الكاظمي وقادة الحشد على مائدة واحدة.. هل بدأت جولة التجديد لولاية ثانية؟

مع أشد الرافضين له، وأكبر متحديه، ظهر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، مساء أمس السبت، رفقة قادة هيئة الحشد الشعبي ليشاركهم مائدة الإفطار، في توقيت ما يزال فيه المشهد السياسي بالعراق معطل بالكامل بسبب انقسام القوى السياسية وتدافعها حول تشكيل الحكومة.

ولا يخفى، أن أحد أسباب عدم توصل الأحزاب السياسية، إلى تفاهمات تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل الحكومة، كان الكاظمي ولفترة ليست بالبعيدة أحد تلك الأسباب، حيث ترفض القوى الموالية لإيران، والمدعومة من قبل الحشد الشعبي، التجديد له لولاية ثانية، رغم قبول من بعض الأطراف.

أقرأ/ي أيضا: يحمل الكاظمي مشروعاً قد ينهي الحشد الشعبي.. وعليه هاجموه

خيار صعب

وبالرغم من أن خيار الكاظمي في الوقت الحالي بات تحقيقه من الصعب جدا، بعد ترشيح زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، لأبن عمه جعفر الصدر إلى المنصب، إلا أن تحركاته في الأوقات الحرجة تضعه دائما في دائرة الاحتمالات الواردة، وهذا ما أثارته زيارته يوم أمس لهيئة الحشد، ومرافقته رئيس الهيئة فالح الفياض، ورئيس أركانها، عبد العزيز المحمداوي.

وفي هذا الشأن تحدث موقع “الحل نت”، مع المحلل والباحث السياسي علاء مصطفى، وقال إن “الكاظمي بدأ‬⁩ خطواته الفعلية لتجديد ولايته بطرق باب أصعب عقبة تعترض ترشيحه، وألا وهي الحشد”، مشيرا إلى أن “مجالسة قادة الحشد في مأدبة إفطار تهدف لإزالة الألغام”.

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، تسأل في الوقت ذاته، حول إذا ما كان الكاظمي ‏سيفلح برفع “الفيتو” ضده، بعد يأس سيطر عليه إثر تخلي راعي “الأغلبية” عنه بترشيحه لجعفر الصدر، بإشارة إلى مقتدى الصدر، وكيف سيستبدل تذكرة مرور من شباك “الأغلبية إلى التوافق”، أي خلق تفاهمات جديدة مع القوى التي تطالب بحكومة “توافقية” المتمثلة بتحالف “الإطار التنسيقي”.

بالمقابل يعتقد المتخصص بالشأن السياسي، إبراهيم الجنابي، أن “الكاظمي لا يمكن استبعاده من حسابات تشكيل الحكومة، لا سيما وأنه يلقى مقبولية كبيرة من التحالف الثلاثي الذي يقوده الصدر، ويضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة الجامع لأغلب القوى والنواب السنة، حتى وإن تم طرح جعفر الصدر”.

وبين أن “مقتدى لا يسعى لحرق ورقة أبيه وعمه اللذين يمثلان رمزين شيعيين مهمين، ما قد يكون طرح اسم ابن عمه مناورة لإحراج خصومه في الإطار لا أكثر”.

أقرأ/ي أيضا: الكاظمي يجتمع بالحشد.. فصائل إيران وقوات السيستاني في غرفة واحدة

استمرار الانسداد السياسي

وفي وقت سابق، فشل مجلس النواب العراقي، بعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لثلاث مرات، بعد فشله في عقدها في السابع من شباط/فبراير الماضي، لعدم حضور النصاب الكامل.

وأدى تأخر انتخاب رئيس الجمهورية في العراق، إلى تأخر تشكيل الحكومة، إذ أن أهمية انتخاب رئيسا جديدا، يكمن في تمهيده في تكليف مرشح “الكتلة الأكبر” عددا في البرلمان بتشكيل الحكومة، بحسب الدستور.

ويستمر الخلاف السياسي في العراق، حول تمسك التحالف الثلاثي (يضم الكتلة الصدرية الأكثر عددا نيابيا، وتحالف السيادة الذي يضم جميع القوى السنية بـ67 مقعدا، والحزب الديمقراطي الكردستاني 31 مقعدا، بمشروع تشكيل حكومة “أغلبية”.

فيما يصر “الإطار التنسيقي”، يضم أبرز القوى الشيعية المدعومة إيرانيا بـ(81 مقعدا)، ما عدا “التيار الصدري” الذي يمثل الكتلة النيابية الأكبر عددا بـ(73 مقعدا)، بأن تكون حكومة “توافقية”، يشترك الجميع فيها، وهذا ما لم يقتنع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، به حتى الآن.

بالمقابل، يستمر الخلاف بين الحزب “الديمقراطي” (31 مقعدا)، وحزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” بـ(17 مقعدا)، المقرب من إيران والمنخرط ضم تحالف “الإطار”، حول أحقية منصب رئاسة الجمهورية الذي يشغله الاتحاد منذ ثلاث دورات رئاسية، فيما يحاول الديمقراطي الحصول عليه هذه المرة كاستحقاق انتخابي يمثلونه بأكبر كتلة نيابية كردية.

ومع عدم توصل الطرفين إلى تفاهمات، أمهل مقتدى الصدر، قوى “الإطار” مدة قوامها 39 يوما، تبدأ من اليوم الأول من شهر رمضان وحتى التاسع من شهر شوال، للتحالف والتفاوض نحو تشكيل الحكومة، بشرط عدم اشتراك “التيار الصدري” فيها.

أقرأ/ي أيضا: انشقاق سياسي داخل الحشد الشعبي.. الفياض يدعم الكاظمي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.