يعاني لبنان منذ سنوات طويلة، من انقسامات سياسية وحزبية كبيرة، مر خلالها بمحطات مفصلية مهمة كانت السبب في إيصاله إلى وضعه المتردي سياسيا واقتصاديا في الوقت الحالي.

وكما تعرض لبنان، خلال هذه السنوات إلى الإرهاب المتعدد المصادر، كان بدايته اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، ليتلو ذلك انسحاب الجيش السوري تحت ضغوط غربية، وتغول حزب الله على السلطة، والاضطرابات في مخيم نهر البارد، وغيرها.

لبنان في مواجهة داعش مجددا

تعرض لبنان في السابق إلى محاولات استهداف متعددة من قبل تنظيم داعش، كان آخرها قبل أيام تحت مسمى الوفاء لدماء القريشي، زعيم تنظيم داعش الذي قتل مؤخرا في شمال سوريا بعد عملية خاصة للقوات الأمريكية.

وأعلن وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، يوم أمس الأربعاء، عن إحباط خطط لثلاث عمليات تفجير في بيروت وتوقيف جماعة متطرفة تجند شبانا لتنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة وقذائف صاروخية، حسب موقع “أثر برس” المحلي.

وقال مولوي خلال مؤتمر صحفي:”جماعة إرهابية تكفيرية جندت شبابا في لبنان من جنسية فلسطينية حتى ينفذوا عمليات تفجير كبيرة بأحزمة ناسفة ومتفجرات”، مضيفا”التفجيرات في حال حصولها كانت ستوقع لا سمح الله الكثير من الضحايا وإحباطها يشكل نموذجا عن الأمن الاستباقي الناجح”.

وفي التفاصيل، فإن القوى الأمنية اللبنانية، استطاعت تجنيد عميل لها بين مجموعات تواصل عاملة لصالح تنظيم داعش، والذي تلقى تعليمات من أحد قادة التنظيم المقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وهو على تواصل مع التنظيم في سوريا.

وحسب الداخلية اللبنانية، فإن الشخص المسؤول في التنظيم قام بالتنسيق مع الشخص الذي جندته قوى الأمن الداخلي، والذي تلقى تعليمات بتنفيذ 3 عمليات انغماسية متزامنة في الضاحية الجنوبية في بيروت، وهي مجمع الكاظم، وحسينية الناصر في الأوزاعي، ومجمع الليلكي.

وتم الاتفاق على تنفيذ العمليات، بعد تصوير شريط فيديو تظهر فيه راية داعش، وأن تكون العمليات ردا على مقتل زعيم التنظيم أبو إبراهيم القريشي، ولكن تمكنت قوى الأمن الداخلي، من تحديد هوية أربعة أشخاص شاركوا في التحضير للهجمات وتسليم السلاح، يقيمون في مخيم عين الحلوة، وتم وفق وزير الداخلية توقيف شخصين في القضية.

قد يهمك:لبنان.. ما الذي سيحصل بعد انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي؟

إعلام الحوثيين في مرمى الداخلية اللبنانية

من الواضح أن لبنان يعمل على التخلص مع العديد من المشكلات الخارجية، التي تسبب توترا بينه وبين بعض الدول العربية، فعلى الرغم من السيطرة الكبيرة لحزب الله على العديد من مفاصل الدولة اللبنانية، ودعم الأخير الكبير للحوثيين في اليمن، إلا أن الداخلية اللبنانية تجاوزت حزب الله في ملاحقتها لقناتين تلفزيونيتين تابعتين للحوثين تبثان من الأراضي اللبنانية.

فقد طلب وزير الداخلية، بسام مولوي، من الأمن العام، وقوى الأمن الداخلي، إجراء الاستقصاءات اللازمة حول مشغلي وأماكن ووسائط بثهما، بغية اتخاذ الإجراءات الإدارية والفنية والقانونية اللازمة.

وأعلنت الداخلية اللبنانية أن الوزير مولوي، تلقى رسالة وزير خارجية اليمن أحمد عوض بن مبارك عبر وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، حول قيام الحوثيين بأعمال عدائية وتحريضية من داخل الأراضي اللبنانية من خلال بث قناتي “المسيرة” و”الساحات” من دون تراخيص قانونية، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

ويأتي تحرك الداخلية اللبنانية، على ضوء تعزيز العلاقات مع الدول العربية، والوقوف في وجه ما يعرقل هذه العلاقات، ويتعرض لسيادة هذه الدول، حيث وجهت كتابين إلى كل من وزارتي الإعلام والاتصالات لإجراء المقتضى لا سيما لجهة قانونية عمل هذه القنوات على الأراضي اللبنانية، حسب الشرق الأوسط.

إقرأ:ما هي أهداف “حزب الله” من زيارة جبران باسيل إلى دمشق؟

وكانت تصريحات سابقة لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، حول الحرب التي تشنها دول عربية على اليمن، تسببت بتدهور العلاقات اللبنانية السعودية نتيجة ما قاله قرداحي في حينه،أن الحرب على اليمن هي حرب عبثية، فيما فسره مراقبون أن موقف قرداحي يأتي مساندا لموقف حزب الله وإيران في التدخل في شؤون الدول العربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.