كشف الوزير التربية السورية، دارم طباع، عن استكمال التحضيرات لتركيب خمسة آلاف كاميرا مراقبة في المراكز الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي، استعدادا لامتحانات العام الجاري 2022، لضبط العملية الامتحانية بالشكل المحكم.

تأمين الكهرباء للطلاب أفضل من الكمرات!

أكد وزير التربية السوري لموقع “المشهد” المحلي، ” نجاح تجربة تركيب كاميرات المراقبة في القاعات الامتحانية خلال العام الماضي 2021 في بعض المراكز، حيث تمكنت الوزارة من رصد الكثير من حالات الغش خلال الامتحانات، والتي لم تكن مكتشفة في السنوات السابقة”.

واعتبر طباع، “أنه في السابق كان من الممكن إخفاء أداة الغش الامتحاني، فمثلا قد يبتلع الطالب القصاصة الورقية عندما يكشفه المراقب، فيختفي بذلك الدليل في حال نكران الطالب، وأن الكاميرا هي أقوى وسيلة لتوثيق وإثبات حالات الغش”.

الأمر الذي بعث بمجموعة من ردود الأفعال الساخرة من قبل الشارع السوري، فالبعض اعتبر أنه من الأجدى أن تركز وزارة التربية على تأمين القرطاسية اللازمة للمدارس والتدفئة والكهرباء للطلاب، بدلا من تركيب هذه الكاميرات.

وقال آخرون: “الأفضل للوزارة أن تنصب كاميرات في مؤسسات الوزارة، ليتم توقيف مرتكبي الفساد وسرقة أموال وقوت الناس. لذا يكفي استخفافا بعقول وحياة المواطنين”.

قد يهمك: مناهج التعليم في سوريا.. لعبة سياسية بأيدي جهات متعددة

تبريرات حكومية بدون نتائج إيجابية

وبرر من جانبه، الوزير السوري، حول ردود الأفعال، “أن تكلفة شراء وتركيب الكاميرات ليست عالية جدا كما يتوقع البعض، إذ أنها لا تتعدى أسعار الكاميرات والكابلات والبطاريات، مشيرا إلى أنه خلال العام الفائت 2021،  تم التصديق على عقود لشراء خمسة آلاف كاميرا وبسبب ضيق الوقت لم تستطع الوزارة تركيب كل العدد، مضيفا “ونحن نعمل الآن لتركيب القسم الأعظم مع بدء الامتحانات في نهاية شهر أيار/مايو من العام الجاري”.

وأضاف طباع للموقع المحلي، أن مشكلة الكهرباء لا تتعلق بوزارة التربية، وإنما بعدم وجود الكهرباء أصلا، وقال “بأنه سيكون هناك آليات أخرى لتوليد كهرباء متجددة في الخطط القادمة، وذلك من خلال تشجيع الطلاب في المدارس الصناعية على المزيد من الابتكار والإبداع ليكون هناك بدائل دائمة عن الكهرباء”.


وحول عدم جرأة المراقبين على الشكوى في حال أدخل أحد الطلاب من أبناء المتنفذين أو غيرهم قصاصة ورقية أو غير ورقته الامتحانية، قال الوزير السوري، “بأنه الآن يمكن للوزارة أن تعود للكاميرات للتأكد من الشكوى وإجراء العقوبات اللازمة بحق أي طالب مهما كان نسبه ودرجة نفوذ ذويه”.

وكان قد أعلن وزير التربية السورية في وقت سابق من العام الفائت 2021، عن استخدام الوزارة تقنية تشفير الأسئلة الامتحانية، ووضع كاميرات مراقبة في القاعة، لأول مرة في سوريا.

تصاعدت حالات الغش والفوضى بشكل مبالغ فيه في المدارس الواقعة في مناطق سيطرة الحكومة السورية، منذ اندلاع الحراك الشعبي في آذار/مارس 2011، ما دفع بعض الدول إلى إعادة النظر في الشهادات التي حصلت عليها في سوريا خلال فترة الحرب. واتخذ البعض إجراءات عدم الاعتراف بهذه الشهادات.

وقد تراجع مستوى التعليم غي عموم سوريا، بعد اندلاع الحرب منذ سنوات، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الطلاب من مختلف الجهات، فضلا عن الفساد والمحسوبية في مؤسسات المنظومة التعليمية في سوريا، سواء من قبل الكادر الإداري أو من قبل الأساتذة من مختلف التخصصات.

يذكر أن امتحانات شهادات التربية الشرعية الأساسية والإعدادية عادة تكون في 30 أيار/مايو، وامتحانات شهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، والثانوية الشرعية في 31 من الشهر نفسه خلال كل عام.

قد يهمك: جامعة حلب: مشاريع بقيمة 1.5 مليار ليرة.. والجامعات في مستويات متدنية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.