اشتدت أزمة المواصلات في مناطق سيطرة الحكومة السورية لا سيما في مدينة دمشق (العاصمة) خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بعد امتناع العشرات من سائقي سيارات النقل العامة عن العمل، بدعوى عدم تلقيهم مخصصات كافية من المحروقات لتشغيل مركباتهم ما عطّل العمل على خطوط النقل.

ودفعت أزمة المواصلات وشح وسائل النقل الأهالي في دمشق إلى استخدام الشاحنات المغلقة وسيارات “السوزوكي“، كبديل عن سيارات النقل من أجل الوصول إلى وجهاتهم وأماكن عملهم بشكل يومي.

سيارات “السوزوكي” بديل وسائل النقل

يقول أنس زهير (اسم افتراضي) وهو طالب في جامعة دمشق إنه يضطر يومياً لركوب سيارة مخصصة لنقل البضائع، إلى جانب نحو 15 شخصاً آخرين، للتنقل من حي برزة إلى وسط العاصمة دمشق.

ويؤكد أنس خلال اتصال هاتفي مع “الحل نت” إنه يدفع مبلغ ألف ليرة سورية مقابل التنقل من برزة إلى دمشق، مشيراً إلى أنه رأى العديد من سيارات “السوزوكي“، تعمل على خطوط النقل بدلاً من سيارات النقل العامة وتتقاضى أجور مختلفة.

أما هنادي ياسين (اسم افتراضي) وهي موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية بدمشق، فتؤكد أيضاً أنها في معظم الأيام لم تتمكن من الذهاب إلى عملها بسبب نقص وسائل النقل.

وتقول لـ“الحل نت“: «يعني أكيد أنا ما فيني اطلع بسوزوكي، أحياناً عم نضطر نجتمع 4 أشخاص وناخد تكسي مشترك، في حال كنا متوجهين لنفس المنطقة».

ولم تعد وسائل النقل مقتصرة على سيارات النقل المعتمدة، بل أصبحت مهنة لكل من يملك وسيلة نقل خاصة كانت أو عاملة.

ارتفاع الأجور وغياب الحكومة

وتسبب هذه الظاهرة ارتفاعاً كبيراً في أجور المواصلات، لا سيما وأن تلك السيارات تعمل بشكل غير رسمي، وبالتالي فإنها لا تحصل على المحروقات بأسعار مدعومة من قبل الحكومة.

ووسط هذه الأزمة يغيب التدخل الحكومي لحل مشكلة المواصلات، إذ أن الحكومة لم تعلن حتى الآن عن خطة لحل الأزمة المتفاقمة لا سيما في العاصمة دمشق.

أسباب ترك السائقين لعملهم

ويعزف العديد من سائقي مركبات النقل عن العمل ضمن خطوطهم، وذلك بسبب ما يقولون إنها قرارات جائرة من قبل الحكومة.

ويؤكد السائقون أنهم يضطرون لإيجاد أعمال إضافية، إلى جانب عملهم في بعض خطوط النقل، وذلك لتحقيق دخل أعلى، بسبب تدني مستوى أجرهم في خطوط النقل.

وأكد “محمد العلي” (اسم مستعار لسائق باص نقل في دمشق) في تصريحات سابقة لموقعنا أنه يعمل على خط قدسيا 8 ساعات يوميّاً، إلا أنه لا يحصل على أجر يكفي عائلته، فيضطر للعمل مع مؤسسة لنقل موظفيها يوميّاً.

وأشار برسالة إلى أن إجراءات المحافظة دائماً ما تهدف إلى التضييق على السائقين، وعدم تشجيعهم على العمل بشكل نظامي، بسبب القرارات المجحفة، فضلاً عن الارتفاع المستمر لأسعار المحروقات.

وكانت محافظة دمشق أصدرت قبل نحو شهر قراراً بحرمان 150 وسيلة نقل عامة «باصات ميكرو باصات سرافيس، من التزود بالوقود لعدم التزامهم بالعمل على خطوطهم ووصولهم نهايتها».

ما سبق يأتي تزامناً مع ارتفاع تعرفة أجور المواصلات الناتجة، عن ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض أعداد وسائل النقل في المدينة.

اقرأ أيضاً: “لا تقليل لساعات التقنين”.. دولة إقليمية تسعى للسيطرة على الكهرباء السوريّة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.