إمبراطورية خاصة صنعها لنفسه نقيب الصحفيين العراقيين الجديد – القديم مؤيد اللامي، تتمثل برأس هرم النقابة، التي باتت أشبه بملكيته الخاصة، ولا أحد يمكنه إزاحته منها.

تربع اللامي على عرش نقابة الصحفيين العراقيين لأول مرة عام 2008، ومنذ ذلك الوقت لم يتزحزح عن المنصب، بل فاز أمس السبت، بولاية رابعة على التوالي، وبالتالي سيستمر لمدة 4 أعوام مقبلة أيضا.

14 عاما واللامي يرأس نقابة الصحفيين العراقيين ومع فوزه أمس لـ 4 أعوام مقبلة، سيمضي اللامي 22 عاما من إحكام قبضته على النقابة، وهي ذات المدة تقريبا التي حكم بها صدام حسين العراق قبل سقوطه في 2003.

فاز اللامي في الانتخابات التي جرت، الجمعة، في مقر نقابة الصحفيين وسط بغداد، بحصوله على 1184 صوتا، مقابل 77 صوتا فقط لأقرب منافسيه، فما سر تلك الإمبراطورية التي صنعها اللامي وهل من جهة تسنده؟

قبل الإجابة عن ذلك، تنوي الصحفية تغريد العزاوي الطعن بترشيح اللامي؛ لأن قانون نقابة الصحفيين لا يسمح لأي شخص بتولي منصب رئاسة النقابة لأكثر من دورتين متتاليتين، في وقت فاز اللامي لدورة رابعة على التتابع.

كيفية الطعن

ستتقدم تغريد العزاوي بالطعن لدى “المحكمة الاتحادية”، وعن مدى صحة تلك الخطوة، يقول المحامي محمد جمعة في حديث مع “الحل نت”، إنها غير سليمة؛ لأن “الاتحادية” غير معنية بذلك.

ويبيّن جمعة، أن الطريقة القانونية السليمة، تتمثل بأنه يجب على مرشح خاسر إقامة دعوى لدى “محكمة البداءة”، إذ لا تقام الدعوى إلا من قبل صاحب مصلحة، وهم الاعضاء الذين خسروا في الانتخابات.

ويردف جمعة، أنه “لا يمكن الطعن مباشرة لدى “المحكمة الاتحادية”؛ لأن قانون نقابة الصحفيين لم ينص على الطعن المباشر لدى “محكمة الاتحادية”، ولذا يجب الطعن أولا لدى اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، ومن بعدها رفع دعوى لدى “محكمة البداءة” لاحقا”.

ويشير المحامي جمعة، إلى أنه بعد اتباع تلك الإجراءات ستكون النتيجة محسومة بإبطال ترشيح مؤيد اللامي وبقية الأعضاء من الفائزين بعضوية مجلس النقابة ممن فازوا لدورة ثالثة على التوالي.

هل يمكن الطعن بنتائج الانتخابات وبفوز وترشح مؤيد اللامي؟ أم أن النية للطعن لن تتحقق، وإن تحققت هل سيحكم القضاء بالعدالة، أم ستكون “العدالة الانتقائية” هي الفيصل مثلما جرت العادة في كثير من المرات؟

للقراءة أو الاستماع: خريجو الإعلام في العراق ينتفضون: إقالة نقيب الصحفيين على رأس المطالب

يعتقد الصحفي علي الربيعي، أنه سوف لن يتم الطعن بنتائج انتخابات نقابة الصحفيين، وأن عدم الطعن هو بسبب الواقع السياسي للبلد والتدخلات في شؤون أغلب النقابات وانتخاباتها، ومحاولة الاستحواذ على النقابات من قبل أحزاب وشخصيات متنفذة، بحسبه.

كيف يفوز اللامي؟

فيما يخص عدم الطعن في الانتخابات السابقة واعتقاده بعدم الطعن في هذه الانتخابات، يرى الربيعي أن ذلك يعود نتيجة حصول أغلب الصحفيين على بعض المنافع الشخصية من النقابة، وبالتالي يتخذون مبدأ المجاملة للحفاظ على المنافع التي حصلوا عليها.

ويضيف الربيعي، أما البعض الآخر من الصحفيين، فهو لا يبالي بالنقابة لعدم جديتها في رعاية أغلب الصحفيين، وتوفير حماية لهم أو الدفاع عن الكلمة الحرة والرأي العام الذي يتحدثون به من خلال برامجهم وأقلامهم وصفحاتهم الإلكترونية.

ويلفت الربيعي، إلى أن السبب الحقيقي وراء عدم تغيير الواقع الحالي بإيجاد بديل لمؤيد اللامي، هو عدم تصدي أغلب الصحفيين الكبار لتلك المسؤولية وعدم المبالاة بها، “لذا لم نر منافسين أشداء مع اللامي في الانتخابات الأخيرة، وتركوا الأمر دون محاولة للتغيير”.

من يسند مؤيد اللامي؟ وكيف يفوز دون تزوير؟ بحسب 3 صحفيين رفضوا الكشف عن هويتهم، فإن اللامي مسنود من قبل “حزب الدعوة” بشخص رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، وهو الذي دعمه وجعله يحتكر النقابة.

للقراءة أو الاستماع: (فيديو وَصُوَر).. خرّيجو الإعلام يعتصمون في بغداد: لن نتراجع حتى تحقيق المطالب

وأضافوا لـ “الحل نت”، أن المالكي بسط سيطرة اللامي على الواقع الإعلامي في العراق عندما كان رئيسا للحكومة على أن يجعل اللامي من الإعلام أداة تحابي المالكي ولا تنتقده وقتها، ومنذ ذلك لم يجرؤ أي أحد على المساس باللامي، بحسبهم.

أخيرا، بشأن الفوز الكبير الذي يحصده مؤيد اللامي دون أي تزوير في كل انتخابات لنقابة الصحفيين، فقد بيّنوا بأن الأخير أعطى هوية عضوية النقابة لآلاف من غير الصحفيين مقابل انتخابه في كل دورة انتخابية، ناهيك عن إعطائه الكثير من الامتيازات المالية وقطع الأراضي لعدد كبير من الصحفيين، وأولئك أيضا يمنحونه أصواتهم في الانتخابات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة