رغم الفشل الذريع لتنظيم “داعش” في الهجوم على سجن “الصناعة” في الحسكة خلال الشهر الفائت، وعدم تحقيقه لأي من أهدافه، إلا أن الهجوم الأخير كشف ربما عن ثغرات أمنية في صفوف القوات المسؤولة عن حماية السجن الخاضع لإدارة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

دعم أميركي لقسد؟

ويبدو أن “قسد” باتت ترى بضرورة وجود دعم إضافي عسكري في مناطق تواجدها لتأمين المنطقة، فطالب قائد “قسد” مظلوم عبدي مؤخرا، من الولايات المتحدة الأميركية بإرسال مزيد من قواتها إلى شمال شرقي سوريا.

قد يهمك: خسائر داعش في الحسكة: دابر الإرهاب المقطوع

وقال عبدي في تصريحات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه: “بعد الهجوم على سجن الصناعة، لم يعد هناك ما يكفي من القوات“، لافتا إلى أن المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” شمال شرقي سوريا يوجد فيها حوالي 700 جندي أميركي.

وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية فإن “قسد” التي يتألف قوامها حاليا من 80 إلى 100 ألف، “فقدت نحو 13 ألف من عناصرها في حربها لطرد تنظيم داعش من المنطقة منذ العام 2014، وفقدت 43 مقاتلا خلال معركة السجن الأخيرة“.

ويستبعد الباحث في قضايا السلام وحل النزاعات، الدكتور زارا صالح، أن تدفع الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الراهن بمزيد من القوات العسكرية إلى مناطق شمال شرقي سوريا.

ويقول صالح في حديثه لـ“الحل نت“: “لا أعتقد أن أميركا الآن بصدد زيادة قواتها العسكرية في، لأن الوجود الأميركي لا يتعلق بعدد القوات بقدر ما يتعلق بالاستراتيجية وما يحصل على الأرض، خاصة أن الهجمات الأخيرة من قبل داعش على سجن الصناعة كان رسالة إلى أميركا قبل قسد“.

زيادة الدعم الأمني والاستخباراتي

ويضيف: “أميركا إذا كانت سترد على تلك الهجمات، فإنها ستزيد من الدعم اللوجستي لقسد لا سيما فيما يتعلق بإدارة السجون التي تحوي عناصر داعش، خاصة وأن الهجمات الأخيرة كشفت عن خلل أمني في قوات سوريا الديمقراطية استغلته تنظيم داعش“.

وحول استراتيجية واشنطن بالتعامل مع مناطق شمال شرقي سوريا يردف الباحث قائلا: “إستراتيجية أمريكا القادمة هي تدعيم الجانب الأمني والاستخباراتي في المنطقة، ومراجعة الخلل الأمني الذي حصل خلال العملية الأخيرة. أعتقد أن أميركا هنا تستطيع تقديم المزيد من خلال دعم السجون ونقلها إلى خارج المدن، وتأمين الحماية الأمنية اللازمة لها، أميركا لديها تجربة جيدة في تأمين السجون“.

قد يهمك:  هجوم داعش على سجن الصناعة في الحسكة.. القصة الكاملة

ويرى صالح أن واشنطن يمكن لها تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، من خلال “الضغط على الدول الغربية لاستعادة رعاياها من هذه السجون”.

ويبدو أن تنظيم داعش يصارع أيامه الأخيرة، فهو الذي نفذ هجوم سجن الصناعة في غويران شمال شرقي سوريا في محاولة منه للادعاء بعودته الجزئية إلى الساحة الميدانية، وإخراج سجناء التنظيم الذين يمثلون عامل من عوامل القوة بالنسبة للتنظيم.

هجوم “أهوج” بدون تخطيط

بدون تخطيط عسكري واستراتيجي وبشكل وصفه مختصون بـ“الأهوج” نفذ التنظيم هجوم سجن الصناعة بالحسكة، ففقد عشرات المقاتلين بين قتلى وجرحى، إضافة إلى سقوط العشرات من نزلاء السجن.

ويسعى التنظيم إلى تخليص المحتجزين في سجن الصناعة من عناصره، وذلك سعيا لدعم خزانه البشري، في ظل افتقاده للموارد البشرية، فلجأ إلى العمليات التي تستهدف أماكن احتجاز عناصره السابق، لا سيما بعد فشله في استقطاب عناصر جديدة، من خلال أساليبه التقليدية، التي تعتمد على الدين والإعلام والظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة.

للقراءة أو الاستماع: تنظيم “داعش” يحترق بناره ودماء عناصره.. آخر أيام التنظيم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.