بعد أيام من اعتراف روسيا بحدوث خسائر كبيرة في الجنود والعتاد خلال غزوها على أوكرانيا ودون الوصول إلى النتائج التي كانت تتوقعها موسكو، عيّن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، قائدا عسكريا للحملة الروسية على أوكرانيا.

من هو ألكسندر دفورنيكوف؟

كان ألكسندر دفورنيكوف، 60 عاما، أول قائد كمسؤول عن العمليات العسكرية الروسية في سوريا، عندما أرسل بوتين الجيش الروسي في عام 2015 لدعم الحكومة السورية، بعد طلب رسمي من دمشق، وقعه الرئيس السوري، بشار الأسد آنذاك.

دفورنيكوف هو واحد من أكثر الضباط العسكريين خبرة في روسيا، ووفقا لمسؤولين أميركيين، فهو جنرال له سجل من الوحشية ضد المدنيين في سوريا ومسارح الحرب الأخرى. فحتى قبل تعيينه، لم يوجد لروسيا قائد حرب مركزي على الأرض في أوكرانيا.

وخلال قيادة دفورنيكوف في سوريا، من أيلول/سبتمبر 2015 إلى حزيران/يونيو 2016، ساعدت الطائرات الروسية دمشق وحلفائها في محاصرة شرق حلب التي كانت حينها خاضع لسيطرة المعارضة، حيث قصفت القوات الروسية الأحياء المكتظة بالسكان وقتلت عددا كبيرا من المدنيين قبل سقوط المدينة في أيدي الحكومة السورية في كانون الأول/ديسمبر.

وترى موسكو في دفورنيكوف، أنه ضابط عسكري محترف وقد ارتقى بشكل مطرد في الرتب بعد أن بدأ كقائد فصيل في عام 1982. وقاتل خلال الحرب الثانية في الشيشان وتولى عدة مناصب عليا قبل أن يتم تعيينه مسؤولا عن القوات الروسية في سوريا في عام 2015.

وأُطلق على ألكسندر لقب “جزار سوريا” بسبب تكتيكاته الحربية القاسية التي ساعدت الرئيس السوري بشار الأسد في السيطرة على المناطق التي كان خارج سيطرته. ففي السابق، كان دفوركنيكوف مسؤولا عن قسم الدبابات وأقسام الرشاشات الآلية. وكانت الدولة قد منحته لقب “بطل روسيا” في عام 2016.

للقراءة أو الاستماع: بعد غزو أوكرانيا.. حلف “الناتو” يخطط لردع روسيا

خسائر روسيا في أوكرانيا

في اعتراف نادر، قال الكرملين إن روسيا تكبدت “خسائر كبيرة” في أوكرانيا ترقى إلى “مأساة كبيرة” للبلاد. وأضاف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لشبكة “سكاي نيوز”، الخميس الفائت، “نعم، لدينا خسائر كبيرة في القوات وهي مأساة كبيرة لنا”.

شنت روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، مما تسبب في أسرع أزمة لاجئين في العالم – حيث فر أكثر من 4.3 مليون إلى البلدان المجاورة. وقتل ما لا يقل عن 1500 مدني حتى الآن بحسب الأمم المتحدة، التي تخشى أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

وكان تقييم الخسائر على الجانب الروسي أكثر صعوبة، حيث قال وزير الدفاع الروسي في 25 آذار/مارس الفائت – آخر تحديث له – إن 1351 من جنوده قتلوا في المعارك، بينما أصيب 3825. بينما تقول أوكرانيا إن 19 ألف جندي روسي قتلوا.

وتعليقا على انسحاب القوات الروسية من مناطق معينة في أوكرانيا، بما في ذلك منطقة كييف الشمالية، قال بيسكوف إنه كان تحت “حسن النية”، لرفع حالة التوتر خلال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

وتشكك الدول الغربية في الدافع المعلن لروسيا، وتعتقد بالأحرى أن موسكو تتراجع بسبب المقاومة غير المتوقعة التي أبدتها القوات الأوكرانية، والتي تمكنت من وقف تقدمها نحو العاصمة.

الجدير ذكره أن حزمة عقوبات جديدة فرضت على روسيا، الخميس الفائت، أصابت الاقتصاد الروسي ردا على جرائم الحرب في أوكرانيا.

وصوت مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع لإلغاء وضع موسكو التجاري “للدولة الأكثر تفضيلا”، وفتح الباب أمام تعريفات جمركية جديدة وضوابط الإستيراد على منتجات مثل البلاتين والكيماويات والحديد والصلب.

ووافق الاتحاد الأوروبي على فرض حظر تدريجي على واردات الفحم الروسي، بقيمة حوالي 4 مليارات دولار (3.3 مليار جنيه إسترليني)، على مدار 120 يوما القادمة. وفي حديثه إلى البرلمان الروسي – مجلس الدوما – اعترف رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، بأن الأثر التراكمي للعقوبات المكثفة، يعني أن البلاد تواجه أسوأ توقعاتها الاقتصادية منذ عقود.

للقراءة أو الاستماع: هل ضعفت قبضة روسيا على الأسد بعد غزو أوكرانيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة