يبدو أن تعقيدات المفاوضات ضمن الملف النووي الإيراني ومناكفات إيران المستمرة في الملف النووي الإيراني، ستؤدي إلى زيادة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة إيران في المنطقة، لا سيما تزامنا مع تعزيز إيران لمواقعها العسكرية في سوريا، وتصاعد وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران مؤخرا

تحالفات إقليمية وجهود عسكرية لمواجهة إيران

وفضلا عن التصعيد المتواتر، بدأت مؤخرا تحالفات جديدة تظهر في المنطقة، تهدف بالدرجة الأولى لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا وعدة دول في المنطقة، فأصبحنا نرى التقارب الخليجي الإسرائيلي وربما التركي الإسرائيلي بسبب وجود مصالح مشتركة وهي مواجهة أذرع إيران.

مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر قالت إن: “جو بايدن يتفق مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي على أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية“.

وأشارت بورتر أمام، في مؤتمر صحفي الجمعة أنه لم ترد تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات وأن الاتفاق النووي ليس وشيكاً ولا مؤكدا حتى الآن“.

كذلك أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، عدم وجود نية لإزالة فيلق القدس من لوائح الإرهاب، وذلك في ظل انتشار أنباء عن اشتراط إيران إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب للمضي قدما في الاتفاق النووي.

قد يهمك: حلف إقليمي لمواجهة التمدد الإيراني بسوريا؟

ويرى الباحث في الشأن الإيراني إسلام المنسي، أن مسألة فيلق القدس وحدها، لن تعيق التوصل بالنهاية إلى تفاهمات بين واشنطن وطهران، لكنه لا يستبعد في الوقت ذاته أن تؤدي تلك المسألة إلى تعثر المفاوضات وتأخر الوصول إلى حل نهائي.

الدور الإسرائيلي

ويقول المنسي في حديثه لـ“الحل نت” إن أكثر جهة تعمل على التصدي حاليا للمشروع الإيراني في المنطقة هي إسرائيل، ويضيف: “أعتقد أن أكثر قوة تقوم بهذا الأمر وتتولى هذه المهمة بجدية، هي إسرائيل، فهي تقوم بهجمات عسكرية مكثفة، على المواقع التابعة لإيران، في الشرق والغرب والجنوب السوري، وربما تستمر هذه العمليات لفترة طويلة، وهذا مرشح بقوة، لا سيما في ظل ضوء أخضر أميركي وغربي، وتفهم إقليمي لمثل هذه العمليات“.

وحول الدور التي تلعبه إسرائيل في مواجهة إيران في الوقت الراهن يدعم المنسي حديثه بالقول: “وربما تكتسب إسرائيل دعم أكبر خلال الفترة المقبلة في مواجهة التمدد الإيراني، نتيجة تعثر المفاوضات في فيينا، فستحاول تل أبيب أن تحسم في الميدان ما لم يتم حسمه في فيينا عبر المفاوضات من قبل المفاوضين الأميركيين“.

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، كشفت قبل أيام عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 غارة جوية على أهداف في سوريا منذ العام 2017، مشيرة إلى أن هدف هذه الغارات “منع توسع إيران وإرسال الأسلحة المتطورة إلى حزب الله اللبناني“.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن القوات الإسرائيلية، استهدفت خلال خمس سنوات 1200 هدف، بأكثر من 5500 قنبلة، خلال 408 مهمات قتالية.

وبحسب الإحصائيات التي أشار لها التقرير، فإن الهجمات الإسرائيلية تصاعدت خلال العام الماضي، على مواقع إيران في سوريا، حيث تم تنفيذ عشرات العمليات الجوية باستخدام 586 قنبلة ضد 174 هدفا.

إسرائيل ونووي إيران

ويشكل الملف النووي الإيراني، سببا رئيسيا لإسرائيل يدفعها لاتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، لمنع تطوير قدرتها النووي، لا سيما مع رغبة تل أبيب بأن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة بحسب مختصين بالشأن الإسرائيلي.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أسابيع إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

قد يهمك: تصعيد جديد بين الروس والأوروبيين بسبب الغاز وأوكرانيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة