وصل المبعوث الأممي ، غير بيدرسن، إلى العاصمة السورية دمشق قبل أيام، و التقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وبحثا سويا الملفات المتعلقة بتحريك العملية السياسية في سوريا. وإثر تلك المحادثات، يبدو أنه توصل إلى تحديد موعد لانعقاد جولة جديدة ل “اللجنة الدستورية”، مشيرا إلى أنه متفائل بشأن تلك الجولة.

ترقب جولة سابعة في آذار المقبل

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، نهاية الأسبوع الماضي، إنه يأمل في انعقاد الجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في شهر آذار/مارس، وأضاف بيدرسن في تصريحات للصحافيين بعد اللقاء الذي جمعه ووزير الخارجية السورية، أنه كان لدينا لقاء طويل ناقشنا خلاله كافة الجوانب المتعلقة بالأزمة السورية وكذلك تطبيق قرار 2254، مؤكدا على  أنه “كان من المهم أن أسمع أن سوريا لا تزال ملتزمة بهذا القرار”، بالإضافة إلى التركيز على الحاجة لجهة إنجاز تقدم في ما يتعلق بمسار اللجنة الدستورية.

وتابع بيدرسن: “بعد محادثاتي يمكنني أن أقول إنني أكثر تفاؤلا الآن، وأنه  الجولة السابعة من المحادثات سيكون لإنجاز مسودة دستور في وقت ما في آذار/مارس المقبل”، كما أشار إلى أنه شرح للمقداد سياسة “خطوة بخطوة” التي اعتمدها سابقا وما مدى جدواها، فضلا عن نتائج المحادثات التي تم إجراؤها، حتى الآن، مع روسيا والولايات المتحدة ودول عدة.

وبخصوص توقع المبعوث الأممي بيدرسن إنجاز مسودة دستور سوري في شهر آذار/مارس المقبل، يقول المحامي حسن الحريري وعضو اللجنة الدستورية، إن زيارة بيدرسن الأخيرة لدمشق نتج عنها حصوله على وعد بشأن عقد جولة سابعة خاصة تتصل بإنتاج مسودة دستور، على أن تكون موعد الجولة في شهر آذار/مارس القادم، كما تم الاتفاق على مواعيد الجولات خلال العام الجاري.

وألمح الحريري في حديثه مع “الحل نت”، إلى أنه بخصوص ترجيح أن المسودة ستنجز خلال الشهر المقبل، فهذا غير صحيح؛ لأن المقصود هو إنجاز الجولة السابعة وليس انجاز مسودة الدستور، مع الوضع في الاعتبار أن الجولة كانت مقررة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر2021، إلا أن عدم الاتفاق على منهجية العمل في اليوم الخامس من الجولة والذي من خلاله تتضح قيمة الجولة وعما إذا كانت ناجحة أم لا.

ومن جهته، يقول الدبلوماسي السابق، وعضو اللجنة الدستورية، بشار الحاج علي: أعتقد ثمة تفاؤل بعقد جلسة سابعة في شهر آذار/مارس المقبل وليس إنجاز مسودة دستور سوري جديد، لكنني لا أقف على نفس الدرجة من التفاؤل في حقيقة الأمر، حيث لم يتم إنجاز منهجية للاتفاق على المبادئ المطروحة في كل جولة، ولم يتم طرح زيادة عدد الجولات ولا حتى عدد أيام الجولة الواحدة، إذن لا يخرج التفاؤل عن سياق احتمال انعقاد الجولة في الشهر القادم وأعتقد ربما تم الاتفاق على انعقاد الجولة في منتصفه”.

قد يهمك: بيدرسن يزور دمشق وموسكو لهذه الأسباب

حكومة دمشق تحاول تمرير الوقت لصالحها!

وكان قد أشار بيدرسن خلال تصريحات صحفية، إلى أن “هناك اتفاقا حول جدول أعمال الأيام الأربعة الأولى من الجولة السابعة، وبقي أمامنا مناقشة جدول أعمال اليوم الخامس فقط”.

وبالعودة إلى عضو اللجنة الدستورية، بشار الحاج علي، خلال حديثه مع “الحل نت”، في ما يتصل بمدى الاحتمالات المؤدية إلى إنجاز دستور سوري خلال وقت قصير، وعلى ماذا يستند بيدرسن، يجيب: “أعتقد بدون تحديد جدول زمني وبدون الاتفاق على آلية فعالة لن يكون هناك جدوى ونتيجة عملية، وربما تحاول الحكومة السورية وداعميها كسب الوقت لصالحها من خلال سياسة “خطوة بخطوة” دون أن يؤدي ذلك إلى أي تقدم سياسي وإنما فقط تقدم شكلي ودون أي فائدة”.

وختم الحاج علي قوله بأن “الشعب السوري جميعه بحاجة إلى خطوات جدية وقابلة للتطبيق، حيث اليوم السوريين يتطلعون إلى دور المبعوث الدولي لتفعيل المسار السياسي كافة وليس فقط اللجنة الدستورية وإشراك جميع السوريين في المسار”.

واعتبر المقداد، من جانبه، خلال لقائه مع بيدرسن، أن استمرار وجود “الاحتلالين” الأميركي والتركي في أجزاء من الأراضي السورية “ينتهك السيادة السورية ويخالف القانون الدولي وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

وأضاف المقداد أن “الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على البلاد هي السبب الأساس في معاناة السوريين”، وأعلنت السفارة السورية في روسيا، أنا المقداد سيزور موسكو الاثنين المقبل، بحسب وكالة “سانا” المحلية.

قد يهمك: لماذا لن تنجح سياسة (خطوة مقابل خطوة) في حل الصراع بسوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.