شهدت مدينة البوكمال الواقعة شرقي محافظة ديرالزور شرق سوريا، خلال اليومين الماضين، انسحاب مفاجئ لميليشيات عراقية موالية لـ “الحرس الثوري” الإيراني، من مقراتها بداخل المدينة باتجاه الأراضي العراقية.

اشتباكات متكررة

وبحسب مصادر مطلعة أن كلا من ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” وميليشيا “عصائب أهل الحق”، أخلوا جميع مقراتهم بداخل البوكمال، وأبقوا على أربعة مقرات لهم في بلدة الهري الحدودية فقط.

وأضافت المصادر في حديثها لـ “الحل نت” أن “أوامر الانسحاب صدرت من قيادة “الحرس الثوري” في المنطقة، لكثرة عمليات الاقتتال بين عناصر الكتائب المذكورة في المدينة، والتي زادت وتيرتها مؤخرا على خلفية عمليات التهريب بين سوريا والعراق، والتي تسفر في كل مرة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى منهم، وإصابات في صفوف المدنيين أيضا، إضافة لأضرار مادية”.

وأشارت المصادر إلى أن “ميليشيا الحرس تحاول تحسين صورة الوضع الأمني المتردي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والذي بدأت تنعكس آثاره سلبا عليها، من خلال الاتهامات الموجهة لها، بالفشل الإداري وعدم قدرتها على ضبط عناصر الفصائل التابعة لها”.

اقتتال على عمليات التهريب

اتصالا بذلك، شهدت مدينة البوكمال، السبت اشتباكات مسلحة بين “الحشد الشعبي” العراقي و”كتائب سيد الشهداء” أسفرت عن مقتل ستة عناصر من الطرفين، وإصابة ثلاثة مدنيين كانوا على مقربة من مكان الاشتباك في حي الصناعة، وفق مصدر مقرب من “الحرس الثوري”.

وأضاف المصدر في حديثه لـ “الحل نت” أن “الاشتباكات تعود إلى رفض مجموعة تابعة لـ “كتائب سيد الشهداء”، دفع إتاوة عن ثلاث سيارات شحن صغيرة تابعة لها، محملة بكابلات نحاسية وبعض الأثاث المسروق من منازل مدنيين نازحين عنها في المدينة، لعناصر حاجز “الحشد الشعبي” عند معبر السكك الحدودي، وذلك للسماح بدخولها إلى الأراضي العراقية”.

وأكد المتحدث أنها “ليست المرة الأولى التي تحدث فيها خلافات بين الفصائل الموالية لـ “الحرس الثوري”، عند المعبر آنف الذكر، أدت بعض الأحيان إلى إغلاقه، وكان آخر الاشتباكات في يناير/كانون الثاني الفائت، حيث أغلق المعبر لمدة ستة أيام متواصلة، بعد مصادرة الجيش العراقي شحنة حبوب مخدرة (كبتاغون) تعود لميليشيا “كتائب سيد الشهداء” و”حزب الله” العراقي، عقب دخولها الأراضي العراقية بساعات قليلة”.

وتسيطر مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بصورة مباشرة، على مدينة البوكمال ونواحيها بشكل كامل، في ظل غياب ملحوظ لسلطة القوات السورية، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلا عن انتشارها في مواقع متعددة بمحافظة دير الزور.

وتعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال خصوصا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال- القائم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.