ارتفاع “جنوني” لأسعار المواد الغذائية.. السَلَطة والمجدرة محرمات على السوريين؟

ارتفاع “جنوني” لأسعار المواد الغذائية.. السَلَطة والمجدرة محرمات على السوريين؟

لا يزال ارتفاع الأسعار في سوريا سيد المشهد الذي يؤرق كل السوريين، حيث تشهد الأسعار ارتفاعا يوميا ومتسارعا، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، بينما بات الغزو الروسي لأوكرانيا شماعة التجار لهذه الارتفاعات في الأسعار.

وتحاول الحكومة من خلال مسؤولي وزارة التجارة الداخلية طمأنة المواطنين بشكل مستمر أنه لا نية لرفع الأسعار، لكن في حقيقة الأمر فالأسعار ترتفع بشكل جنوني ويوميا، دون أن تتمكن الحكومة من ضبطها أو الحد من ارتفاعها.

تصريحات منفصلة عن الواقع

وفي سياق التصريحات الحكومية، نقل موقع “المشهد” المحلي، تصريحا لمدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية، يوم أمس، أنه لا دراسة لرفع أو تعديل سعر أي مادة غذائية في الأسواق، في حين أن الأسعار في الأسواق تثبت عكس ذلك.

ولفت الموقع، إلى أن الأسعار تُرفع بلا رحمة بغياب العقاب الرادع، ودوريات حماية المستهلك تضبط المخالفين الذين يزداد عددهم يوميا ما يؤشر لعدم المبالاة وربما “لفلفة” الموضوع أحيانا، أو عدم الحزم والجدية بمنع ذلك.

قد يهمك:فشل “الخطة البديلة” أمام حرب الغلاء في سوريا

ارتفاع الأسعار يطال وجبات الفقراء

وفي ارتفاع في الأسعار غير مسبوق، طالت الأسعار الجديدة عددا من المواد التي لطالما اعتبرت مكونات للوجبات الغذائية لفقراء المواطنين، كالبرغل والعدس والخضار التي بارتفاعها حرمت الفقراء من أبسط أنواع الطعام الذي كانوا يعتمدون عليه.

حيث نقل موقع “بيزنس 2 بيزنس”، المحلي، أن سعر كيلو البرغل ارتفع إلى 5000 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو العدس إلى 8000 ليرة، وسعر كيلو الرز 7500 ليرة، وأيضا ارتفع سعر كيلو البصل إلى 1500 ليرة، كما ارتفع سعر صفيحة زيت الزيتون 20 لتر إلى 250 ألف ليرة في حال وجدت.

ويوضح الموقع، أن هذه المواد هي مكونات أكلة “المجدرة” الشعبية حيث تتكون من الرز أو البرغل إضافة للعدس، والبصل وزيت الزيتون، لتصبح هذه الأكلة، الطبق الأساسي للأسر الفقيرة نظرا لتدني كلفتها، ترفا مكلفا جدا للفقراء بعد أن صار ثمن مكوناتها بعيدا عن متناول أيديهم عدا عن احتساب كلفة السلطة الملازمة عادة لطبق المجدرة أو اللبن الذي وصل سعره إلى 2200 ليرة سورية.

ونقل الموقع، عن أصحاب محال تجارية في دمشق، أن تؤثر مادة البرغل بتداعيات الحرب في أوكرانيا “غير مقنع” إذ يرى العديد منهم أن سبب الغلاء هو احتكار تجار الجملة للعديد من السلع، خاصة أن أغلب المنتجات المعروضة للمادة هي من إنتاج محلي، وخاصة البرغل والعدس.

وتابع موقع “الحل نت”، الارتفاع المتسارع في الأسعار خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم في مطلع الشهر الماضي، حيث فتح هذا القرار أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه،
إضافة إلى الحرب الروسية- الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية على سوريا، وأبرزها ارتفاع الأسعار واحتكار البضائع.

كما نقل “الحل نت”، في وقت سابق، عن العديد من المراقبين والمحللين للأوضاع الاقتصادية أن سياسات الحكومة أثبتت فشلها من الناحية الاقتصادية، إذ تقوم بسن قوانين، دون أن يكون هناك خطط موازية لمنع تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.

ويرى مراقبون، بحسب “الحل نت”، أن اقتراب شهر رمضان هو سبب إضافي لزيادة الأسعار، حيث يزيد الطلب تلقائيا على المواد الغذائية، وخاصة الأساسية منها، حيث يشتكي المواطنون الآن من نقص وغلاء في الرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها، وهي أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، مع قيام المستوردين وتجار الجملة بالتقنين في توزيع المواد، مع تراجع في التنوع واقتصاره على نوعين أو ثلاثة من المنتج إن توفر.

إقرأ:سوريا.. أسعار المواد الغذائية لن تنخفض في رمضان

مأساة معيشية مستمرة ومتزايدة يعيشها المواطن السوري مع كل صباح جديد، حيث وصل ارتفاع الأسعار إلى أبسط المواد التي يقتات عليها المواطنون، وتبقى كل احتمالات تدني سبل العيش مفتوحة في ظل عدم وجود أي خطط حكومية لتغيير هذا الواقع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.