اندلع حريق ضخم، يوم أمس الأحد، في مستشفى “الهندية” بمحافظة كربلاء الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد بنحو 105 كم.

والتهمت النيران صالتي الباطنية والأطفال-الخدج، وتسببت بحالات اختناق واسعة بين المرضى والمرافقين لهم، وفقا لمصادر مطلعة.

مقالات ذات صلة: حرائق المستشفيات في العراق: إهمال وفساد قاتلان أم حوادث تتم بفعل فاعل؟ 

نفي حكومي

بالمقابل، أكد مدير المستشفى واثق جياد الحسناوي، في بيان رسمي، اطلع عليه موقع “الحل نت” أن “حريقا نشب إحدى ردهات قسم الباطنية في المستشفى”، مبينا أنه “تمت السيطرة التامة عليه من قبل منتسبي الدفاع المدني ومنتسبينا”.

الحسناوي قال إنه: “لا توجد أي خسائر بشرية، وتم إخلاء جميع المرضى بانسيابية تامة، ولم تقع سوى أضرارا مادية بسيطة”، مشيرا حينها إلى أن “حملات التنظيف تجري الآن، ليتم إعادة العمل بتقديم الخدمات الطبية بأسرع وقت ممكن”.

وذهبت مع هذا الطرح دائرة صحة كربلاء، حيث أكدت عدم سقوط ضحايا بحادث حريق مستشفى “الهندية”، مشيرة إلى نقل المرضى الذين كانوا يرقدون بمحل الحادث إلى مستشفى “الحسين العام” بمركز المدينة، وإن الأضرار كانت مادية فقط.

وقال مدير إعلام صحة كربلاء سليم كاظم، في حديث للوكالة الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”، إن “الحريق حدث في ردهة باطنية النساء وصالة الولادة، ولم تحدث أية خسائر بشرية”.

مقالات ذات صلة: واشنطن تعزي بغداد: حزن لحريق مستشفى الحسين

تأكيدات

وعقب ذلك، أعلنت مديرية الدفاع المدني، تمكن فرقها من إخماد الحريق بشكل تام، وخلال عمليات البحث والتقصي باستخدام الكاميرات الحرارية نظرا لكثافة الدخان والغازات المصاحبة للحريق، تم العثور على ثلاثة جثث نساء من ردهة الباطنية.

وأشارت المديرية في بيان اطلع عليه موقع “الحل نت”، إلى أن الجثث تم تسليمها إلى دائرة الطب العدلي وفق الإجراءات القانونية، وفتح تحقيق بالاعتماد على تقرير خبير الأدلة الجنائية لتحديد أسباب اندلاع الحريق.

مسلسل الحرائق لم يتوقف في العراق خلال الأعوام الماضية، حيث تشهد مؤسسات الدولة خاصة الخدمية منها، بين الحين والآخر حرائق كبيرة يذهب ضحيتها العشرات، وعادة ما تبرر هذه الحرائق بوجود تماس كهربائي، ويتم بعدها إغلاق التحقيق.

وما قبل مستشفى “الهندية”، كان آخر هذه الحرائق الحريق الذي نشب في نيسان/أبريل 2021، في مستشفى ابن الخطيب المتخصص في علاج مصابي كورونا والأمراض الانتقالية الأخرى، والواقع بمنطقة جسر ديالى جنوب شرقي بغداد.

ووفقا لوزارة الداخلية حينها، فإن الحصيلة النهائية لضحايا حريق المستشفى كانت مصرع 82 شخصا توفوا متأثرين بالحروق الشديدة أو الاختناق، وإصابة 110 آخرين، وهي حصيلة وصفت بالمرعبة، رغم أن مصادر تؤكد أن الرقم أكبر من ذلك.

وبعد ذلك في تموز/يوليو، قتل 60 شخصا ضحية حريق نشب بمستشفى “الحسين” في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب البلاد، بينهم 21 جثة مجهولة الهوية، فيما قالت وكالة الأنباء العراقية قبل ذلك أن عدد القتلى بلغ 92 شخصا، نقلا عن دائرة صحة الناصرية.

مقالات ذات صلة: الحرائق في العراق: إنقاذ 400 طالب من حريق بإحدى مدارس البصرة 

شبهات

وتشوب حوادث الحريق في العراق، شبهات بأن تكون مفتعلة في إطار التدافع السياسي في البلاد، والتجاذبات حول المناصب.

وفي هذا الإطار، ألمح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، في جلسة لمجلس الوزراء عقب حدوث حريق مستشفى “ذي قار”، إلى تورط سياسي في الحادث قائلا إن “الوطنية لا تتقبل فكرة أن يتعمّد العراقي قتل أخيه من أجل هدف سياسي”.

وأشار وقتها إلى أنه “عندما تنجرف السياسة بعيدا عن المبدأ الأخلاقي والالتزام الإنساني، فسنكون تحت سيطرة مبدأ شريعة الغاب بعينها”.

وحسب إحصائية أصدرتها مديرية الدفاع المدني، فإنه قد تم تسجيل 31 ألفا و533 حريقا خلال عام 2021، تصدرت بغداد فيها باقي المحافظات، فيما بلغت حوادث الحريق في القطاع الحكومي 6189 حادثا، وفي القطاع المختلط 293 حادثا، أما القطاع الخاص فقد بلغت 25 ألفا و51 حادثا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة