يبدو أن لمسات مشاورات الرياض، بدأت تظهر نتائجها من أجل يمن مستقر، حتى قبل أن تنتهي المشاورات المستمرة، وذلك بعد إيقاف العمل العسكري والتحول للدور السياسي.

تلك اللمسات جاءت، عبر إعلان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، فجر الخميس، في بث تلفزيوني، إنشاء مجلس قيادة رئاسي، ونقل صلاحياته الرئاسية إليه

كذلك أعفى هادي، نائبه علي محسن الأحمر من منصبه بقرار جمهوري، وقال إن قرار الإعفاء أتى بعد الاطلاع على دستور الجمهورية اليمنية، وعلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.

وأردف هادي، أن قرار تشكيل مجلس قيادة رئاسي، جاء برغبة منه في إشراك القيادات الفاعلة في إدارة الدولة في هذه المرحلة الانتقالية، وللتأكيد على التزامه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه.

وفوّض الرئيس اليمني، “مجلس القيادة الرئاسي بموجب الإعلان، تفويضا لا رجعة فيه بكامل صلاحياته وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.

6 محاور

بعد قرارات هادي، أعلن وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، في بث تلفزيوني، تشكيل مجلس رئاسي من 8 أعضاء.

للقراءة أو الاستماع: التحالف العربي يوقف العمليات العسكرية في اليمن

وبيّن، أن المجلس سيكون برئاسة رشاد العليمي، وعضوية سلطان علي العرادة، طارق محمد صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عثمان حسين مجلي، عيدروس قاسم الزبيدي، فرج سالمين البحسني، وعبد الله العليمي باوزير.

وأضاف الإرياني، أنه بموجب الإعلان “سيتم نقل السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مجلس الرئاسة، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية”.

“كما تم تفويض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان بكافة صلاحيات الرئيس”، على حد قول الإرباني.

وتأتي هذه القرارات، بالتزامن مع مشاورات يمنية – يمنية في الرياض تجري منذ أسبوع، ومن المفترض أن تنتهي اليوم الخميس، وهي برعاية من مجلس التعاون الخليجي، وهدفها حل الأزمة السياسية في اليمن.

وبدأت المشاورات بين كل الأطراف اليمنية المتفرقة، لتوحيد الصف ورأب الصدع ودعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برئاسة منصور هادي، وذلك لإنهاء الصراع اليمني الممتد منذ 2014، عندما تمردت ميليشيا الحوثي على الحكومة،، وتشكل تحالف عربي عسكري بقيادة الرياض لدعم “الشرعية” في اليمن.

وناقشت كل الأطراف اليمنية التي حضرت بمشاورات الرياض باستثناء ميليشيا الحوثي، 6 محاور، هي العسكرية، والأمنية، والعملية السياسية، والإصلاح الإداري والحوكمة ومكافحة الفساد، والمحور الإنساني، والاستقرار والتعافي الاقتصادي.

هدف مشاورات الرياض

وتمحورت المناقشات، على إجراء إصلاحات شاملة في الرئاسة والبرلمان والمؤسستين العسكرية والأمنية ودعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على أن تتولى مسؤولية معالجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

في هذا السياق، قال سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، سرحان بن كروز المنيخر، في مؤتمر صحفي، إن جميع الأطراف السياسية ومن دون استثناء، متوافقون على أن ينتقلوا بوطنهم إلى يمن مستقر ومزدهر.

وأضاف أن: “الجميع متفائلون ولا مجال للتوجس، الشعب اليمني يعلق آماله على ممثليه في هذه المشاورات، وقد بدأوا في نسج خريطة تنقلهم من الوضع الراهن إلى يمن آمن ومزدهر سيجد كل الدعم من أشقائه في مجلس التعاون”.

وبحسب المنيخر، فإن “الوفاق” هو العنوان الأبرز الذي يرسم مشهد المشاورات بين الأطراف اليمنية التي استكشفت طوال الأيام الماضية التحديات والمعوقات، وهي عازمة على تعزيز مؤسسات الدولة اليمنية وتمكينها من خدمة المواطن اليمني.

ويشهد اليمن منذ 8 أعوام، حربا بين ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والقوات التابعة للحكومة اليمنية “الشرعية” بدعم عسكري من التحالف العربي بقيادة الرياض.

لكن التحالف العربي، أعلن مؤخرا إيقاف العمل العسكري في اليمن، لتأتي بعد ذلك مشاورات الرياض، وهي خطوة خليجية للذهاب نحو الدور السياسي بدل العسكري في اليمن.

للقراءة أو الاستماع: جماعة الحوثي في اليمن: هل تخلت إدارة بايدن عن مواجهة النفوذ الإيراني في الخليج العربي؟

والهدف من تلك المشاورات، توحيد الرؤى لجميع القوى اليمنية، والخروج بحل للأزمة اليمنية عبر حكومة موحدة جامعة لكل الأطراف، وبالتالي محاصرة ميليشيا الحوثي وتحجيمها وإنهاء نفوذ إيران في اليمن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.