عن مشهد رئاسة العراق.. أين اختفت قصة نيجرفان بارزاني؟

عن مشهد رئاسة العراق.. أين اختفت قصة نيجرفان بارزاني؟

نيجرفان بارزاني، أو “حبيب الملايين” من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستان، أو حتى أنصار غريمهم الاتحاد الوطني الكردستاني، الاسم الأكثر بروزا في إقليم كردستان العراق، ورئيس الإقليم، وابن شقيق مسعود بارزاني زعيم الديمقراطي، والشخص الذي يبرع الدبلوماسية، ويتمتع بعلاقات داخلية ودولية واسعة.

طرح اسم، نيجرفان قبيل الانتخابات التشريعية العراقية التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021، مرشحا بقوة إلى منصب رئيس الجمهورية، قبل أن يختفي بشكل تام عن المشهد فيما بعد.

عقب ذلك، برز إلى المشهد بقوة القيادي البارز أيضا في الديمقراطي، هوشيار زيباري، كمرشح لمنصب رئاسة العراق، وسط تنافس حاد مع حزب الاتحاد الوطني، الذي يتبنى رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح، مرشحا وحيدا للمنصب الذي يعد عرفا منذ ثلاث دورات رئاسية من حصتهم.

نتائج انتخابية

تحقيق الديمقراطي أكبر عدد نيابيا بـ31 مقعدا خلال الانتخابات مقابل 17 مقعدا للاتحاد الوطني، عزز موقفهم في محاولة الظفر بالمنصب، لا سيما بعد دخولهم في التحالف الثلاثي الذي يضم تحالف “السيادة” الجامع للقوى السنية بـ67 مقعدا، والكتلة الصدرية بـ73 مقعدا كأكبر كتلة نيابية.

لكن، مجريات محاولة تولية زيباري رئيسا للعراق، لم تمضي في أجواء مستقرة، لا سيما بعد تزايد حدة التدافع داخل البيت الشيعي، من قوى الإطار التنسيقي الذي يضم ائتلاف دول القانون بـ33 مقعدا، وتحالف الفتح بـ17 مقعدا، والكتلة الصدرية التي يرفض زعيمها مقتدى الصدر، إشراك الإطار في عملية تشكيل الحكومة المقبلة التي يتمسك بأحقية تقرير مصيرها، كزعيم لأكبر تحالف وكتلة نيابية.

أدى ذلك التدافع، إلى اصطفاف الاتحاد الوطني إلى جانب الإطار، في محاولة لإحراج التحالف الثلاثي، والحفاظ على منصب الرئاسة، سيناريو أدى باسم زيباري إلى المحكمة الاتحادية، التي أصدرت يوم أمس الأحد، قرار بإيقاف ترشيحه، على خلفية دعوة قضائية اقيمت ضده من قبل 4 نواب إثنين منهم ينخرطون من الاتحاد الوطني وأخرين من قوى الإطار.

أين نيجرفان؟

موقف فتح الباب على سؤال جوهري، ألا وهو؛ أين اختفت قصة نيجرفان؟ وهل كان إقحام زيباري في المشهد مناورة ما قبل تقديم الرجل الوسيم؟ أم سيصر الزعيم مسعود على عدم الانصياع لسياسة “لي الأذرع” ويتمسك بمرشحه زيباري، كما فرض فؤاد حسين بمناسبتين الأولى في حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي عام 2018 وزيرا للمالية، وفيما بعد في الحكومة الحالية وزيرا للخارجية، بعد رفض شديد؟

في هذا الإطار، يقول الباحث والمحلل السياسي، علي أغوان في حديث لموقع “الحل نت” إن: “الإقليم يرى إن زيباري يمتلك خبرة تاريخية طويلة بالتعامل مع السياسيين العرب، ويمتلك لغة عربية ممتازة وخبرة في إدارة المناصب في بغداد، وطالما كان حاضرا في العملية السياسية منذ 2003، وهذا في الأساس ما أهله لطرح اسمه مرشح لمنصب الرئيس”.

ويضيف أن” نيجرفان لديه نقاط ضعف في ما يتعلق باللغة العربية التي لا يجيدها بطلاقة، وقلة الخبرة في التعامل مع الاحزاب الشيعية والسنية في بغداد، وقلة تواجده في بغداد أيضا”، مشيرا إلى أنه “دخل مفاوضات على مستويات معينة مع أحزاب سنية وشيعية في مراحل سابقة”.

“مسعود بارزاني رئيسا للعراق”

ويمكن الحدث عن زيباري على أنه “أحد أهم الأقطاب السياسة الكردية في الإقليم والعراق، لذلك حظوظه كانت جيد قبل أن تصدر المحكمة الاتحادية قرارها الولائي في إيقاف ترشيحه إلى حين النظر في التهم الموجه إليه، لكن على ما يبدو أن التحالف الثلاثي، مصر على إبقاء زيباري كمرشح للمنصب، لهذا يمكن أن تحدث تسوية قضائية في ملفه، وإعادة إنتاجه مجددا”، كما يقول أغوان.

أغوان يختتم أنه “في حال لم تتم التسوية، فأن نيجرفان أو شخصية أخرى من داخل الإقليم، يمكن أن تتولى المنصب، بالتالي أن ثنائية نيجرفان وبارزاني مطروحة على الدوام”، لافتا إلى أن “سيناريو آخر قد يكون غير مطروح إلى اللحظة، ولكن ربما يولد في حال تم إغلاق الباب بشكل نهائي أمام هوشيار زيباري، هو أن يتولى مسعود بارزاني المنصب بنفسه”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.