قلص العديد من السوريين من استهلاكهم اليومي من اللحوم الحمراء، ليس بسبب الحميات الغذائية بل بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد. حيث زاد سعر اللحوم الحمراء خمسة أضعاف منذ بداية العام.

التجار لا يلتزمون بالأسعار

مع دخول شهر رمضان يومه الأول، حيث تزدهر أسواق اللحوم، حتى لو كان هذا الانتعاش طفيفا، نظرا لحالة الدخل المنخفض وحالة التضخم التي أهدرت أي قيمة لأي دخل، يعزو العديد من المستهلكين سبب هذا الارتفاع إلى استغلال التجار والجزارين، لشهر رمضان.

العديد من محلات الجزارة في أحياء المزة والشيخ سعد، باتت غير ملتزمة بتسعيرة ثابتة، حيث قالت صحيفة “تشرين” المحلية، اليوم السبت، إن المزاجية في  التسعير كانت السمة اللافتة في هذه المحلات.

وذكرت الصحيفة، أن أسعار لحم هبرة الخروف تتراوح ما بين 32 – 36 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر كيلو غرام لحم العجل ما بين 25 – 30 ألف ليرة، كما أن للمولات قائمة أسعار أخرى.

وبحسب أصحاب محلات الجزارة، فإن رغبة السكان في تناول اللحوم كانت عند أدنى مستوياتها على الإطلاق خلال الفترة السابقة. لكنها بدأت في الانتعاش إلى حد ما اعتبارا من اليوم، مستشهدين بدخول شهر رمضان كسبب لذلك.

وبدأت أسعار اللحوم في سوريا، وخاصة اللحوم الحمراء، في الارتفاع إلى مستويات لا يستطيع أي رب أسرة تحملها، حتى لو كان لديه دخل جيد، وفقا لعدد من المواطنين. مشيرين إلى أن أي منهم لن يكون قادرا على الحصول عليها حتى بكميات صغيرة خلال هذا الشهر. مما يبرز الحاجة إلى مزيد من التحكم في السوق وتحديد الأسعار التي تكون في متناول الأشخاص ذوي الدخل المحدود.

للقراءة أو الاستماع: سوريا.. استمرار ارتفاع أسعار الخضار والفواكه مع دخول الربيع

التهريب أشعل الأسعار

وفي السياق ذاته، وبحسب  رئيس جمعية اللحامين في دمشق، أدمون قطيش، فإنه بالتزامن مع حلول شهر رمضان، تشهد أسواق اللحوم في سوريا إقبالا مقبولا نوعا ما على شراء اللحوم الحمراء، الأمر الذي أدى إلى زيادة طفيفة في أسعار اللحوم.

ولفت قطيش، إلى أن سعر كيلو “لحم الضأن” حسب نشرات التموين الصادرة اليوم، وصل إلى 28 ألف ليرة سورية، ونسبة الدهون فيها 25 بالمئة. لكن لا أحد يلتزم بما تقرره تلك النشرات، حسب قوله لذات الصحيفة.

وأشار قطيش، إلى أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم بات الآن معروفا للجميع، فارتفاع أسعار العلف، وقلة العرض في مقدمة الأسباب. فضلا عن أن تهريب اللحوم إلى الدول المجاورة، وصل معدله إلى 20 بالمئة من الإنتاج.

وتساءلت الصحيفة، دون جواب من رئيس الجميعة، عن كيفية تمكن الأسر من تلبية  احتياجاتها الأساسية من اللحوم هذا الشهر. لأن المادة باتت من الكماليات على موائد غالبية العائلات السورية. ولوحت الصحيفة، إلى أن الإجابة بسيطة ولا تحتاج إلى مزيد من الشرح. فأي أسرة في سوريا لن تستطيع شراء كيلو لحم بقري بمتوسط ​​سعر 36 ألف ليرة سورية، لأنها لن تحصل على رغيف الخبز وباقي الضروريات خلال الشهر.

للقراءة أو الاستماع: مواد غذائية منتهية الصلاحية تباع في أسواق دمشق

ازدياد تهريب المواد الغذائية

ومع بدء دخول شهر رمضان، يزداد الطلب في سوريا على أنواع محددة من المواد الغذائية، وخاصة التمور، والتي في الأصل يتم استيرادها من الخارج. ولكن وبسبب ارتفاع سعر المستورد منها يلجأ المواطنون لشراء التمور المهربة لأنها أقل ثمنا. وهذا ما ساهم بتنشيط حركة تهريبها في الآونة الأخيرة، إضافة لمواد غذائية أخرى.

https://twitter.com/yamenhm11/status/1495112794324275204?s=20&t=AO0da1DJCYrkPkUnTUahPw

وأرجع مراقبون نشاط عمليات التهريب في سوريا لأسباب مختلفة، منها الفساد الإداري في المديرية العامة للجمارك. والعجز الحكومي عن تلبية احتياجات المواطن في ظل ارتفاع الأسعار الكبير. بالإضافة لذلك فإن التهريب بات يدار من شبكات منظمة متصلة بأشخاص مقربين من الحكومة. وهذا ما يجعل مكافحته في سوريا عملية شبه مستحيلة.

ونتيجة للنقص التي تعانيها السوق السورية، باتت المواد المهربة ملجأ الكثير من التجار المحليين، من أجل استمرار عملهم خاصة مع عدم وجود منتجات محلية مماثلة نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

يعمل معظم التجار والمهربين في ظل الظروف الاقتصادية السيئة على تحقيق أرباح كبيرة. وتعتبر عمليات التهريب الموسمية، أي المتعلقة بمناسبات معينة كشهر رمضان من العمليات المربحة بسبب زيادة الطلب.

وبات من الواضح، أن محاولات الحكومة غير قادرة على ضبط إيقاع الأسواق المرتفع بالنسبة للمنتج المحلي، ما يدفع المواطن للتوجه للمواد المهربة فهي أرخص ثمنا وفي معظم الأحيان أكثر جودة، وسط تدهور الوضع المعيشي وعدم وجود دخل قادر على تغطية التزاماته.

للقراءة أو الاستماع: جبنة الشيدر ممنوعة في رمضان والتمر عاد إلى المائدة السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.