بعد تصريحات وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جبر آل ثاني بأن أغلبية من المعارضة السورية كانت تتواجد من أجل البزنس وكانت سلطة، شهدت أوساط المعارضة صمتا مريبا يحمل الكثير من التأكيد لكلام الوزير القطري.

الشخصية الوحيدة التي كانت من بين أطراف المعارضة في المشهد السياسي السوري آنذاك قبل عام 2013، هو سمير نشار الذي تحدث عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك” لأكثر من مرة آخرها يوم أمس.

ردود بعض الشخصيات المعارضة

حمد بن جبر قال خلال حديثه في البرنامج الحواري الذي نشره تطبيق “القبس” واطلع عليه موقع “الحل نت” بشكل خاص، بأن برهان غليون كان شخصا محترما وغير باقي الشخصيات في ذلك الوقت. بينما قال نشار عبر صفحته أن غليون كان مقربا من رئيس الوزراء القطري السابق وكذلك من عزمي بشارة.

وأردف المعارض السوري، سمير نشار في تعليق على الموضوع عبر صفحته الشخصية، على “فيسبوك”، بأن “برهان غليون لم يعلق على الاختراق الكبير (للنظام السوري) للمعارضة السورية “لأنه ليس أمرا مهما”، الذي تحدث عنه الوزير القطري السابق، لكنه تحدث عن الأمر الأهم وهو موضوع تحديد مدة ثلاثة أشهر لولاية رئيس المجلس الوطني السوري”.

وتابع نشار في تعليقه، “ليس مهما للدكتور برهان غليون تبرئة والدفاع عن المعارضة المتمثلة باتهام الوزير القطري، أننا مخترقين من النظام السوري”.

نشار الذي اعتذر لـ”الحل نت” عن الإدلاء بأي تصريحات إعلامية مكتفيا بالكتابة على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، في حين لم نلقى أي رد من أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي السابق لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض قبل عام 2013، وهو أحد الشخصيات التي كان يقصدها رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، بشكل غير مباشر.

في حين قال الكاتب والصحفي السوري، فراس علاوي، “تصريحات الشيخ حمد تصريحات مسؤول سابق ولا تحمل أي صفة رسمية ولا تحمل وجهة نظر الدولة التي كان يمثلها. وهو يتحدث كشاهد على فترة معينة ويعطي رأيه فيها، ويقوم ما يفعله معظم السياسيين عندما يبدؤون بكتابة مذكراتهم، وينتقدون المرحلة التي حدثت فيها أخطاء ويمجدون ما قاموا بفعله أو القيام به”.

وأردف علاوي، خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أعتقد بأن تصريحات الشيخ حمد، حتى لو كان فيها نوع من الحقيقة وهو تحدث بصراحة كبيرة جدا وصحيحة أيضا في مجملها، لكن كانت هناك نبرة تبرئة لمرحلة كان هو أبرز المشرفين عليها. “هو هنا عندما حاول تبرئة نفسه، اتجه إلى مهاجمة المعارضة السورية وأعتقد أنه أخطأ هنا”.

وأوضح علاوي، “أعني تعميم أقواله باستخدامه الاستثناءات، ولكن بالإيحاء بأن المعارضة السورية كانت فاشلة إلى هذه الدرجة، وهذا الخطاب يدينه بالدرجة الأولى، باعتبار أنه كان من المشرفين أو مهندسي تشكيل هذه المعارضة”.

وبالعودة إلى حديث نشار فإنه قد بيّن أن “الاختراق الأمني يحصل في كل الحكومات والمنظمات والهيئات والأحزاب السياسية وهذا ليس جديدا”. وأشار إلى أن، “الوزير القطري لم يجتمع إلا مع أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، هذا يعني أن حديث حمد بن جاسم عن اختراق المعارضة من قبل حكومة دمشق، هم غالبا من أعضاء المكتب التنفيذي الذين حددوا مدة ولاية رئيس المجلس”.

وأضاف، “طبعا الاختراق ليس مهما يتطلب الرد على حمد لكن الأهم التعليق على من حدد مدة الولاية وهم قيادة إعلان دمشق حسب مزاعم الدكتور برهان غليون لكن مع ذلك للأسف ليس دقيقا ما قاله وليست الحقيقة كما عرضها” وفقا للمعارض السوري، سمير نشار.

صمت المعارضة السورية

وحول صمت الفريق المعارض في تلك الفترة. يقول الكاتب السوري، فراس علاوي، “أعتقد أن صمت المعارضة جاء لسببين. والسبب الرئيسي أن الشيخ حمد الآن لا يمثل كيانا رسميا أو بالأحرى ليس له صفة رسمية، وهناك أيضا تخوف من توطيد العلاقات مع قطر، ونعلم أن قطر هي الراعي الرسمي للمعارضة السورية بالإضافة إلى تركيا”.

وأشار علاوي إلى أن “بعض شخصيات المعارضة قد تتعرض لاتهامات في حال قامت بالرد، وهناك شخصيات حقيقية متورطة في هذا الفساد، ومن المحتمل أن تظهر ملفات تدينهم إذا ردوا على تصريحات الوزير القطري السابق، لذلك لكل شخصية معارضة لها أسبابها في عدم الرد على هذه التصريحات “.

وأضاف الكاتب السوري لـ “الحل نت”، كان من المفترض أن يكون هناك رد رسمي من الائتلاف الوطني المعارض، ولكننا نعلم أن هذا الائتلاف لا يملك قرار نفسه بشكل كامل، وهناك انقسامات بالفعل داخل الائتلاف ذاته، من تيارات مختلفة، بما في ذلك المدعومة من قطر، لذلك تحفظت في الرد، ربما”.

وختم الكاتب السوري حديثه بالقول: “في النهاية قدم الشيخ حمد استقالته من منصبه الرسمي في قطر وإشرافه على تشكيل هذه المعارضة السورية في عام 2013، وفي ذلك الوقت كان الائتلاف المعارض في بداياته، وحمد يتحدث عن تقييم تلك الفترة (مرحلة المجلس الوطني)، ومعظم الشخصيات المعارضة تلك، حاليا هم خارج الائتلاف والمعارضة السورية الرسمية، وبالتالي هذا أحد أسباب عدم رد الائتلاف السوري وصمته على تصريحات الوزير القطري السابق.

https://twitter.com/TurkeyAffairs/status/1502244046349402113?s=20&t=zFvH19543xhDrYHKiLqWlA

أما الشخصيات المعارضة التي انتقدها الشيخ حمد، لم تعد موجودة كـجسم سياسي، بعضها فقط موجود في الائتلاف الوطني. وبالمجمل تقييم أداء المعارضة بشكل عام وككتلة هزيلة جدا، ولا يجوز تقييم الشخصيات لوحدها لأن لكل شخصية تاريخها ونضالها وعلاقاتها الخاصة فيها.

ومنذ نحو عامين أصبحت كيانات المعارضة السورية الرسمية تقريبا خارج المعادلة السياسية السورية، وهناك انعدام للثقة في الشارع السوري فيهم، وهو في النهاية ينفذ فقط أجندات دولية وإقليمية، وفقا للكاتب السوري لموقع “الحل نت”.

قد يهمك: سويسرا تُعيّن ديبلوماسية رفيعة في دمشق.. ما معاني ذلك؟

قطر تصادر القرار الوطني السوري المستقل

وفي إطار الردود على تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، المعارضة السورية، الذي كشف عن كواليس من التدخل القطري في المعارضة السورية.

قال سمير نشار، عبر صفحته الشخصية على منصة “الفيسبوك”: “قطر أرادت منذ ذلك التاريخ مصادرة القرار الوطني السوري المستقل وفرض الوصاية على قوى المعارضة والثورة، وهذا ما فعلته أيضا بتشكيل التحالف وفرض الشيخ معاذ الخطيب رئيسا ومصطفى الصباغ الأمين العام، وسأحاول توضيح ما حدث في تلك الجلسة بين أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ووزير الخارجية القطري، التي عقدت منتصف شباط/فبراير 2012، لاحقا”.

وأضاف، “طبعا طلب الشيخ حمد التمديد لبرهان غليون إلى حين سقوط (النظام السوري) وقال سآخذه معي بطيارتي إلى تونس لحضور مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي سوف يعقد بتاريخ 24 شباط/فبراير 2012، وغدا سندفع دعما ماليا للمجلس الوطني وقدره 15 مليون دولار، خمسة مليون من السعودية وخمسة من الإمارات وخمسة مليون من قطر وستكون هذه الدفعات شهرية. وهذا الكلام كله موثق”، وفقا لسمير نشار.

وشكك نشار حول استجابة المعارض السوري برهان غليون، بالرد على تصريحات الوزير القطري السابق، قائلا: “الأهم من كل ذلك أن نسمع تعليق من الدكتور برهان عما قاله الشيخ حمد بن جاسم عن اختراق (النظام) للمعارضة في تلك المرحلة تحديدا. هل يستجيب الدكتور برهان ….اشك”.

وكان قد قال حمد بن جاسم، في لقاء مع صحيفة القبس الكويتية، قبل أيام، إن المعارضة السورية، كانت مخترقة من قبل “النظام” في دمشق، متهما إياها بأنها كانت تبني وتهدم نفسها بذات الوقت، على حد تعبيره.

وأضاف بن جاسم خلال اللقاء الذي بثته الصحيفة: “المعارضة السورية كانت مخترقة من قبل النظام السوري، نحن كنا نعرف هذا، لكن ليس بالحجم الذي كانت مخترقة فيه“.

واتهم رئيس الوزراء القطري السابق، المعارضة السورية بممارسة “التجارة والبزنس” ضمن نشاطاتها السياسية، ووصف الوضع في المعارضة السوري بأنه كان “سلطة” حسب قوله.

قد يهمك: رئيس وزراء قطري: أغلبية المعارضة السورية “سَلَطة” وموجودة لـ “البزنس”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.