لم تحتج الأسواق في سورية فترة طويلة ليظهر عليها انعكاس الحرب في أوكرانيا، فلم تمض أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا حتى بدأت أسعارالمواد الأساسية والغذائية بالارتفاع بشكل متسارع، جعل المواطن في حالة من الإرباك لم يسبق أن عاشها.

الزيوت نادرة وباهظة الثمن

أكد مصدر خاص، لموقع “الحل نت”، أن الزيت الخفيف، أو ما يعرف محليا بالزيت الأوكراني، بات نادر الوجود في أسواق دمشق، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن أوكرانيا كانت المصدر الأول للزيت النباتي الخفيف في سوريا.

وأكد المصدر، أن الكميات المتوفرة في السوق والتي تم استيرادها في السابق تم احتكارها من قبل التجار الموردين، وإخفاءها في المستودعات، من أجل رفع سعرها أكثر مما هو عليه الآن، في الأيام القادمة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، موضحا أنه في حال تم إيجاد الزيت في المحال التجارية، فإن الليتر الواحد يباع بمبلغ 12 ألف ليرة.

وفي نفس السياق، قالت صحيفة “الوطن” السورية، أن مادة الزيت النباتي بكل أنواعها مفقودة من البقاليات والأسواق بشكل غير مبرر، خلال الأيام الأخيرة، كما ارتفع سعر ليتر الزيت النباتي من سعر 7800 قبل أسبوع ليصل إلى 12 ألف ليرة يوم أمس مع عدم توفره في الأسواق، وذلك بالتوازي مع فقدان زيت القطن من الأسواق أيضاً فجأة، رغم أنه غير مرغوب فيه للمستهلك السوري مقارنة بزيت دوار الشمس، ولأسباب غير مبررة ومعروفة.

ونقلت “الوطن”، عن أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزه، أن ارتفاع أسعار الزيوت في الأسواق متصاعد بشكل يومي حيث كان قبل 4 أيام سعر الليتر 9500 ليرة وقبل يومين 10500 ليرة وأمس 11500 ليرة وحالياً 12 ألف ليرة ويمكن أن يرتفع أكثر في الأيام القادمة إذا استمر التجار بالإحجام عن طرح المادة في الأسواق.

وأضاف حبزه، أن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع يعود إلى الإحجام عن طرح المادة، وعدم توفرها في الأسواق ولا يوجد أي مبرر داخلي لهذا الارتفاع المتواتر في أسعار الزيت لكون توريدات جديدة لم تصل إلى البلد، والكميات المتوفرة في المخازين داخل البلد لم يحدث عليها أي تغيير آني يبرر هذا الارتفاع المتواتر بالأسعار، مشيرا إلى الفوضى التي تعيشها الأسواق في الآونة الأخيرة، حيث يبيع كل تاجرعلى مزاجه، والارتفاع يكون لحظياً حيث ارتفع سعر ليتر الزيت كل يوم ألف ليرة، والسمنة ارتفعت 20 بالمئة، وهذا الارتفاع تزامن مع استبعاد التجار من الدعم والأزمة الخارجية وبعض القيود التي فرضت على المستوردين والتدقيق من وزارة المالية على التاجر الحقيقي من التاجر الوهمي.

 وتابع موقع “الحل نت”، في تقرير سابق، فقدان الزيوت من الأسواق، حيث الأسواق السورية ندرة في الزيوت النباتية، وذلك في ظل ارتفاع كبير في أسعارها وغياب الجهات الحكومية، وجهودها في ضبط الأسعار في الأسواق.

 ونقل الموقع، عن مصادر محلية، بفقدان مادة الزيت بكافة أنواعها من البقاليات السورية، متهما التجار برفع الأسعار بشكل غير مبرر، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.

إقرأ:غياب كامل للزيوت السورية في البقّاليات.. أين اختفت؟

هل بدأ شحن الخضار والفواكه لروسيا؟

لم يقتصر ارتفاع الأسعار في دمشق على الزيوت المفقودة، بل طال مختلف المواد الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه، إضافة لفقدان بعض المواد، كالحبوب ومادة الجوز، حسب مصدر خاص لموقع “الحل نت”.

ونقل المصدر، عن أحد تجار خضار الجملة في سوق الهال “سوق الزبلطاني” في دمشق، أن عمليات شحن للخضار والفواكه يعتقد أنها لروسيا بدأت في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وأوضح المصدر، أن تجارا مقربين من الحكومة السورية، وآخرين تابعين لحزب الله اللبناني، بدأوا بشراء كميات كبيرة من الخضار والفواكه، ويقومون بشحنها لروسيا عبر المطار والموانىء البحرية، مشيرا إلى أنهم يقومون بالدفع الفوري لتجار الجملة في السوق، ما دفع بعض التجار لتفضيل بيعهم على بيع تجارة التجزئة “المفرق”، والذين يشترون على دفعات أو بالدين ليقوموا بالسداد بعد البيع.

وأشار المصدر، إلى أن أسعار الخضار بدأت بالارتفاع التدريجي في محال التجزئة، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد من البندورة ما بين 2000 – 2500 ليرة، ومعظم الخضار والفواكه زادت أسعارها، ما بين 300 – 500 ليرة للكيلو الواحد.

 ونقل موقع “الحل نت”، في تغطية متتابعة لارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم، حيث فتح هذا القرار أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأساسية فضلا عن ارتفاع أسعار الخدمات والمواد الأخرى، دون أي تدخل من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسعار وتحديدها.

وكانت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية، لونا الشبل، قالت في تصريح سابق لوكالة “سبوتنيك” الروسية،”سندعم روسيا للتغلب على العقوبات كما فعلت مع سوريا”، فيما يرى الكثير من المواطنين أن هذا الدعم بدأ بشحن الخضار والفواكه، ولا يعلم أحد في أي طريق سوف يسير خلال المرحلة المقبلة خاصة مع تصاعد المعارك في أوكرانيا.

قد يهمك:كيف سيدعم الأسد روسيا في غزوها لأوكرانيا؟

اجتمعت كل الظروف الدولية، والداخلية، والسياسية والاقتصادية المتدهورة، ليكون لها جميها أثر سلبي مباشر على المواطن السوري، الذي بات يعاني من أسوأ مرحلة شهد فيها تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة