يعتبر شراء الدواء بالنسبة للسوريين أحد أهم الأمور المرهقة اقتصاديا، حيث تعتبر أسعار الأدوية في البلاد من بين الأعلى سعرا بشكل عام. وذلك بعد أن رفعت وزارة الصحة في الحكومة السورية، سعر 12 ألف نوع من الأدوية بنسبة 50 بالمئة، بعد تهديدات صدرت مؤخرا من أصحاب المعامل الدوائية بالتوقف عن العمل، حسب متابعة “الحل نت”.

وكانت أسعار أدوية مضادات الالتهاب أو ما تعرف محليا “أدوية الالتهاب” شهدت ارتفاعا للأسعار، بعد توفرها في الصيدليات،منذ منتصف شهر آذار/مارس الفائت.

قد يهمك:سوق الأدوية للسوريين: ارتفاع الأسعار أو الإغلاق

الأدوية متوفرة

تحسن ملحوظ بدأ في الآونة الأخيرة على الأدوية في سوريا، من حيث توفر أنواع من الأدوية المقطوعة وكميات كافية لتغطية احتياجات السوق المحلي.

وفي هذا السياق، بين عضو مجلس نقابة الصيادلة جهاد وضيحي، اليوم، أن كل الأدوية التي كانت مقطوعة سابقا أصبحت متوافرة وبكميات مقبولة جدا في الصيدليات ولم تعد هناك أدوية توزع بشكل مقنن على الصيدليات، واصفا الوضع حالياً بالنسبة لتوافر الأدوية بالممتاز، حسب صحيفة “الوطن” المحلية.

وأوضح وضيــحي أنه تم تجاوز مشكلة انقطاع أصناف من الأدوية في الأســواق، وحاليــا المعامـل توفر جميع الأصناف التي كانت مقطـــوعة أو قليلة في الأسواق وخصوصا بعد التســعيرة الجــديــدة التي أصـــدرتها وزارة الصحة أخيــرا، مؤكــدا أنه حاليــا لم تعد هنـاك ســوق ســوداء لبيـع أصنــاف من الأدوية التي كان توافرها في الأسواق قليلا نتيجة توافر هذه الأدوية حاليا، ومشيرا إلى أن حليب الأطفال ما دون السنة متوافر بكل الأنواع في الصيدليات وبكميات شبه مفتوحة ولا يوجد أي مشكلة حالياً في هذا الموضوع.

وكان موقع “الحل نت”، تابع خلال الفترة الماضية ارتفاع أسعار الأدوية، وتقنينها من قبل المعامل والمستودعات، حيث يضطر الصيادلة في معظم الأحيان لشراء الأدوية من المستودعات بالسعر المحرر، وهو سعر يفوق التسعيرة المحددة بكثير، ولا يمكنهم سوى الرضوخ لذلك.

حيث كانت مستودعات الأدوية تضع الصيادلة أمام خيارات محددة، وهي الامتناع عن شراء الأدوية المحررة السعر وهنا تخلو صيدلياتهم من الأدوية المهمة للمرضى كالمضادات الحيوية، أو يضطرون لشراء تلك الأصناف من المستودعات مع فرضها أدوية أخرى عليهم غير مطلوبة مثل التحاميل والمراهم، أما الخيار الثالث، فهو اللجوء إلى المهربين لاقتناء الأصناف الأجنبية التي يزيد سعرها أضعافا مضاعفة على نظيرتها المحلية، بالرغم من جودة وفاعلية الأدوية المحلية المفقودة،حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:موجة غلاء جديدة تطال الأدوية السورية.. لماذا ارتفعت الأسعار؟

تبريرات لرفع أسعار الأدوية

يعتبر أصحاب معامل الأدوية والمستودعات الطبية، أن أي تعديل على سعر الدواء مهما كان طفيفا يسبب ضجة في الشارع، وصدى كبير باعتبارها سلعة ضرورية تؤثر على حياة المواطن، ولا يمكن الاستغناء عنها مقارنة بأي سلعة أخرى في الأسواق، كما أن سعر الدواء مرتبط بشكل مباشر بسعر الصرف، وجميع متطلبات تصنيع الأدوية مستوردة، وأسعارها أحيانا تكون أغلى من الدواء المستورد، ابتداء من العلبة الكرتونية وانتهاء بالنشرة الداخلية، حيث جميعها مدفوعة بالعملة الأجنبية، حسب متابعة “الحل نت”.

كما يبررون ارتفاع الأسعار بأنه يجب أن يُنظر إلى الدواء على أنه سلعة اقتصادية ذات مكونات ومواد أساسية تستخدم في تصنيعه، وكذلك المواد المساعدة ومواد التعبئة والتغليف، وأن هذا يستلزم وجود ناقلات للطاقة مثل الوقود والكهرباء والعمالة وغيرها، إضافة لارتفاع أسعار المواد الخام والمواد الأساسية النشطة عالميا.

ولكن يبقى العامل الأهم هو ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ما أدى إلى زيادة التكلفة، بالإضافة للغزو الروسي على أوكرانيا.

قد يهمك:سوريا.. من المتسبب بفقدان الأدوية وارتفاع أسعارها؟

وكانت الحكومة السورية قد بدأت منذ مطلع العام الحالي برفع أسعار الأدوية بشكل متلاحق، حيث كانت نسبة الارتفاع بين شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وصلت إلى 30 بالمئة، وشملت جميع أنواع الأدوية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.