طالما مثلت مخلفات الحروب في العراق أحد أكثر مسببات الموت، إذ أنه يعد حسب الإحصاءات والتقارير الدولية والمحلية المعنية، أكثر دول العالم تلوثا بالألغام ومخلفات الحروب غير المتفجرة.

وهذا ما دفع هوشيار علي، من سكان مدينة حلبچة التابعة لمحافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، أن يقضي 30 عاما متطوعا لإزالة وتعطيل الألغام، التي خلفتها الحروب.

أقرأ/ي أيضا: العراق: 34 ألف ضحية بسبب الألغام

من دون ساقين

ويقول علي، الذي فقد ساقه اليمنى جراء انفجار لغم أرضي عام 1989، ثم اليسرى عام 1994، إنه “مستعد بأن أضحي بيدي وعيني الاثنين مقابل ألا أرى أبناء وطني يذهبون ضحية هذه الألغام”.

ووفق معلومات نقلتها صفحة “يلا” المعنية بالقضايا الاجتماعية على موقع “فيسبوك”، وتابعها موقع “الحل نت”، أن “هوشيار متطوع لإزالة وتعطيل الألغام, تمكن من تعطيل أكثر من 2 مليون لغم وذخائر قابلة للإنفجار”.

وأنقذ علي 182 شخصا من حقول الألغام، فيما طهر 104 قرية، كما نجح في إزالة ألغام من 540 كيلومترا مربعا من الأراضي، إضافة إلى نشره التوعية بشأن الألغام الأرضية في نحو 700 مدرسة، بحسب “يلا”.

اللافت أن، “هوشيار تكمن من أزال معظم هذه الألغام وهو يتحرك من دون ساقين”، منذ أن فقدهن قبل أكثر من ثلاثة عقود.

ويقوم الرجل الكردي، بحسب حديثه لـ”يلا”، في “هذا العمل من أجل الله والإنسانية”، داعيا المواطنين عند الذهاب إلى الجبال أن يتجنبوا الغابات والأماكن التي فيها “عظام بشر وآثار حروب، لأنها مليئة بالألغام”، على حد قوله.

أقرأ/ي أيضا: إحصائية جديدة.. المخلفات الحربية تتسبب بمقتل 6 أطفال عراقيين

أضرار المخلفات الحربية

تستمر المخلفات الحربية في العراق بقتل آلاف المواطنين سنويا، في البلد التي لم تتوقف فيها الحروب طيلة العقود الأربعة الماضية، بدءا من المواجهة مع إيران، التي تعد أطول حرب في القرن العشرين، وانتهاء بالحرب ضد تنظيم داعش.

وتشير إحصائيات رسمية إلى أن القنابل غير المنفجرة، وغيرها من المخلفات الحربية، حصدت أرواح أربعة وثلاثين ألف شخص منذ عام 2004، بين مدني وعسكري.


ويصنف العراق من بين أكثر البلدان في حجم المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية، إذ تقدّر المساحة الملوثة بحوالي ستة آلاف كيلو متر مربع، منتشرة في جميع أنحاء البلاد، شمالا وجنوبا.

ورغم العمليات الكثيرة لرفع المخلفات الحربية في العراق، إلا أن كثيرا منها ما يزال في باطن الأرض، ويحتاج إزالتها إلى جهود حكومية جادة وسريعة، بسبب انتشار هذه المخلفات الخطيرة قرب المناطق السكنية.


فيما تؤكد المؤسسات المعنية في العراق أنه “تم تطهير نحو ثلاثة وخمسين في المئة من المخلفات الحربية، التي كانت تنتشر في مساحات واسعة من العراق، ضمن جهود اشتركت بها وزارتا الدفاع والداخلية العراقيتين، والمنح الدولية والأمم المتحدة. لا سيما في المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم داعش مؤخرا”.

أقرأ/ي أيضا: المخلفات الحربية في العراق: هل تتمكن الحكومة من إزالة آثار أربعة عقود من الحروب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.