في ظل ارتفاع أسعار المادة وعجز الحكومة عن تأمين الحد الأدنى من حاجة الأهالي، وثق سوريون تعرضهم لحالات غش خلال حصولهم على مخصصاتهم من الغاز المنزلي، وذلك بوجود مياه داخل أسطوانات الغاز.

الغش وصل إلى الغاز المنزلي

وأكدت صحيفة “الوطن” المحلية ورود العديد من الشكاوى في محافظة القنيطرة، “حول وجود مياه في أسطوانات الغاز المنزلي واللافت أن كميات المياه ليست بالقليلة، حيث نشر أحدهم مقطعاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال إفراغ الأسطوانة التي استلمها بعد انتظار طويل“.

ويشتكي الأهالي من تأخر وصول رسائل الغاز للحصول على مخصصاتهم الشهرية من الغاز المنزلي، إذ تنتظر بعض العائلات ثلاثة أشهر حتى وصول الرسالة إلى هواتفهم المحمولة، للذهاب والحصول على أسطوانة من الغاز.

قد يهمك: هل نجحت الاستثمارات السورية في الأردن .. ما هي مزاياها؟

وردا على الشكاوى المتعلقة بحالات غش أسطوانات الغاز، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقنيطرة حمدي العلي، سلامة أسطوانات الغاز وعمليات التعبئة، مبيناً أن اللجنة في وحدة التعبئة تستلم صهريج الغاز بعد أن تتأكد من عملية الترصيص بمادة الرصاص، وذلك خلال جولة على وحدة تعبئة الغاز المنزلي والصناعي في منطقة “الكوم“.

وقال العلي في تصريحا لـ“الوطن“،أنه “بعد التأكد من عملية الترصيص يتم نزع الرصاص وربط الصهريج مع منصة التعبئة عبر الخراطيم وأنابيب التعبئة للأسطوانات المنزلية والصناعية من فوهات التعبئة الموصولة بقبان (ميزان) إلكتروني حيث يصل وزن أسطوانة الغاز المنزلي بعد التعبئة 24 كغ +- 200 غرام، أما وزن الصناعي 38 كغ +- 200”.

وأوضح كذلك أن عمليات التعبئة في المركز سليمة، ما يعني أن حالات الغش قد تكون حاصلة بعد خروج الأسطوانات من المركز وقبل وصولها إلى مستحقيها.

وفي محاولة لضبط الأسعار والقضاء على السوق السوداء حددت وزارة النفط قبل أسابيع سعر أسطوانة الغاز المدعومة بـ 9700 ليرة سورية وغير المدعومة بـ 29682 ليرة.

وأبدى سوريون تخوفهم من تحديد سعر أسطوانة الغاز خارج نظام البطاقات الذكية، لا سيما مع إعلان الحكومة رفعها الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية.

وقال عبد الغفور الأغا وهو أب  لعائلة مكونة من  ستة أفراد، إنه انتظر أكثر من ثلاثة أشهر في آخر مرة حصل فيها على أسطوانة الغاز، وذلك حتى وصلت الرسالة عبر الهاتف الجوال.

أسطوانة غاز بنصف راتب موظف

وأضاف الآغا في حديثه لـ “الحل نت“: “سعر الأسطوانة وفق هذا القرار يتجاوز نصف راتب موظف حكومي، ما بعرف إذا تم استبعاد عيلتي من الدعم، للأسف الحكومة عم تخطط شوي شوي لتسحب كل الدعم وتخلينا نعتاد على ارتفاع الأسعار“.

وكان رئيس الحكومة السورية، حسين عرنوس، أعلن أواخر العام الفائت، أن أزمة الغاز المنزلي في سوريا ستنتهي خلال العام 2022، لكن يبدو أنها ستنتهي على حساب جيب المواطن الذي سيحصل على المادة بأسعار مضاعفة.

وتصدرت أزمة الغاز السوري عناوين الصحف الدولية خلال السنوات القليلة الماضية، دون توضيح من قبل الحكومة السورية حول كيفية النجاة من أزمة ندرة أسعار أسطوانات الغاز وكذلك ندرتها في سوريا.

ويتجه العديد من المواطنين إلى السوق السوداء، نتيجة عدم توفير الحكومة للمحروقات. لا سيما وأن حاجة البلد من الغاز المنزلي شهريا 37 ألف طن، بينما الإنتاج المحلي يقارب 10 آلاف طن، ولا تستطيع دمشق تحمل تكاليف الاستيراد من خارج محيطها الإقليمي.

أزمة الغاز في سوريا، والارتفاع الكبير في سعره، أجبر بعض العائلات السورية على استخدام البابور بدلا عن الغاز، في الطبخ سواء عبر استخدام الكاز الذي يبلغ سعر نصف اللتر منه 4 آلاف ليرة، أو مزج البنزين مع المازوت.

اقرأ أيضاً: المناطق الصناعية في سوريا على طاولة البحث العربية!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.