي انفلات أمني قد يحدث.

وأضاف أبو أمير، أنه حتى الآن  لم تتوضح نتائج الاحتجاجات، واعتدنامن السلطة الحاكمة والنظام أن يضرب بعرض الحائط مطالب الشعب، ولكن في هذه المرة، وفي حال استمر تعنت النظام فسيكون الغضب الشعبي أكبر وقد تتفاقم الامور لتصبح انتفاضة شعبية على جميع الإدارات التي تخص النظام و وكل المؤسسات الرسمية.
وأكد أبو أمير، أن الاحتجاجات طالت الزعامات الدينية بسبب تقاعسهم عن المطالبة بخقوق المواطنين. وهذا يشير بشكل واضح إلى  أن كل من يوالي النظام أصبح منبوذًا من قبل الاهالي ولو كان من يواليه زعامة تقليدية دينية، فلم يعد هناك من محرمات أمام التجويع الممنهج للناس وسرقة قوتها.

لا تزال كل الاحتمالات مفتوحة في السويداء، مع استمرار الاحتجاجات، والكرة كما يقول أبناء السويداء في ملعب حكومة دمشق، فإما أن يتم التراجع عن القرارات التي يصفونها بالظالمة، أو ستتحول هذه الكرة إلى كرة ثلج لتصبح انتفاضة شاملة في عموم المحافظة لا تتوقف حتى تلبية كل المطالب الشعبية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.