مستويات قياسية من الانهيار في المستوى المعيشي حدثت في سوريا إثر سنوات الصراع، في حين لا يزال الشعب السوري يعاني من مستويات لا يمكن تصورها، لا سيما من تصاعد العنف وانهيار الاقتصاد ومن كارثة إنسانية بسبب فقر الحكومة لسياسة تأمين الخدمات للمواطنين.

رفض المدرس خروجه الإسعافي

تتجلى معاناة السوريين في استمرار المؤسسات الحكومية بإنكار المسؤولية التي تقع على عاتقها. وتحميل المواطنين أسباب ما يحصل معهم. وهو ما حدث مع طفل في المرحلة الإعدادية بدمشق، إثر وفاته مختنقا بقطعة حلوى كان يأكلها خلال حصة دراسية.

وقال أحد أقارب الفتى المتوفى “محمد”، لإذاعة “المدينة إف إم” المحلية، إن “قطعة كعكة أنهت حياة الطفل ذو الـ14 عاما- إثر إصابته بالاختناق خلال الحصة الثالثة للصف الثامن في إعدادية جودت هاشم”.

وتابع قريب المتوفى في سرد التفاصيل، مبينا أن الطفل اختنق بعد تناول قطعة كبيرة من الحلوى في نهاية حصة الرياضيات. مع رفض المعلم خروجه إلى غرفة الطوارئ لطلب الماء، فدفعه محمد وركض نحو الدرج للوصول إلى الفناء. ثم انتهى به الأمر بالسقوط على الأرض وبصق الماء مع الزبد، ثم تم نقله إلى المستشفى حيث توفي هناك.

واتفق زميل الطالب “يوسف” مع الرواية السابقة، إذ قال إن “مدرس الرياضيات منع محمد من مغادرة الفصل لشرب الماء، بعد أن استمر في السعال والاختناق حتى دفعه وخرج منه بسرعة”.

وأشار يوسف، إلى أنه قبل أن تأتي أي من السلطات أو المدرسين إنهار الطفل على الأرض، وهو يقذف الزبد من شفتيه، حتى تم إسعافه ومات”.

وردا على ذلك، نفى سليمان يونس، مدير التربية والتعليم، “اختناق محمد في حجرة الدراسة”. مضيفا أن “الحدث وقع يوم الأحد بين الحصتين الأولى والثانية عند تبادل المدرّسين الصفوف، وإفادات الأقارب خاطئة”.

وتابع يونس، “لا نحمل مديرة المدرسة أو المدرسين المسؤولية”، لأن الإدارة بمساعدة المجتمع المحلي ساعدت الطالب محمد الذي وضع قطعة حلوى في فمه بحركة صبيانية. وحين وصل إلى المستشفى مات مختنقا بحسب تقرير الطب الشرعي.

للقراءة أو الاستماع: نفوق الأغنام في سوريا بسبب الجوع

“تريكس” للإسعاف

في سياق آخر وبظل تقاعس الحكومة السورية عن معالجة الأزمات التي تتسبب بها الظروف الطبيعية رغم الحوادث المتكررة كل عام. فمع استمرار هطول الثلوج في المناطق المرتفعة في شمال غربي سوريا، دائما ما يتسبب ذلك بإعادة إغلاق عدد من الطرقات. ومن بينها طريق الدالية معرين في محافظة اللاذقية.

وعن تفاصيل ما حديث أمس الأحد، فقد ساعدت شرطة ناحية الدالية بجبلة التابعة إداريا إلى اللاذقية؛ سيدة حامل من إحدى القرى التابعة للمنطقة في تأمينها بآلية ونقلها إلى مستشفى في مدينة جبلة.

وقال مصدر في الشرطة لموقع قناة “الخبر” المحلية، إن “شرطة منطقة دالية في جبلة، قامت بتأمين سيدة حامل مستعدة للولادة أثناء إزالة الجليد عبر جرافة تريكس”.

ونقل موقع القناة عن المصدر قوله، “علمنا بوجود المرأة في قرية معارين التابعة لناحية دالية على بعد حوالي 5 كيلومترات من مركز المنطقة. ثم وضعنا السيدة في جرافة كاسحة ثلوج وقمنا بتغطيتها حتى وصلت إلى الناحية. ليتم بعدها تأمينها بسيارة، وإيصالها لمشفى مدينة جبلة”.

وتعرضت سوريا خلال الأيام القليلة الماضية لعاصفة ثلجية. وأدى تساقط وتراكم الثلوج في معظم المحافظات إلى تشكل الجليد وإغلاق عدة طرق فيها. ما أسفر عن وقوع عدة حوادث سير بسبب العاصفة الثلجية.

وبحسب توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية التي نشرتها الوكالة السورية للأنباء “سانا“، تبقى درجات الحرارة اليوم أدنى من معدلاتها، لمثل هذه الفترة بنحو 6 إلى 10 درجات مئوية. نتيجة استمرار تأثر البلاد بامتداد منخفض جوي، مرفق بكتلة هوائية باردة قطبية المنشأ يمتد في طبقات الجو كافة.

للقراءة أو الاستماع: “المدينة الجامعية” بدمشق بدون تدفئة هذا العام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.