يبدو أن الميليشيات الإيرانية تستغل انشغال روسيا بعمليات الغزو ضد أوكرانيا، لتوسيع نفوذها في عدد من المناطق السورية، في وقت تبرز فيه الجهود الإقليمية حيال ظهور تقارير عن مساعي تشكيل تحالفات لمواجهة تمدد أذرع إيران في المنطقة؛ لاسيما في سوريا.

صحيفة “الشرق الأوسط” أكدت في تقرير نشرته الخميس أن “الحرس الثوري الإيراني وميليشيات موالية، بينها حزب الله اللبناني، ولواء فاطميون الأفغاني، والنجباء، وعصائب الحق العراقيين، عززوا تواجدهم في نحو 120 موقعا ومقرا عسكريا في مناطق ريف حمص الشرقي، وبادية حماة، وبادية الرقة ودير الزور“.

وبحسب المعلومات التي نشرتها الصحيفة فغن المواقع المذكورة، تم تعزيزها من جاب الميليشيات الإيرانية، بنحو 4500 عنصرا، وبأعداد من منصّات الصواريخ والأسلحة الثقيلة، والطائرات المسيّرة وأجهزة اتصالات.

وفي محافظة حمص استولت الميليشيات الموالية للقوات الإيرانية، على مستودعات “مهين” الاستراتيجية شرقي المحافظة، تزامنا مع توسيع نفوذها شمالا في محافظة حلب قرب مطار النيرب العسكري.

قد يهمك: تصعيد جديد بين الروس والأوروبيين بسبب الغاز وأوكرانيا

اتفاق بين الميليشيات والفرقة الرابعة

وتحدثت الصحيفة عن اتفاق جرى مطلع العام الحالي، بين الفرقة الرابعة في الجيش السوري وقياديين من الحرس الثوري، يقضي بإنشاء نحو 11 مقرا قياديا مشتركا، يترأسهم ضباط من الجانبين.

ويؤكد الباحث السياسي صدام الجاسر أن إيران تستغل كل انشغال لروسيا، لتوسيع نفوذها العسكري داخل المدن السورية، لا سيما في حلب ودمشق وحمص واللاذقية.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“ إن الإيرانيين “عززوا نفوذهم منذ 2015 حتى الآن، التدخل الروسي أعطى للإيرانيين فرصة لتعزيز النفوذ، إيران كانت دائما تستغل انشغال روسيا بالعمليات العسكرية، لتقوم بتعزيز نفوذها داخل المدن السورية كحلب ودمشق وحمص واللاذقية“.

ويضيف “حاليا إيران تحكم القبضة على الميادين البوكمال دير الزور ريف دير الزور وحماة وحمص وبشكل متزايد في اللاذقية وفي درعا. هذا الأمر استوجب دق ناقوس الخطر لدى الدول العربية كالأردن والإمارات والسعودية وحتى دول ذات الشأن القومي مثل مصر“.

ويعتقد الباحث السياسي بضرورة وجود حلف إقليمي في المنطقة، لمواجهة النفوذ الإيراني المتمدد مؤخرا، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا لم يتحقق بشكل فعلي حتى الآن.

وحول ذلك يضيف بأن “بعض الدول في المنطقة تظن أن عودة علاقاتها مع حكومة دمشق، ستساهم في تحجيم إيران في سوريا، وهي مخطئة بسبب سلب سلطة نظام دمشق بالكامل من قبل كل من إيران وروسيا“.

ويتابع: “وجود حلف لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة هو أمر ضروري، يجب أن يكون حجر الأساس فيه هو الشعب السوري، لأنه يمتلك الأرض والسبل والمقومات للقضاء على هذا النفوذ ومواجهته بشكل فعال“.

ويؤكد الجاسر أن تفعيل مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا يكون عبر دعم بعض القوى المحلية في سوريا، وإعادة هيكلتها، ”بما يمكنها من مواجهة هذا النفوذ، إضافة إلى سحب العناصر السورية من الميليشيات الإيرانية“.

ويختم الباحث حديثه بالقول: “وجود حلف لمقاومة النفوذ الإيراني في سوريا بات أمرا ملحا أكثر مما سبق، لأن الأمر بات يهدد ما تبقى من الأمن القومي العربي، الأمن القومي العربي حاليا مخترق من إيران بشكل كبير جدا، في عدة دول كاليمن والعراق وسوريا ولبنان، وتهديدات من إيران للإمارات والسعودية، فوجود هذا الحلف قد ينقذ ما تبقى من هذا الأمن في حالة توفرت الإرادة الحقيقية لإنشاء هذا الحلف“.

مؤخرا برزت العديد من التحالفات في منطقة الشرق الأوسط بعد زيادة التغول الإيراني في المنطقة ودخولها في “بازارات سياسية” بفعل استغلالها لمفاوضات الاتفاق النووي مع القوى الغربية. لتتجه هذه الدول لبناء تحالفات بهدف مواجهة المشروع الإيراني.

ومن أبرز هذه التحالفات التي برزت مؤخرا، هي تحالف بعض دول الخليج مع إسرائيل، بحثا عن المصالح المشتركة المتعلقة بمواجهة أذرع إيران في المنطقة.

ويبدو أن هذه الدول تتفق على مدى خطر تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، إذا ما تم الإتفاق النووي، لذا باتت تتحرك في عدة اتجاهات، وذلك لبناء تحالفات تحد من خطر تمدد النفوذ الإيراني.

للقراءة أو الاستماع: قمة أوروبية طارئة بسبب روسيا.. ماذا عن إيقاف خط الغاز نورد ستريم؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.