تشهد سوريا العديد من الحوادث والمشاكل الاجتماعية، لا سيما المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وكل ذلك بدوافع مادية، من حوادث الاحتيال والنصب إلى السرقات والاختطاف وجرائم القتل، نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات طويلة، ما خلق آثارا سلبية وظروفا صعبة على السكان عموما، فضلا عن الفلتان الأمني وضعف الخدمات العامة، وبالتالي انتشار وتفاقم العديد من المشاكل الاجتماعية بين الأوساط السورية.

“نصّاب” جمع مئات الملايين

أفاد تقرير نشره موقع محلي، يوم أمس، بوقوع عملية نصب في محافظة حماة. وقد فر “النصّاب” بعد أن جمع مئات الملايين من أهالي مصياف بريف حماة، وأن ضحاياه من التجار والأطباء والمهندسين.

وقالت مصادر محلية في مدينة مصياف لموقع “أثر برس” المحلي، بقيام المدعو “ب. ض” بسرقة مئات الملايين من مواطنين في منطقة مصياف بحجة “تشغيل هذه الأموال”.

وأضاف الموقع المحلي، بحسب المصادر، أن المدعو “ب. ض” جمع مبالغ تصل إلى أكثر من ملياري ليرة سورية من المواطنين، من تجار ومهندسين وأطباء، بعد أن أوهمهم أنه سيقوم بتشغيلها في تجارة العقارات.

وأردفت المصادر أن المدعو “ب. ض” بعد تحصيل هذه المبالغ، خلال الأشهر الأولى، أعطى أصحاب هذه الأموال نسبة عالية من الأرباح لكسب ثقتهم ولينتشر خبر في المنطقة بأن المدعو “ب. ض” يتمتع ”بسمعة طيبة” ويعطي أرباحا عالية من المبالغ المالية التي يأخذها من سكان المنطقة.

ووفق الموقع المحلي، بالفعل ازدادت نسبة الإقبال على تشغيل الأموال من قبل سكان المنطقة، ليقوم المدعو “ب. ض” مؤخرا بالهروب من المنطقة بعد أن جمع أكثر من ملياري ليرة سورية.

وأكدت المصادر أن البحث عن المدعو “ب. ض” مستمر، وبدأت التحقيقات في القضية في محاولة للوصول إلى السارق واسترداد الأموال منه، لكن حتى الآن لم ترد أنباء عنه، فيما إذا كان لا يزال موجود في الداخل السوري أم أصبح خارج البلاد أساسا.

قد يهمك: تزايد حالات الاحتيال العائلية في سوريا.. آخر الضحايا خسر 250 مليون ليرة

تزايد حالات النصب والاحتيال

تزايد حالات النصب الاحتيال بشتى الطرق والأساليب خلال السنوات الأخيرة في سوريا، سواء عن طريق الخطف أو السرقة أو غيرهما، كل ذلك من أجل كسب المال.

قبل حوالي شهرين ألقت مركز شرطة عرطوز بريف دمشق على فتاة وصديقتها، حيث تبين أن فتاة قامت بالاشتراك مع صديقتها، وبتدبير خطة محكمة يتم فيها عمل دراما حقيقة، في سبيل تحصيل مبلغ مالي وقدره 10 مليون ليرة سورية من ذويها، بحسب وزارة الداخلية السورية.

وفي حادثة أخرى، قالت وزارة الداخلية السورية، في وقت ليس ببعيد، إنها ألقت القبض على رجل امتهن أساليب السحر والشعوذة بمساعدة مشعوذة من خارج البلاد وبالاشتراك مع زوجته، حيث قام بالاحتيال على المواطنين بمبالغ مالية كبيرة.

وأضافت وزارة الداخلية بدمشق عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي وقتذاك، بأن بعد شكاوى أحد المواطنين إلى قسم شرطة حي دمر في دمشق بإقدام شخص ملقب أبو عدي، على استجرار مبالغ مالية منه بلغت قيمتها خمسين مليون ليرة سورية باستخدام السحر والشعوذة بعد إيهامه أنه قادر على تسفيره إلى خارج القطر وتدبير عمل يدر له أموالا طائلة.

وأردف بيان الوزارة، “بالتحقيق معه اعترف بإقدامه بالنصب والاحتيال على عدد من المواطنين باستخدام أساليب السحر والشعوذة بعد إيهامهم أنه قادر على تسفيرهم وقادر على جمع الحبيبين وجلب الحظ”.

عادة يعتمد المشعوذون على صنع وجمع أدوات غريبة وكتابة عبارات مقلوبة أو رموز وعلامات معينة وخاصة الصينية لخداع الضحايا بصدق وقوة سحره وتحقيق آمال الضحية.

وتشير معظم التقارير الإعلامية، إلى أن غالبية حوادث النصب والاحتيال والخطف المفتعلة، تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بهدف الحصول على المال، وأحيانا من أجل السفر إلى خارج سوريا.

وأسباب هذه الحوادث تعود إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي وانتشار المخدرات بشكل كبير، ما يعطي مؤشرا كبيرا على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية التي خلفتها الحرب في سوريا، وسط إهمال من قبل الحكومة السورية بتحسين الواقع المعيشي والأمني في البلاد.

قد يهمك: دمشق.. الاحتيال على فتاة بملايين الليرات بعد الوعد بالزواج

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.