تغريدة، فأعمال شغب، ثم إغلاق للمقر احتجاجا على حرقه من قبل الميليشبات “الولائية”، ورسالة من زعيم “الحزب الديمقراطي”، مسعود بارزاني.

أعلن “الحزب الديمقراطي” الكردستاني، اليوم الاثنين، إغلاق مكتبه في العاصمة العراقية بغداد، وذلك احتجاجا على ما وصفه “الهمجية” التي حصلت بمقر الحزب في وقت متأخر من ليلة الأحد.

وكانت ميليشيات عراقية تابعة إلى إيران، هاجمت مقر “الديمقراطي” في منطقة الكرادة، ليلة الأحد على الاثنين، وأحرقته وسرقت العديد من الممتلكات الموجودة فيه، وسط أنظار الأمن العراقي.

جمهور الاطار التنسيقي يحرق مقر الحزب الديمقراطي لامور سياسية
لكن حجتهم المرجعية pic.twitter.com/c1Akr9yLEg

— الاعلامية ماريا (@9ap9M) March 27, 2022

وجاء الاعتداء الميليشياوي، كنوع من الرد على تغريدة للناشط نايف كردستاني، الذي اعتبرتها الميليشيات تمثل إساءة للمرجع الديني علي السيستاني، وحسبته بأنه ينتمي لـ “الحزب الديمقراطي”.

ما الذي قاله كردستاني؟

لكن “الديمقراطي”، نفى انتماء كردستاني إلى الحزب، ودان تغريدته، وقال إنه يعبر عن رأيه الشخصي، ثم أعلنت وزارة داخلية إقليم كردستان عن اعتقاله لاحقا.

وكان كردستاني قال في تغريدة عبر “تويتر”: “أنا مع المرجعية العربية من آل البيت (…) ولست مع المرجعية الهندية والفارسية والأفغانية، فهم ليسوا سادة وإن لبسوا العمامات السوداء”.

وبحسب بيان لـ “الحزب الديمقراطي”، فإن الميليشيات “الولائية” أحرقت جميع الأثاث المكتبية والسجلات الخاصة بالمقر، وسرقت بعض المستندات والهويات التي كانت في داخل مكاتب المقر.

وشدّد البيان الذي اطلع عليه “الحل نت”، على أن “الديمقراطي” لا يمكنه القبول بتلك التجاوزات والإهانات والتصرفات الفوضوية المخالفة للقانون والتي تخل بالنظام المجتمعي العام.

وتابع البيان: “قررنا إغلاق المقر وإيقاف جميع نشاطات الفرع السياسية والمدنية (…) احتجاجا على همجية من يخل بالنظام العام والتجاوز على الممتلكات المدنية”.

الهجوم المغولي على مقر الديمقراطي الكوردستاني همجي وغير مبرر!
المغرد المتهم ضد المرجعية الرشيدة اعتذر وليس قياديا في الحزب ولا في حكومة الاقليم!
تتجلى الشوڤينية ضد الكورد وازمة مفتعلة في الماء العكر ضد شريك آواهم وحماهم كان فعالا لاسقاط نظام صدام وجلبهم شركاء الغدر الى الحكم! pic.twitter.com/Txws8RnZGZ

— Entifadh Qanbar 🇮🇶🇺🇸 انتفاض قنبر (@eqanbar) March 27, 2022

وبحسب البيان، فإن الإغلاق سيستمر إلى حين تقديم الحكومة العراقية لضمانات أمنية كافية، لمعاودة العمل التنظيمي والسياسي في المقر.

رسالة من بارزاني

واختتم “الديمقراطي” بيانه بقوله: “نكرر إدانتنا وشجبنا لأي تجاوز آو إساءة للمرجعيات الدينية، وفي عين الوقت ندين ونشجب الاعتداء الذي طال مقرنا”.

بدوره دان زعيم “الحزب الديمقراطي” مسعود بارزاني، ما وصفها “الإساءة التي حصلت من قبل أحد الأشخاص بحق المرجعية، ولا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال الإساءة للمقدسات والرموز العليا، ويعدّ تجاوزا للخطوط الحمراء”.

للقراءة أو الاستماع: بسبب “الترهيب والتهديدات”.. شبكة MBN تتخذ إجراءات سريعة في العراق

وأكد بارزاني في رسالة نصية اطلع عليها “الحل نت”، على أن “مثل تلك السلوكيات لا مكان لها في ثقافة ومبادئ شعب كردستان و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” مطلقا”، منددا بشدة “عملية إحراق مكتب “الحزب الديمقراطي” الكردستاني في بغداد”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر “الحزب الديمقراطي” في بغداد إلى الحرق على يد الميليشيات “الولائية”، إذ سبق وأن تم حرفه قبل أكثر من عام أيضا، وذلك ردا على انتقاد وجّهه القيادي في “الحزب الديمقراطي” هوشيار زيباري إلى “الحشد الشعبي” حينها.

ومارست تلك الميليشيات ذات الأفعال في مرات متعددة، فقد أحرقت أيضا مقر قناة “دجلة” الفضائية في بغداد، وكذلك مقر قناة “mbc عراق” في العاصمة العراقية أيضا.

للقراءة أو الاستماع: أتباع “الحشد الشعبي” يقتحمون “MBC عراق” ويغلقون مكتبها في بغداد

وغالبا ما تحصل تلك الاعتداءات أمام أعين وأنظار القوات الأمنية العراقية التي تحرس تلك المقرات والقنوات والمكاتب، لكنها لا تفعل أي شيء عند حدوث الاعتداءات وتتخذ منظر المتفرج.