لمواجهة الضغوط المالية الشديدة على سلطة مفلسة بسبب الحرب والديون والعقوبات، لم تتوقف الأسرة الحاكمة في دمشق عن إدارة أكبر حملة ابتزاز ومصادرة ضد رجال الأعمال، لكن الشبكة الجديدة لـ “مافيا” العائلة سيطرت واحتكرت شركات النفط وأسواق الاتصالات.

إدارة الحكومة السورية أجرت مع 30 مديرا تنفيذيا في سوريا في الربع الأخير من عام 2019 تسوية، بعد اتهامهم بـ “الفساد والرشوة والاستفادة من ظروف الحرب”، لكنه كان إجراء شكليا عزز خزائن عائلة الأسد المثقلة بالحرب.

عائلة “الغسيل والاختلاسات”

أظهرت المحاكم العسكرية السورية أنها نجحت مؤخرا في منع أحد أكبر الحيتان في البلاد، من سرقة البترول في السنوات الأخيرة، بقيمة إجمالية 19 مليار ليرة سورية.

وطبقا للتحقيقات، فإن محافظ ريف دمشق السابق، علاء منير إبراهيم (المحافظ السابق لريف دمشق وصهر الرئيس السوري بشار الأسد)، ومديرو وقود آخرون وسلطات أخرى، متورطون مع أحد الموقوفين الذي كان محصنا من التحقيق خلال الفترة السابقة.

وبحسب موقع “هاشتاغ” المحلي، كشفت التحقيقات أن هؤلاء المسؤولين ساعدوا المعتقل في الحصول على خزانين من وقود المازوت وصهريج بنزين يوميا. بالإضافة إلى مخصصات محطة الوقود التي يملكها منذ عام 2013 وحتى وقت قريب. بقصد بيع هذه الكمية في السوق السوداء في ريف دمشق رغم ندرة المحروقات وعدم وصول السوريين إليها.

ووفق مذكرة القضاء العسكري، فقد تم توقيفه والتحقيق معه في سرية تامة تحت الإشراف المباشر لمدير عام دائرة القضاء العسكري إلى حين تسجيل التهم الموجهة إليه وتحديد جهات أخرى على صلة به.

ووفقا لما نقله الموقع عن التحقيقات، فإن المتهم صاحب العديد من محطات الوقود في ريف دمشق، متورط في اختلاس 19 مليار ليرة سورية، نتيجة تفاوت أسعار البنزين والمازوت الذي حصل عليه بسعر مدعوم وبيعه بسعر السوق السوداء.

للقراءة أو الاستماع: تسريبات سويسرية تكشف عن ثروة عبد الحليم خدام ومحمد مخلوف

بعد يوم على مرسوم إعفائه

تعود قضية إبراهيم، إلى بداية كانون الأول/ديسمبر 2020، عندما ألقت وزارة المالية، بموجب القرار 2941 الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لإبراهيم، إضافة إلى زوجته وثلاثة من أبنائه، بعد يوم على مرسوم رئاسي، بإعفائه من منصب محافظ ريف دمشق.

وتربط علاء إبراهيم صلة قربى بالأسد، فهو زوج ابنة خالته ريم نجيب، وهي شقيقة عاطف نجيب، وابنة فاطمة مخلوف (الأخت الصغرى لوالدته أنيسة مخلوف).

وخلال توليه منصب المحافظة، وقعت أحداث سياسية وأمنية في المحافظة. ومن أبرزها تهجير المدنيين من مناطق الغوطة الشرقية والغربية، بعد حصار القوات النظامية السورية وتحركاتها العسكرية؛ لتأكيد سيطرتها على منطقة دمشق في نيسان/أبريل 2018.

وكان المحافظ إبراهيم، متورطا في صفقات “التسوية” مع عناصر المعارضة. وأشرف على إيداع النازحين في الملاجئ التي وصفتها منظمات محلية ودولية بمعسكرات الاعتقال الجماعي.

وعين علاء إبراهيم، في 13 تموز/يوليو 2016، محافظا على ريف دمشق، وهو من مواليد اللاذقية. وحاصل على إجازة في الهندسة المدنية. وعمل في الحكومة بصفات متنوعة، منها مدير الخدمات الفنية في محافظة اللاذقية، ومدير اللاذقية للسياحة، والمدير العام لمؤسسة النقل البحري.

للقراءة أو الاستماع: صحيفة فرنسية تكشف سراً جديداً حول هروب رفعت الأسد لسوريا

رعاية اللصوص وسرقتهم 

اتهم تحقيق لموقع “غلوبل ويتنس” الرئيس السوري، بشار الأسد، بجمع ثروات طائلة نتيجة الحرب. بعد أن استغل الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منتصف آذار/مارس 2011. بينما كانت العملة السورية تشهد انخفاضا كبيرا في سعر صرفها مقابل العملات الأجنبية.

وكان أبرز ضحاياه، ابن خاله رامي مخلوف، رجل الأعمال المعروف والمدرج على قائمة العقوبات الأوروبية والأميركية، والذي كان في طليعة المشهد الاقتصادي في البلاد لسنوات مضت.

كما كشف التحقيق، أن مدلل خوري، الوسيط والممول القديم للحكومة السورية في موسكو، كان قد بنى شبكة معقدة من البنوك والشركات والكيانات الخارجية. والتي يبدو أنه قد استخدمها لنقل الأموال الأسد وجماعات الجريمة المنظمة.

 بالإضافة إلى أن التحقيق أظهر آلية العمل داخل شبكة غسيل الأموال التابعة لخوري. وكيف يبدو أنها استخدمت لتقديم مساعدات مادية حيوية للأسد خلال السنوات السابقة.

تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تواجه فيه سوريا أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وكانت بداية هذا العام قد شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار. في حين لا تزال آلاف العائلات السورية تعاني نتيجة قرار رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس، رفع الدعم. وذلك بسبب عدم قدرتها على شراء مادة الخبز بعد استبعادها من الدعم.

للقراءة أو الاستماع: رفعت الأسد في سوريا: معلومات جديدة عن دور ابنه سومر في تحدي أسماء الأسد 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.