يعاني “مخيم الركبان” للنازحين السوريين على الحدود السورية العراقية الأردنية، من أزمة إنسانية متفاقمة، بدأت أولى ملامحها منذ العام 2019، بعد أن أُغلقت الحدود الأردنية بشكل كامل من جهة، وبعد أن فرضت القوات الأمنية التابعة لحكومة دمشق حصارا على الطرق المؤدية للمخيم من جهة أخرى.

ويعتمد المخيم في تأمين احتياجات سكانه على المواد القادمة من مناطق الحكومة السورية، إضافة إلى المواد التي يجلبها بعض المهربين أيضا من المناطق الحكومية، ولكن بشكل عام لا تلبي هذه المواد كل الاحتياجات اللازمة للسكان، في ظل التضييق الذي تقوم به الحكومة بين مدة وأخرى للضغط على الأهالي.

بوادر أزمة إنسانية

وفي سياق ما يعانيه مخيم الركبان، قال أبو محمود، وهو ناشط مدني في المخيم، لموقع “الحل نت”، أن مادة الطحين مفقودة في المخيم لليوم الخامس على التوالي، ما أدى لإغلاق الفرن الرئيسي الذي يغذي المخيم بالخبز.

وأضاف أن العديد من المواد الغذائية الأخرى مقطوعة من المخيم، كالزيت والسكر والخضار والفواكه، إضافة لارتفاع الأسعار نتيجة لاحتكار التجار لبعض المواد.

ويعزو أبو محمود، فقدان المواد إلى الحصار المفروض من قبل القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية، والتي تمنع دخول الشاحنات إلى المنطقة، والتضييق على المهربين وعدم السماح لهم بالمرور حتى عن طريق دفع الإتاوات.

من جهة ثانية، تسبب الحصار بارتفاع كبير لأسعار المواد الأساسية والخضار في المخيم، حيث بلغ سعر كيلو الأرز 6500 ليرة، والسكر 5000 ليرة، والبرغل 6500 ليرة، والعدس 11 ألف ليرة، أما الخضار، فبلغ سعر كيلو البطاطا 3000 ليرة، والبندورة 3500 ليرة، أما الباذنجان 4000 ليرة، كما ارتفعت أسعار الوقود على الرغم من فقدانها، حيث بلغ سعر ليتر البنزين 6500 ليرة، والمازوت 5000 ليرة.

قد يهمك:مخيم الركبان في اعتصام مفتوح.. ماذا يحدث في المخيم؟

بطالة والماشية في خطر

وفي نفس السياق، يعاني أهالي المخيم من بطالة كبيرة في الآونة الأخيرة، ففي العادة كان يعتمد معظم العمال في المخيم على العمل في بناء المساكن الطينية “مساكن الطوب”، حيث تبلغ أجرة العامل اليومية 8000 ليرة، لكن مؤخرا توقفت أعمال بناء هذه المساكن ما أدى لتوقف العمل، حسب أبو محمود.

ومن جهة ثانية، يعاني مربو المواشي من ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، وندرتها وهذا ما أدى إلى فقدان عدد من المواشي، وقبل يومين طالب مربو المواشي قوات “التحالف الدولي” في قاعدة “التنف” بمساعدتهم على تأمين الأعلاف، أو أنهم سيضطرون للرحيل إلى مناطق الحكومة السورية.

مناشدات

الحصار من قبل الجانب الروسي ودمشق على “مخيم الركبان” لم يكن الأول، في حين فإن الأوضاع الإنسانية باتت متردية جدا، خاصة مع النقص الكبير في المواد الأساسية، وهذا ما دفع أهالي المخيم لتنظيم وقفة يوم أمس السبت، لمطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بفتح ممرات إنسانية لسكان المخيم.


وسبق أن تابع موقع “الحل نت”، تدهور الأوضاع المعيشية وتدهور أحوال الأهالي في “مخيم الركبان”، خاصة في نهاية العام الماضي، ما أدى لاعتصام أهالي المخيم، حيث وجهوا حينها عدة مطالب للأمم المتحدة والتحالف الدولي ضد “داعش” بتحمل مسؤولياتهم تجاه المخيم، وفق تعبيرهم.

إقرأ:ما حقيقة إغلاق نقطة طبية في مخيم الركبان؟

معاناة المخيم الواقع على المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، لم تنته منذ أن تم إنشاؤه عام 2014، ما أدى لانخفاض عدد سكانه خلال السنوات الماضية بشكل كبير، حيث يصل عددهم حاليا إلى نحو 8000 نازح ينحدر معظمهم من مناطق تدمر وريف حمص الشرقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.