عيد الأم، تلك المناسبة التي تعتبر من أهم المناسبات التي يحاول السوريون الاحتفال بها، واعتادوا ذلك على مر السنوات الماضية، لما تحمل من رمزية مهمة بالنسبة لهم.

لكن سنوات الحرب واللجوء والاغتراب، ألقت بظلالها على السوريين، حيث أصاب الشتات معظم العائلات، ليكون الأبناء خارجا والأمهات داخل سوريا، ولتمر مناسبة عيد الأم كمناسبة يرتسم عليها شيء من الحزن، نتيجة للبعد وعدم إمكانية الاحتفال بها وتقديم هدية وإن كانت رمزية.

ولكن بعد طول سنوات اللجوء، وجد العديد من السوريين داخل وخارج سوريا حلا لهذا الأمر، حيث بات بإمكان أي شخص يعيش في أي بلد أن يوصل الهدية التي يشاء لأمه، أو لأي شخص في الزمان والمكان الذي يختاره.

محال لتوصيل الهدايا

انتشرت في الأعوام الثلاثة الأخيرة محال متخصصة لإيصال الهدايا، والمواد الغذائية، ووجبات المطاعم، وحتى رصيد الهاتف النقال، وذلك عن طريق تحويل الأموال من خارج سوريا.

وقد لاقت هذه المحال رواجا كبيرا بين السوريين المقيمين في الخارج، وخاصة اللاجئين ممن لا يستطيعون زيارة سوريا أو العودة إليها لأسباب مختلفة، حيث وجدوا فيها حلا جيدا يمكنهم من إهداء ما يريدون لعائلاتهم أو أصدقائهم.في كل عام مع اقتراب عيد الأم، تبدأ هذه المحال بطرح عروض حول الهدايا التي يمكن أن يتم توصيلها، ابتداء من باقات الورد ولتصل حتى طرود للمواد الغذائية.

وفي هذا السياق، تواصل موقع “الحل نت”، مع أحد المحال التي انخرطت في هذا العمل ضمن محافظة درعا، حيث أوضح أسامة حسين (اسم مستعار)، وهو صاحب المحل، كيفية إجراء عملية إرسال الهدايا والمواد لأصحابها.

وبيّن أسامة، أنه قد بات لديه زبائن كثر ممن يقيمون في الخارج، حيث يقومون بالتواصل معه، وتحديد الشيء المطلوب شراؤه وإيصاله، وذلك وفق سعر محدد مسبقا لكل مادة، وبعد الاتفاق يقوم طالب الهدية بإرسال ثمنها عبر حوالة عادية، أو حوالة “بايبال”، مع إعطاء العنوان والموعد المطلوب للتوصيل.

وحول الأسعار، فقد اطلع “الحل نت” على قائمة طويلة لأسعار المواد التي نُشرت قبل عدة أيام مع اقتراب عيد الأم، والذي يعتبر موسما مهما لعمل هذه المحال، حيث يبلغ سعر قالب الكيك مع باقة ورد 25 يورو، وباقات الورد تبدأ من 15 يورو حسب كمية الورد ونوعه وما يمكن أن يتم إرفاقه معه، حتى أنه في بعض الأحيان يتم وضع مبالغ مالية بالليرة السورية مع الورود نفسها، وهذا خاضع لطلب الزبون، ويبلغ سعر الكيلو الواحد من الحلويات ذات النوعية الممتازة 22 يورو، والكيلو الواحد من المكسرات 25 يورو.

ولا تقف الهدايا عند هذه المواد، حيث يختار الكثير من الزبائن إرسال وجبات طعام جاهزة من المطاعم، لعلمهم أنها باتت من الأمور التي يبتعد عنها معظم السوريين للارتفاع الكبير في ثمنها، وفي هذا السياق، تم طرح عروض مختلفة بمناسبة عيد الأم، فمثلا سعر الكيلو من اللحم المشوي ومعه قالب كيك لـ8 أشخاص 35 يورو، وفروج بروستد وآخر مشوي مع قالب كيك لـ8 أشخاص يبلغ سعره 35 يورو، كما يمكن إرفاق ما تعرف بسلة فواكه يصل وزنها إلى 8 كيلو بسعر 15 يورو.

ولتحقيق ذلك هناك تواصل واتفاق مع معظم المحال والمطاعم التي تقوم ببيع هذه المنتجات، حيث يتم التنسيق بينهم وبين محل التوصيل من أجل ترتيب المواعيد والطلبات في الوقت المناسب.

قد يهمك:بمناسبة عيد الأم.. 6 دولارات فقط مكافأة عاملات سوريات

الطرود الغذائية ورصيد النقال أحد أنواع الهدايا

مع ارتفاع الأسعار خلال العامين الأخيرين، وانخفاض الدخل وسعر صرف الليرة السورية، أصبحت العديد من العائلات غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية، ولذلك يلجأ الكثير من المغتربين واللاجئين إلى إرسال الطرود الغذائية لذويهم عبر محال التوصيل، وهناك منهم من يرسلها بشكل مستمر.

وقال أحمد ياسين (اسم مستعار لسوري يقيم في السويد)، لموقع “الحل نت”، إنه قام بالاتفاق مع أحد محال التوصيل في دمشق، لإيصال طرد غذائي لعائلته، إضافة لهدية لأمه بمناسبة عيد الأم، موضحا أن الطرد الغذائي يحتوي على مجموعة من المواد الغذائية المتنوعة والأساسية والذي بلغت تكلفته 35 يورو، إضافة لهدية أمه التي بلغت تكلفتها 25 يورو وتتألف من باقة ورد وقالب كيك.

أما أمل التي تقيم في ألمانيا، فقالت لـ”الحل نت”، إنها اعتادت منذ خمس سنوات أن ترسل هدية عيد الأم في كل سنة، بالإضافة إلى هدايا وطرود غذائية في كل فترة، كما أوضحت أنها تقوم في كل شهر بتعبئة رصيد الهاتف النقال لأمها عن طريق أحد محال التوصيل الموجودة في محافظة درعا.

إقرأ:أونصة الذهب تصل إلى 8 ملايين ليرة سوريّة.. الصاغة بانتظار “عيد الأم”

يرى معظم السوريون من المغتربين واللاجئين، أن انتشار هذه المحال أمر إيجابي حيث قربت المسافات بين العائلات، حتى وإن كان ذلك ببعض الأشياء التي يرونها رمزية إلا أنها مهمة جدا، وخاصة فيما يتعلق بمناسبات خاصة كعيد الأم.