رغم المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا أثناء محاولات اجتياز الحدود نحو أوروبا كالترحيل إلى سوريا، تتكرر محاولات العديد منهم على أمل الوصول إلى اليونان من ثم إكمال الطريق نحو دول أوروبا الأخرى.

“أنت وحظك ولا يوجد طريق مضمون” بهذه الكلمات يبدأ حديثه الشاب “كامل الدرويش” وهو لاجئ سوري يقيم في تركيا، كان قد حاول للمرة الثانية اجتياز الحدود انطلاقا من تركيا نحو اليونان ولم ينجح.

يقول خلال اتصال هاتفي لـ “الحل نت”: إنه “حاول عن طريق البحر في الصيف الماضي ولم ينجح ومنذ أيام حاول مرة أخرى بعد تحسّن الطقس عن طريق البر انطلاقا من أدرنة ولكن قبل أن يقطع النهر تم إجبارنا على العودة من قبل حرس الحدود اليوناني”.

ويضيف، أنه يخطط لمحاولة أخرى ولكنه يخشى أن يتم اعتقاله من قبل السلطات التركية في ظل توارد أنباء عن ترحيل السلطات التركية كل من يتم اعتقالهم أثناء محاولات اجتياز الحدود.

ويأتي إصرار العديد من اللاجئين السوريين في تركيا إلى الوصول لأوروبا عبر طرق التهريب بسبب سوء أوضاعهم المعيشية والتضييق عليهم باستمرار من قبل السلطات التركية من جهة والمخاطر التي يتعرضون لها وأبرزها الترحيل من جهة أخرى.

اعتقال وترحيل

بشكل شبه يومي، يتعرض لاجئون سوريون وآخرون من بلدان أخرى وصلوا تركيا بهدف الوصول إلى دول أوروبا للاعتقال من قبل عناصر الأمن التركي.

وبالأمس، تم اعتقال 39 لاجئا معظمهم من السوريين كانوا قد استقلوا شاحنة في منطقة “بيوك شكمجي” التابعة لولاية إسطنبول استعدادا للمضي نحو اليونان.

وحسب صحيفة “حرييت” التركية، فإن من بينهم 32 لاجئا سوريا، حيث تم اتخاذ إجراءات الترحيل بحقهم كما تم اعتقال لاجئ آخر بتهمة الانتماء لحزب العمال الكردستاني إضافة لاعتقال سائق الشاحنة.

كما اعتقل خفر السواحل التركي، 49 مهاجرا لم يتمكنوا من الوصول إلى اليونان بسبب تعرض الجانب اليوناني لهم وذلك قبالة سواحل ولاية إزمير، وفق وسائل إعلام تركية.

أيضا اعتقل منذ أيام، ستة لاجئين سوريين في ولاية كيركلاريلي ليتم تحويلهم إلى مركز “بيهليفان كوي” لترحيل الأجانب في المنطقة، فيما اعتقل 23 مهاجرا آخرين قبالة سواحل مدينة بودروم ليتم تحويلهم إلى مديرية الهجرة في المنطقة.
ومع تشديد الرقابة على الحدود من قبل الجانبين التركي واليوناني إلا أنه لا يزال يشهد حركة تدفق للاجئين والمهاجرين، بينما بات الترحيل من أكثر الإجراءات المتخذة بحقهم في حال تم اعتقالهم أثناء رحلة اللجوء.

إقرأ:ما أسباب تضييق تركيا على اللاجئين السوريين؟

طرق وعرة ومحفوفة بالمخاطر

مخاطر تهدد الحياة وتشديد على الحدود قد يعيدهم إلى نقطة الصفر، يتعرض اللاجئون السوريون والمهاجرون من دول أخرى أثناء محاولتهم اجتياز الحدود قاصدين الوصول لليونان لمخاطر عديدة.

حسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فإن الطرق البرية باتت الأكثر استخداما مع صعوبة عبور الحدود التركية اليونانية عن طريق البحر بسبب الأمواج لكنها في ذات الوقت يتخللها العديد من المخاطر.

ويحاول اللاجئون والمهاجرون ممن يريدون الوصول لليونان عبر الطرق البرية، أن يجتاز في البداية نهر إيفروس ومن ثم المضي مشيا لمدة 20 حتى 25 يوما بهدف الوصول إلى سالونيك وهي مدينة يونانية تقع شمال البلاد.

وفي مقطع مصور، نشره أحد اللاجئين السوريين ويدعى “أحمد المصري”، منذ أيام، يقول إن “تكلفة عبور النهر تصل إلى 75 يورو كما يحتاج كل شخص إلى شراء عتاد من لباس وطعام وشراب وخيمة للمنامة بقيمة 75 يورو أخرى”.

ويكمل، أن هناك من يدفع 2500 يورو في حال استقل سيارة من بداية الطريق بينما آخرون يواصلون المشي لمدة خمسة أيام من ثم يستقلون سيارة بحيث يدفعون عن كل راكب قرابة 1500 يورو، لكن بأي لحظة من الممكن أن يتعرض أي لاجئ للاعتقال من قبل حرس الحدود اليوناني ومن ثم إعادته إلى تركيا.

قد يهمك:بينهم السوريّون.. اليونان ترفض طلبات لجوء حاملي جنسيات محددة قادمين من تركيا

وكان العديد من اللاجئين السوريين قد وثقوا رحلاتهم أثناء المشي المتواصل لمدة أسابيع بهدف الوصول إلى سالونيك، فيما تشهد هذه الطرقات الوعرة على وفاة وفقدان العديد من اللاجئين والمهاجرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.