ارتفاع متجدد لأسعار المواد الغذائية في سوريا.. ما علاقة مصر هذه المرة؟

ارتفاع متجدد لأسعار المواد الغذائية في سوريا.. ما علاقة مصر هذه المرة؟

على الرغم من محاولات الحكومة السورية الدائمة، طمأنة المواطنين حول ثبات الأسعار، إلا أن تصريحات مسؤوليها لا تعدو عن كونها كلاما لا يمت للواقع بصلة، حيث تشهد الأسواق السورية ارتفاعات متتالية وغير مسبوقة في الأسعار، لأسباب مختلفة، آخرها الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها الاقتصادية.

من جهة ثانية، تبدو تصريحات المسؤولين في غرف التجارة السورية، وخاصة في دمشق أقرب للواقع، إذ تصدر عنهم تصريحات بين الحين والآخر، يتحدثون فيها عن أسباب ارتفاع الأسعار، أو التوقع بارتفاع أسعار حتى قبل أن يحدث، مستندين من وجهة نظرهم إلى عوامل يرونها سببا للارتفاعات المقبلة.

قناة السويس ترفع الأسعار

نقلت تقارير صحفية محلية، عن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق أن رفع رسوم العبور في قناة السويس سينعكس على الأسعار في سوريا، مضيفا في حديثه لموقع “المشهد” المحلي أن ” أي رفع يطرأ على رسوم العبور في قناة السويس، أو غيرها من نفقات خاصة من نقل وشحن وأسعار نفط سيكون له منعكسات على ارتفاع الأسعار محليا خارجة عن إرادتنا”.

وأشار الحلاق، إلى فقدان غرفة التجارة المرونة بآلية إجازات الاستيراد والتسعير والتحويل وغيرها، ما أدى لحدوث معوقات، وعدم القدرة على تحديد الكلفة لاسترداد قيمة البضائع المتوفرة في المخازن، وهوما يخلق خللا باسترداد رأس المال السلعي للتجار.

وحول آلية نقل البضائع، أوضح الحلاق، أن البضائع لا تأتي إلى سوريا على الناقلة نفسها التي تحمل 3000 حاوية، وإنما تفرغ بميناء، ومن ثم تأتي على فيبر صغير”وسيلة نقل بحري تحمل 200 حاوية”، وخلال فترة النقل تتعرض البضائع بعض الأحيان إلى توقف لمدة أسبوع أو ثلاثة، حتى يتم تأمين “فيبر” آخر إلى أن تصل البضائع إلى سوريا.

كما أشار الحلاق إلى الارتفاع في تكلفة الشحن خلال العام الأخير، حيث أن تكلفة شحن البضائع من الهند كانت بحدود 1800 دولار في عام 2020، أما حاليا فإن التكلفة بلغت 8200 دولار، وهو سعر غير ثابت، أما سيريلانكا التي تعتبر قريبة جغرافيا، فإن كلفة الشحن منها إلى سوريا تبلغ اليوم نحو 7800 دولار، بالإضافة إلى أن كلفة الشحن من الصين تجاوزت الـ 12 ألف دولار للشاحنة 40 قدما.

وأكد الحلاق، أنه لا علاقة لتداعيات الحرب في أوكرانيا على سوريا، ولم يبدأ تأثيرها بعد، وإنما قرب شهر رمضان وزيادة الطلب السلعي أدى لنقص البضائع الموجودة وارتفاع الأسعار، موضحا احتمالية انخفاض الأسعار في وقت قريب حال توفر المواد.

إقرأ:ملاحقة “حيتان التجارة” في سوريا بسبب ارتفاع الأسعار

الحرب الأوكرانية سبب آخر للارتفاع؟

هذا وتشهد الأسواق السورية ارتفاعات متتالية للأسعار، حيث بدأت تظهر بوضوح عقب قرار إلغاء الدعم الذي أصدرته الحكومة مطلع الشهر الماضي، وجاءت الأزمة الأوكرانية لتزيد من هذا الارتفاع واحتكار التجار للعديد من المواد الأساسية.

ونقلت مواقع صحفية محلية، عن وزير التجارة الداخلية السوري، عمرو سالم، قوله إن الأحداث ستؤثر في عمليات الشحن من روسيا، إضافة إلى تأثيرها على التحويلات المالية، مضيفا أن الحرب في أوكرانيا تثير الذعر بالأسواق السورية، إذ إن الأحداث دفعت عددا من التجار لرفع الأسعار وتخزين المواد.

ويتابع موقع “الحل نت”، الارتفاع المتسارع في الأسعار خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم في مطلع الشهر الماضي، حيث فتح هذا القرار أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه، إضافة إلى الحرب الروسية- الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية على سوريا، وأبرزها ارتفاع الأسعار واحتكار البضائع.

كما نقل “الحل نت”، عن العديد من المراقبين والمحللين للأوضاع الاقتصادية أن سياسات الحكومة أثبتت فشلها من الناحية الاقتصادية، إذ تقوم بسن قوانين، دون أن يكون هناك خطط موازية لمنع تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.

قد يهمك:مخاوف جديدة من ارتفاع الأسعار في سوريا

ويرى مراقبون، حسب “الحل نت”، أن اقتراب شهر رمضان هو سبب إضافي لزيادة الأسعار، حيث يزيد الطلب تلقائيا على المواد الغذائية، وخاصة الأساسية منها، حيث يشتكي المواطنون الآن من نقص وغلاء في الرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها، وهي أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، مع قيام المستوردين وتجار الجملة بالتقنين في توزيع المواد، مع تراجع في التنوع واقتصاره على نوعين أو ثلاثة من المنتج إن توفر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.