تشهد المدن السورية الكبرى أزمة مرورية حادة منذ أكثر من عام. أسباب كثيرة أدت إلى الفوضى والارتفاع في الأجور، والتي لا تتناسب مع الدخل المحلي، مثل النقص في المواصلات العامة المصحوبة بارتفاع أسعار البنزين وعدم وجود تعرفة ثابتة في جميع المحافظات.

ورغم ارتفاع سعر البنزين أكثر من مرة، لم تصدر مؤسسات الحكومة السورية أي تعديلات جديدة على تعرفة النقل في محاولة للسيطرة على الأسعار، ما دفع السائقين إلى رفع الأسعار دون أي رادع من قبل الحكومة.

رسائل البنزين ترفع الأسعار

لم ينتظر العديد من أصحاب سيارات الأجرة قرار تمديد فترة استلام رسالة تعبئة البنزين إلى ستة أيام بدلا من أربعة، حتى بدؤوا في رفع التعرفة فور اتخاذ القرار، مع تكرار “سيمفونية” محطات الوقود، والطوابير، والبنزين الحر، وحديث مع كل راكب سواء بادر بالحديث أم لا.

ومع أن رؤية التكاسي في شوارع المدن باتت شبه معدومة، يروي أصحاب السيارات الخاصة، لصحيفة “الوطن” المحلية، أن السيارات التي توفر الوقود لا تستهلك أكثر من 20 لترا لكل 200 كيلومتر، وأنهم يستخدمونها بشكل قانوني في التنقل والعودة من العمل، وشراء الضروريات فقط، بمسافة يومية تقدر بـ 35 كيلومترا، أو 245 كيلومترا في الأسبوع.

وبحسب الصحيفة، فإن كمية البنزين المدعوم تكفيهم، كما يقولون “رأس برأس”، ولكن الآن بعد أن أصبح تعبئة البنزين كل عشرة أيام، فعليهم الآن شراء البنزين الحر لمدة ثلاثة أيام، ليقطع مسافة تزيد عن 100 كيلومتر، بتكلفة تصل إلى 30 ألف ليرة أسبوعيا – في حال توفر البنزين الحر المدعوم بسعر 2500 ليرة – و50 ألف ليرة أسبوعيا إذا تم شراؤه في السوق السوداء.

للقراءة أو الاستماع: “مزاجية المصلّح” تحدد تسعيرة إصلاح السيارات في سوريا

زيادة أسعار مرتقبة

في السياق ذاته، أكدت الباحثة الاقتصادية الدكتورة نسرين زريق، أن الموضوع يتجاوز كل ما سبق، لأن البلاد بلا شك ستشهد زيادة في أسعار جميع السلع، وخاصة الخضار والفواكه، في الأيام المقبلة، بسبب العديد من السيارات التي تعمل على نقل البضائع من سوق الهال إلى جميع أنحاء دمشق بالبنزين.

وأشارت زريق، إلى أن  الكميات السابقة المحدودة وبسبب المسافات الشاسعة التي تقطعها هذه السيارات بشكل منتظم، لا تكفي قبل صدور القرار الجديد، فماذا سيكون الموقف بعد القرار، سيضيفون بشكل شبه مؤكد فرق السعر إلى أي شيء ينقلونه إلى المتاجر. كما أن مالكو المؤسسات التجارية الذين يمتلكون سيارات خاصة، سيضيفون الفرق في الوقود الحر الذي سيشترونه على منتجاتهم، وما إلى ذلك.

وتابعت زريق لذات الصحيفة، “إن توافر الوقود بالكميات المطلوبة لن يقلل من أسعار السلع بعد ارتفاعها”. وهذا ما يجعلها واثقة من أنه حتى لو تم رفع الرواتب إلى مستويات عالية فلن يتغير وضع الناس، لأن ارتفاع أسعار السلع والخدمات لا يتوقف.

عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق، مازن دباس، أفاد بأنه تم عقد لقاء مصغر مساء أمس الأربعاء، مع مدير فرع مرور دمشق، تم خلاله توزيع المفارز على جميع الضباط في العاصمة دمشق، لمتابعة التزام السائقين بتعريفة الدولة وإلزامهم باستخدام العداد، مضيفا لـ”الوطن”، أن أي سائق يتبين أنه تجاوز السعر المحدد سيتم مخالفته فورا وفقا للقوانين المنظمة.

للقراءة أو الاستماع: سيارات الشحن تتوقف عن العمل في سوريا.. هل تتضاعف أسعار المواد قريباً؟

التوصيلة بأسعار سياحية

تعتبر المواصلات بما فيها “الباصات والتكاسي والسرافيس”، وغيرها من وسائط النقل، من أكثر الأمور الحياتية التي يعاني منها السوريين بشكل يومي، سواء بسبب قلة أعداد وسائل النقل العامة في ظل نقص توفر مادة المازوت وارتفاع أسعارها.

رفع الأسعار، أكثر الجمل تداولا في سوريا هذه الفترة، وآخرها إعلان محافظة دمشق التعرفة الجديدة لسيارات الأجرة “التكاسي”. حيث أعلن شادي سكرية، عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، في كانون الثاني/ يناير الفائت، تعرفة جديدة لسيارات الأجرة (التكاسي) بدمشق، وذلك على خلفية رفع سعر البنزين المدعوم مؤخرا.

وكان سائقي سيارات الأجرة، قد رفعوا التعرفة بشكل مسبق منذ أكثر من شهر. ذلك بعد أن تم الإعلان عن رفع أسعار البنزين المدعوم. ونقل موقع “هاشتاغ سوريا” عن بعض السائقين حينها، أن العمل بات لا يؤمن ثمن شراء بنزين حر وأجرة السائق اليومية في حال لم يرفعوا التعرفة ذاتيا.

ويعمل السائقون هذه الفترة دون التقييد بالعدادات بحسب متابعة “الحل نت”. ويتخوف السوريون من أن يكون توجه المحافظة لرفع التعرفة الرسمية ذريعة جديدة لرفع الأجور مرة ثانية. لأن خطوتها تأتي متأخرة دائما.

ووسط هذه الأزمة يغيب التدخل الحكومي لحل مشكلة المواصلات. إذ أن الحكومة لم تعلن حتى الآن عن خطة لحل الأزمة المتفاقمة لا سيما في العاصمة دمشق.

للقراءة أو الاستماع: زيادة الغرامات على السيارات القديمة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.