عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أمس الخميس، مجموعة من ردود الفعل الدولية الغاضبة على الهجوم الروسي، إضافة إلى حزمة “العقوبات الاقتصادية” التي فرضتها الولايات المتحدة مع الغرب على موسكو، لكن دون تدخل عسكري لوضع حد أسرع ضد هذا الغزو.
ربما يشكل هذا الغزو فرصة وجشعا لدول أخرى لتحريك رغباتها في تحقيق مطامع إقليمية طالما حلمت بها، وأبرزها الصين. فهل ستصعد الصين في الفترة المقبلة ضد تايوان ذات الحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

هل تغزو الصين تايوان؟

منذ الساعات الأولى من بدء العملية العسكرية الروسية، أمس، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن “تايوان ليست أوكرانيا، بل كانت جزءا لا يتجزأ من الصين” حسب تعبيرها.

تصريحات ردت عليها الرئاسة التايوانية بدعوة القوات المسلحة وأفراد الأمن في الجزيرة إلى “تكثيف المراقبة وتعزيز الدفاعات“، في الوقت الذي سعت فيه لطمأنة أولئك الذين يخشون من تكرار السيناريو الروسي الأوكراني في تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز“.

وقال الرئيس التايواني تساي إنج وين، إن تايوان يمكن أن تتعاطف مع وضع أوكرانيا نظرا لتجربتها مع التهديدات العسكرية والترهيب من الصين.

ويشهد العالم حالة تأهب لاندلاع الحرب العالمية الثالثة، بعد الغزو الروسي على أوكرانيا، ظهرت الأزمة القائمة بينهما منذ عدة أشهر بعد الأزمة الأوكرانية، فيما يتوقع الخبراء أن “الصين ستستغل الوضع العالمي لدخول تايوان وتحقيق مآربها”.

كذلك، يرى الخبراء أن هناك “أوجه تشابه بين الأزمتين” فتايوان وأوكرانيا ديمقراطيتان صديقتان للغرب يمكن أن ينقلب وضعها الراهن من قبل الأنظمة القوية في الصين وروسيا، ففي حالة تايوان، يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى “إعادة التوحيد” في نهاية المطاف مع الجزيرة التي يدعي أنها إقليمه على الرغم من أنه لم يحكمها قط ولم يستبعد القيام بذلك بالقوة، وكان يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يعتبر الروس والأوكرانيين شعبا واحدا.

ضمن السياق ذاته، ترى الصحيفة الأمريكية، إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ ،والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهما “حنين إلى الماضي الإمبراطوري المجيد، لتبرير مطالبهم الإقليمية الحالية”.

فيما كان الرئيس الصيني يحذر تايوان في الفترات الماضية بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب بوتين لأوكرانيا.

قد يهمك: القمة الصينية-الروسية.. شراكة أم فخ يفاقم الاستقطابات العالمية

سيناريوهات محتملة

ويرى بعض المحللين في تايوان من وجود قلق من أن تشتت انتباه الغرب أو الرد الضعيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، يمكن أن يشجع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على تكثيف الضغط على الجزيرة، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الحكومي السابق، تشاو شين مين، قوله إن: “النتيجة الأوكرانية أمام أعيننا تماما. ومقاومة الصين لا تساعد في حماية تايوان، بل إنها تؤدي فقط إلى تسريع موتنا”.

وبحسب المراقبين، يتوقعون إقبال الصين الواثقة تحت قيادة شي جين بينج من اتخاذ خطوة جريئة للسيطرة على تايوان، ومن المرجح أن تراقب بكين الوضع في أوكرانيا بعناية بحثا عن دلائل على كيفية استجابة القوى الغربية ومدى شدة هذه الردود كما انتشرت في الساعات القليلة الماضية أخبار تفيد بدخول قوات وسفن صينية في المياه الإقليمية التايوانية.كما يشير المراقبون، إلى أن تركيز واشنطن مع الغرب خاصة الوضع بين روسيا وأوكرانيا سوف يكون سبب في قيام الصين بإتخاذ خطوة بشأن تايوان، ويتوقعون أنه إذا سيطرت الصين على تايوان، فإن هذا أكثر من أي شيء آخر سيساعدها على إقامة الصين لهيمنة إقليمية.

خاصة وأن الصين كانت متعاطفة مع مخاوف روسيا بشأن التهديد الأمني ​​من منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وناشدت جميع الأطراف المعنية بالوضع في أوكرانيا ممارسة “ضبط النفس”، ورفضت مصطلح “الغزو” الذي استخدمته وسائل الإعلام في وصف العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

كذلك، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قبل أيام، إن الحكومة الأميركية تراقب ” العلاقات المزدهرة ” بين الصين وروسيا.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والصين، القوتين النوويتين والقوى الاقتصادية الكبرى في العالم، تخوضان حربا باردة بشأن عدد من القضايا الخلافية بينهما، فإن الخلاف حول تايوان هو القضية الوحيدة التي من المحتمل أن تثير مواجهة مسلحة بينهما.

يذكر أن تايوان البالغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة، يديرها منذ 75 عاما نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية بعد الحرب الأهلية الصينية.

وتعتبر واشنطن أقوى حليف لتايوان ومزودها الأول بالأسلحة، لا بل إن الإدارة الأميركية ملزمة من قبل الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

قد يهمك: الصين وروسيا تهددان الأمن العالمي.. ما الذي سيحصل في تايوان بسبب بكين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة