أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخروفا، ان الضربات الإسرائيلية المستمرة على سوريا، تنتهك بشكل صارخ سيادتها، وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع هناك.

وأضافت زاخاروفا، وفق موقع روسيا اليوم، ان هذه الإجراءات تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية المدنية الدولية، كما أن الهجمات المستمرة على المنشآت العسكرية السورية تؤدي إلى إضعاف القدرة القتالية للقوات السورية.

وأشارت إلى ان هذه الضربات، ستؤثر سلبا على فعالية الجهود التي يبذلها السوريون وحلفاؤهم للقضاء على الإرهاب.

هل يكون لروسيا دور حقيقي في تحجيم الغارات الإسرائيلية على سوريا؟

شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على محيط العاصمة دمشق ليلة الأربعاء، تبعها إطلاق صواريخ أرض – أرض على مواقع للدفاع الجوي السوري، أسفر عنه مقتل جندي سوري وإصابة 5 آخرين.

و قالت وزارة الدفاع الروسية إن منظومات الدفاع أسقطت معظم الصواريخ، كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلي “كان” أن الجيش الروسي في قاعدة “حميميم” باللاذقية، شغّل أنظمة دفاع إلكترونية متطورة، تزامناً مع القصف الإسرائيلي على ريف دمشق، مضيفة أن أنظمة الدفاع الإلكترونية عطّلت نظام تحديد المواقع العالمي ” جي بي اس ” في المنطقة، وفق موقع “السورية نت” المحلي.

الخبير في الشؤون الروسية، سامر الياس، قال لموقع “الحل نت”، إذا أرادت روسيا وقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، فإنها تملك الآليات الكافية لذلك، مضيفا، انه في الماضي لم تنتقد روسيا جميع الغارات الإسرائيلية على سوريا، لكنها حددت بأنه يجب عدم استهداف البنى التحتية للحكومة السورية، بما يعيقها عن محاربة الإرهاب من جهة، وتعطيل إعادة بناء الاقتصاد من جهة أخرى وتحسين الحالة المعيشية والاقتصادية.

وأشار الياس، ان الجانب الروسي لم يكن يصدر موقفا واضحا عندما كانت الغارات الإسرائيلية تستهدف المواقع الإيرانية وهذا يصب في مصلحة الروس بسبب التنافس مع الإيرانيين على تحصيل المزيد من المكاسب في سورية، بعد دعم كل منهما لبقاء الحكومة السورية في السلطة.

وأوضح الياس، أن الحديث يدور عن استخدام أنظمة تشويش تعطل بعض الغارات، كما يمكن أن تعطل حركة الطيران المدني في مطار “بن غوريون” قرب تل أبيب، وهذا ما يقلق إسرائيل، لذلك طلبت إسرائيل من روسيا عدة مرات وقف هذه الأنظمة، لكن روسيا ربطت ذلك بالحد من عمليات القصف.
إقرأ:غارات إسرائيلية جديدة على سوريا.. ما موقف روسيا الحقيقي؟

ما رؤية روسيا تجاه الغارات الإسرائيلية على سوريا خلال المرحلة المقبلة؟

وفي بيان الخارجية الروسية، قالت زاخاروفا، أن موسكو تعارض تحول سوريا إلى ساحة مواجهة مسلحة بين دول ثالثة، وطالبت الجانب الإسرائيلي “بالامتناع عن مثل هذه الأعمال العسكرية، فيما أبدى مسؤولون في إسرائيل في الأيام الماضية مخاوف من الدورية التي سيرتها موسكو على طول مرتفعات الجولان، بالتعاون مع طائرات تابعة للحكومة السورية لأول مرة.

لكن، سامر الياس، يرى أنه لن يكون هناك تغيير جوهري في مواقف روسيا، وستواصل ذات السياسة بانتقاد هذه الغارات، وربما تواصل دعم دمشق بإسقاط بعض الصواريخ الإسرائيلية في بعض الأحيان، وذلك عندما تكون موسكو متأكدة بأن ذلك لن يؤدي إلى تردي العلاقات مع تل أبيب، وعندما تكون متأكدة أن الأهداف المستهدفة ليس فيها تواحد إيراني.

وأكد الياس، أن الروس لا يزالون في حالة تنسيق مع الإسرائيليين، لكن في المستقبل إذا توقف هذا التنسيق بين وزارة الدفاع الروسية وقاعدة حميميم، وبين إسرائيل، فسنكون أمام مفترق طرق مختلف تماما، ولكن يشكك الياس، في أن روسيا يمكن أن ترفض الغارات.

ولفت الياس، إلى أن التنديد الروسي بالغارات، جاء بعد هبة شعبية في سوريا بسبب الأوضاع المعيشية، ولذلك تريد روسيا إرسال رسالة للداخل السوري بأنها تقف مع سوريا، وان الاعتداءات الإسرائيلية على سورية أحد أسباب تعطل تحسين الأوضاع الاقتصادية.
قد يهمك:غارات إسرائيلية لمصلحة موسكو في سوريا.. هل يزداد التصعيد ضد إيران؟

لا يمكن بكل حال أن تتوقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، فالوجود الإيراني مبرر دائم لها، كما لايمكن لروسيا بأي حال أن توقف هذه الغارات تماما، أو حتى بشكل جزئي، فالعلاقات الروسية – الإسرائيلية قائمة على مصالح ثابتة منذ عقود، لتبقى سوريا مستباحة من الجميع، والضحية فيها الشعب السوري فقط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.