لا يزال التوتر يخيم على بلدة الهري، الواقعة على الحدود العراقية بريف مدينة البوكمال شرقي دير الزور، على خلفية الاشتباكات المسلحة بين ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي، والتي أسفرت عن مقتل عنصرين للأخيرة، السبت، حيث شهدت البلدة على إثرها قطع للطرقات وإرسال حشود من قبل الطرفين إلى خطوط التماس بينهما.

السرقة تشعل الفتيل

وفي التفاصيل أفاد مراسل “الحل نت” أن “سبب الاشتباكات، هو حدوث مشادات كلامية بين عناصر الطرفين، على خلفية سرقة أسلحة وذخائر من مقر لـ “الحشد الشعبي” في البلدة، حيث اتهم الأخير عناصر “الحرس الثوري” بذلك، لتتحول المشادات الكلامية بينهم إلى اشتباك مسلح، أسفر عن مقتل عنصرين للحشد وجرحى من كلا الطرفين“.

موضحا أن “كلا الجانبين استقدم تعزيزات له على البلدة، وسط تخوف الأهالي، من تجدد الاشتباكات المسلحة، دون تدخل أي وساطة عسكرية من أي طرف لفضها“، مشيرا إلى أن “الاشتباكات الأولى، تسببت بأضرار مادية كبيرة في القرية ونزوح بعض العوائل عن منازلهم“.

الاشتباكات جاءت بعد أيام قليلة من اشتباك مسلح آخر، جرى بين مجموعتين تابعتين لـ “الحرس الثوري” الإيراني، في حي الكورنيش، بمدينة الميادين، على خلفية محاولة حاجز لواء “الشيخ” بتفتيش سيارة تابعة لعناصر من لواء “أبو فضل العباس“، الأمر الذي رفضه عناصر الأخير، لتندلع بينهم اشتباكات مسلحة، أدت لمقتل عنصر من لواء “أبو الفضل” وجرح أكثر من سبعة عناصر من الجانبين.

كما تسببت الاشتباكات ذاتها، بإصابة ثلاثة مدنيين، وأضرار مادية في واجهات المنازل، ليتدخل عناصر فرع أمن الدولة ولواء “فاطميون” الأفغاني لفض النزاع بينهم، وفقا لحديث المراسل.

اشتباكات مع ميليشيات محلية

في 30 مارس الفائت، شهدت مدينة البوكمال، اشتباكات مسلحة بين ميليشيا “الحرس الثوري” وميليشيا “الدفاع الوطني“، على خلفية قيام عناصر الأخير بسرقة أثاث منزل القيادي في الحرس “أبو جعفر” العراقي، مستغلين ذهابه إلى العراق، ونقلها إلى مقر لهم، إذ تسببت الاشتباكات بأضرار في واجهات المحال التجارية والمنازل وهلع للسكان، وفق مصادر محلية لـ “الحل نت” في المنطقة.

ومنتصف فبراير الفائت، شهدت بلدة السكرية في مدخل البوكمال أيضا، اشتباكات بين عناصر ميليشيا “الفوج147″ وعناصر من “الدفاع الوطني“، أسفرت عن سقوط جرحى من الطرفين، على خلفية تقاسم الإتاوات المفروضة على سيارات الشحن الداخلة إلى المدينة، وفقا لمصادر متطابقة.

وسبق الحادثة الأخيرة، ببضعة أيام، اشتباك مسلح شهدته بلدة محكان بين ميليشيا “الدفاع الوطني” وعناصر من ميليشيا “فاطميون“، أسفر عن مقتل عنصر من الأخير، بسبب خلافات بين العناصر حول تقاسم السيطرة على الحواجز المنتشرة على ضفاف نهر الفرات.

وتخضع مدينة البوكمال ونواحيها، لسيطرة “الحرس الثوري” الإيراني وميليشياته بصورة مباشرة، في ظل غياب شبه تام لسلطة القوات الحكومية، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلا عن انتشارها في مواقع متعددة بمحافظة دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة