تستخدم الحكومة السورية العنف بأشكال مختلفة بدلا من السياسة في وجه كل من ينتقد سياساتها والفساد في مؤسساتها والظروف الاقتصادية المتردية. لم تتخل عن هذه العقلية القمعية، رغم الحراك الشعبي الذي واجهته منذ أكثر من 10 سنوات.

لقد باتت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة تعتقل مؤخرا الموالين والمقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من الصحفيين والنشطاء الإعلاميين والمواطنين بشكل عام.

معتقلين في ظروف صحية سيئة!

قال ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في “فيسبوك”، إن الناشط يونس سليمان الشهير باسم “فلاح الضيعة” عبر الفيسبوك، قد دخل المستشفى في “دمشق”، بعد تعرضه لفشل كلوي حاد.

وبحسب الناشطون من خلال منشورات في مجموعة “مواطنون مع وقف التنفيذ” على “فيسبوك” التي تنشر أخبار وتعليقات حول الأوضاع بشكل عام في سوريا، والتي كان يديرها سليمان، أن حالة الأخير الصحية غير مستقرة، مؤكدين أنه ما يزال موقوفا لدى الأجهزة الأمنية وقد تم نقله إلى المستشفى تحت الرقابة الأمنية بعد تدهور حالته الصحية.

وكانت قد اعتقلت الأجهزة الأمنية “فرع جرائم المعلوماتية” الحكومية يونس سليمان وهو من محافظة طرطوس، بسبب انتقاداته لسياسات الحكومة وتدهور الوضع الاقتصادي.

يذكر أن المعتقل سليمان أوقف مرتين في السابق على خلفية منشورات كتبها على منصة “الفيسبوك”، ينتقد فيها سياسات الحكومة السورية الأمر الذي تكرر كذلك مع ناشطين آخرين وصحفيين.

مصير مجهول!

في الأثناء تناول ناشطون خبرا آخر حول الإفراج عن المهندس جهاد إبراهيم، الذي سبق وأن اختفى في ظروف غامضة قبل نحو أسبوعين، قبل أن يتبين أنه موقوف لدى الجهات الأمنية الحكومية، كونها انتهجت مؤخرا سياسة تكميم الأفواه لمواليها.

وكتبت زوجة ابراهيم، عبير يونس، منشورا عبر حسابها في منصة “فيسبوك”، صورة لزوجها وعلقت عليها: “ألف الحمد لله على سلامتك يا غالي نورت بيتك”.

يذكر أن المهندس جهاد إبراهيم هو قرية مشتى الحلو بريف طرطوس ومن العاملين في محطة بانياس لتوليد الكهرباء وهو واحد من أهم مهندسي الميكانيك في سوريا وخصوصا في مجال صيانة محطات التوليد.

أما الصحفي، كنان وقاف، لا يزال مصيره مجهولا، ولم يظهر على الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة، بعد أن داهمت الأجهزة الأمنية منزله ومنزل زميله محمود ابراهيم في مدينة طرطوس، قبل قرابة شهر، في سبيل اعتقاله، بعد أن وجه جملة من الانتقادات للحكومة السورية ورئيس سوريا الحالي، بشار الأسد، وانتقاده الأوضاع الاقتصادية المزرية التي يمر بها البلاد عموما.

وعلى إثر ذلك، قد بث الصحفي، شريط فيديو مطلع الشهر الفائت، قال فيه أن قوة أمنية كبيرة اقتحمت منزله في غيابه بهدف اعتقاله وسط تهديدات، وتسببت في حالة من الذعر لزوجته وأطفاله، مضيفا أن القوة كانت مدججة بالسلاح الخفيف والمتوسط، اقتحمت منزله بهدف اعتقاله، وكأنهم أقدموا على اعتقال “داعشي” على حد وصفه.

وأوصى وقاف وقتذاك، “أن يتم العناية بزوجته وأطفاله، ما أثار تفاعلا بين السوريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد منهم بمساعدته والتضامن معه بعد وصيته المؤثرة بالاعتناء بزوجته وأطفاله”.

قد يهمك: الحكومة السورية تعتمد على المهربين لجني 113 مليار

فصل من جامعته بسبب انتقاده الحكومة!

في سياق آخر أصدرت جامعة “دمشق” الحكومية، قرارا يقضي بفصل طالب درجة الماجستير كرم سليمان بناء على كتاب موجه من “حزب البعث”، قبل نحو أيام معدودة.

 بدوره نشر الطالب كرم سليمان منشورا عبر صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”، صورة لقرار فصله، وذكر أنه طالب في السنة الثانية من درجة الماجستير في كلية الهندسة المدنية بتهمة مخالفة الأنظمة الجامعية، مبينا إلى أن القرار يؤدي لمنعه من الانضمام لكل الجامعات السورية وحرمانه من حقه في التعليم في بلده.

وأضاف الطالب المفصول من جامعته، إن مسؤولي الجامعة رفضوا إبلاغه في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت طبيعة مخالفته للأنظمة والتي أدت إلى فصله وأبلغوه بأن عليه مراجعة فرع حزب “البعث”.

وتبيّن أن سبب فصله، قرارا صادرا عن اللجنة الأمنية في الجامعة بسبب بوست له عبر منصة “الفيسبوك”، حيث قال فيه “مرحبا سيادة الرئيس … خطاب القسم الجاية رجاء يكون بلا حضور كرمال نحسن نركز وشكرا”، في إشارة إلى عند أداء رئيس سوريا الحالي، بشار الأسد، “القسم الرئاسي”، يكون هناك تصفيق حار له، إذ لا يستطيع المرء سماع ما يقوله وسط هتافات قوية من الحاضرين في الأداء.

تظهر كل التقارير الحقوقية، خلال السنوات الماضية، أن مستوى حرية التعبير في سوريا في أدنى مستوياتها، حتى على المستوى العالمي، وأن دمشق لن تقوم بتغيير تعاملها الأمني، أيا كان موقف الشخص منها، سواء كان معارضا أو مواليا، فهناك خطوط حمراء يمنع الاقتراب منها تحت أي مسمى، وهي الرئيس وعائلته.

قد يهمك: استمرار اعتقال منتقدي الحكومة في الساحل السوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.