صباح الخميس الماضي، بدا أن القوات الروسية قد سيطرت تكتيكيا على مدينة خيرسون الساحلية الجنوبية في أوكرانيا، غير أن القوات الأوكرانية لا تزال صامدة في ماريوبول وخاركيف و تشيرنيهيف، رغم القصف الروسي العنيف.

وفقا لتحديث وزارة الدفاع البريطانية صباح الخميس الماضي، فإن الجسد الرئيسي للقافلة العسكرية الروسية التي يبلغ طولها 40 ميلا، والتي كانت تتقدم نحو العاصمة، لا تزال على بعد حوالي 20 ميلا من وسط المدينة، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا ويك” الأميركية وترجم عنها موقع “الحل نت”.

في حين قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، “البنتاغون”، جون كيربي، يوم الأربعاء الماضي، قائلا إن الطابور “المتوقف”، “لم يحقق بحسب تقديراتنا أي تقدم ملموس خلال الـ 24-36 ساعة الماضية”، ربما لأن الروس “يعيدون تجميع أنفسهم ويعيدون تقييمهم. التقدم الذي لم يحرزوه وكيفية تعويض الوقت الضائع ربما يكون أيضا بسبب تحديات الدعم اللوجستي ومقاومة الأوكرانيين”، بحسب كيربي.

لكن ترينت تلينكو، وهو متخصص متقاعد كان يعمل في “البنتاغون” وهو مدون للتاريخ العسكري، يرى بأن سببا كبيرا آخر ربما يقف وراء هذا الطابور المتوقف وهو الإطارات الروسية.

تلينكو يستند في نظريته هذه على صور أنظمة صواريخ “بانتسير إس1” الروسية المهجورة وخبرته الخاصة كمدقق لمركبات الجيش الأميركي، حيث يقول: “عندما تترك إطارات الشاحنات العسكرية في مكان واحد لعدة أشهر متتالية، تصبح الجدران الجانبية هشة في الشمس وتفشل مثل الإطارات في السير قدما. ويبدو أنه لم يقد أحد تلك المركبات لمدة عام”.

من جانبه، يتفق شارك كارل موث، الخبير الاقتصادي والمستشار الحكومي و”خبير الإطارات”، كما يصف نفسه، مع وجهة نظر تلينكو، لكنه أضاف بعض التفاصيل حول هذه الإطارات، حيث يقول: “هذه ليست إطارات الشاحنات الثقيلة من الحقبة السوفيتية. فهذه الإطارات العسكرية صينية، وأعتقد على وجه التحديد واي إس 20. هذا إطار رأيته لأول مرة في الصومال والسودان؛ إنها نسخة صينية سيئة من التصميم الممتاز للإطارات العسكرية Michelin XZL”.

ويضيف تلينكو: “هناك تأثير كبير على المستوى التشغيلي في هذه الحالة. وإذا كان الجيش الروسي فاسدا للغاية بحيث لم يتمكن من تشغيل أنظمة بانتسير إس1، فقد وصل به الأمر لعدم التمكن من استخدام الشاحنات وعربات القتال المدرعة ذات العجلات الآن في أوكرانيا. مما يعني أن الروس ببساطة لا يمكنهم المخاطرة بهذه المركبات على الطرق الوعرة وخلال موسم الطين”. ويختتم حديثه قائلا: “هذه مشكلة القافلة المتوقفة في الشمال اليوم. فشبه جزيرة القرم صحراء والمناطق الساحلية في جنوب أوكرانيا أكثر جفافا، لذلك لا نرى هذا هناك. لكن في أماكن أخرى سيواجه الروس مشكلة كبيرة خلال الأسابيع الأربعة أو الستة المقبلة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.