تشهد الساحة الاقتصادية السورية، تنافسا كبيرا بين موسكو وطهران، للهيمنة على التجارة مع سوريا، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه الأخيرة من جهة، ونتيجة للعقوبات الأميركية والأوروبية من جهة أخرى، والتي جعلت خيارات التبادل التجاري لسوريا محدودا جدا.

تنافس محموم بين طهران وموسكو

سجل التبادل التجاري السوري، بين روسيا وسوريا ارتفاعا بمعدل 3 أضعاف في العام 2021، مقارنة بما كان عليه في العام 2020.

وقال السفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر يفيموف، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” يوم الأربعاء 9 من شباط/فبراير، أنه بحسب المعطيات المتوفرة حاليا، زاد حجم التجارة الثنائية مع دمشق خلال 11 شهرا، من العام الماضي، بنحو ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

واعتبر أن روسيا تواصل المساعدة بعدة طرق في استعادة الاقتصاد السوري، وضمان استقراره وكفاءته في مواجهة أشد الضغوط السياسية والاقتصادية من الخارج، مضيفا أن الاقتصاد السوري يواصل تنفيذ مشاريع واسعة النطاق بمشاركة الشركات الروسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتشغيل مرافق البنية التحتية الحيوية.

من جهة أخرى، قال سفير إيران في سوريا، مهدي سبحاني، يوم أمس، أنه خلال الأشهر التسعة الماضية ازدادت العلاقات التجارية بين البلدين بنحو 90 بالمئة، مضيفا أن بلاده عازمة على تنمية هذه العلاقات، والعمل الاقتصادي من خلال تمهيد الأرضية الملائمة لذلك.

تسهيلات من الطرفين للتبادلات التجارية

السفير الروسي، تطرق خلال حديثه إلى العديد من المشاريع التي تنفذها روسيا في سوريا، مثل اعادة إعمار الجزء المدني من ميناء طرطوس، وتحديث مصنع إنتاج الأسمدة المعدنية في حمص، وترميم عدد من حقول النفط والغاز ومؤسسات المعالجة.

وسبق أن قال مدير التعاون الدولي للجمارك الروسية، وفق وكالة الأنباء السورية سانا في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي،  فلاديمير فيكتوروفيتش، عن نية بلاده إعفاء الصادرات السورية إلى روسيا من الرسوم الجمركية، موضحا في حينها أن روسيا حاليا تعفي 60 بالمئة من البضائع السورية المصدّرة إليها من الرسوم الجمركية، وأنها قريبا ستعفي كل البضائع.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيراني مؤخرا، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده مهتمة بالعلاقات مع سوريا وستواصل الوقوف إلى جانبها في المرحلة المقبلة، مضيفا، أن الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، سيتم إنجازها بما يخدم مصلحة الشعبين، وأن إيران ستقف مع سوريا في الوقت الحاضر كما وقفت معها خلال الحرب.

قد يهمك:ترخيص المشغل الثالث للاتصالات في سوريا.. ما علاقة إيران؟

روسيا وإيران لاتعنيهما مصلحة السوريين

تحاول روسيا وإيران من خلال التنافس على التجارة مع سوريا، إيجاد أسواق لها في ظل محدودية التعامل التجاري السوري مع دول أخرى، فإيران، لا ترغب بانهيار الاقتصاد السوري الذي سيؤدي بدوره لانهيار الحكومة، وتريد أن تجعل من سوريا سوقًا مهما لتصريف منتجاتها غير النفطية.

وفي مقابل ذلك تسعى روسيا للسيطرة على مفاصل الاقتصاد السوري، والموانئ التي تشكل عصبا للتجارة الخارجية السورية، من خلال الاتفاقيات التي جرت بين سوريا وشبه جزيرة القرم التابعة لروسيا، لاستخدام ميناء اللاذقية.
وكان موقع “الحل نت”، قد تابع موضوع الاتفاق بين سوريا والقرم، وما الآثار التي يمكن أن يعكسها على المواطنين السوريين.

وسبق أن قال الباحث السياسي، والخبير في الشأن الروسي، نصر اليوسف لموقع ” الحل نت”، أن الاقتصاد السوري منهار تماما، والشركات الروسية في القرم، والتي ستقيم علاقات تجارية مع سوريا ليست منظمات خيرية، وإنما تسعى للربح، ونظرا للوضع الاقتصادي السوري فإن الوضع لن يكون مجديا كثيرا، ويمكن أن يطرأ تحسن بسيط على حجم التبادل التجاري، ولكن لن ينعكس ذلك إيجابا ولو حتى بشكل ملموس على حياة الشعب السوري.
إقرأ:دعم روسي لدمشق من بوابة شبه جزيرة القرم.. من المستفيد الحقيقي؟
العديد من الاتفاقات التي تجريها دمشق مع طهران وموسكو، مجبرة أو غير مجبرة عليها، هي دائما الحلقة الأضعف فيها، فهي لا تفيد غير تحويل سوريا إلى سوق لتصريف منتجات هذه الدول، دون أن تعود بالفائدة على الاقتصاد السوري والوضع المعيشي للسوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة