ماتزال “الفصائلية” تسيطر على المشهد العسكري المعارض في الشمال السوري، على الرغم من ظهور كيانات عسكرية عدة بهدف إنهائها، وسرعان ما تتجدد الاشتباكات الدامية بين فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة على أبسط الأمور بينهم، وهو وما ينعكس سلبا على حياة المدنيين الخاضعين لسلطة هذه الفصائل ضمن مناطق سيطرتها وانتشارها في المنطقة.

وفي أحدث اقتتال داخلي بين فصائل الوطني، بدأ ليل الاثنين- الثلاثاء، بين فصيلي “الفرقة التاسعة”، و”فرقة المعتصم” المنضويين ضمن تكتل “هيئة ثائرون للتحرير”، ما أدى إلى سقوط قتيل يدعى حسام الموسى يعمل ضمن “فرقة المعتصم”، بالإضافة إلى وقوع جرحى من الطرفين.

اشتباكات متتالية

مصدر عسكري، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، صرح لـ “الحل نت” قائلا، إن “الاشتباكات جاءت على خلفية مشادات كلامية بين عناصر من الفصيلين، بدأت صباح الاثنين، عندما حاول عناصر من “فرقة المعتصم” الاستيلاء على منزل يتخذه عناصر من “الفرقة التاسعة” مقرا لهم في وسط عفرين، الأمر الذي رفضه عناصر الأخيرة، لتندلع بينهم اشتباكات مسلحة تم فضها على الفور بعد تدخل عناصر من “الشرطة العسكرية”، إلا أن الاشتباكات تجددت مساء واستمرت قرابة الساعتين”.

مشيرا إلى أن “عناصر “فرقة المعتصم” سيطروا على كافة مقرات “الفرقة التاسعة” في عموم مدينة عفرين، وأسروا أكثر من 20 عنصرا منها”.

وتسببت الاشتباكات بإغلاق معظم الطرق المؤدية إلى مدينة عفرين، وسط حالة من الرعب والخوف في أوساط المدنيين، الذين التزموا منازلهم خوفا من إصابتهم بطلقات نارية طائشة، وفقا لحديث المصدر ذاته.

وسبق الاشتباك بيوم واحد اشتباك آخر، وقع بين مجموعة “أبو وكيل” الحمصي التابع لـ “الجبهة الشامية” ومجموعة نضال بيانوني التابع لـ “الفرقة51 “في وسط مدينة عفرين أيضا، تسبب بوقوع جرحى من الطرفين” قبل أن تتدخل “الشرطة العسكرية” لفض الاشتباك وتهدئة الجانبين.

سببها التجاوزات

أفاد مراسل “الحل نت” في المنطقة أن “اشتباكات مسلحة اندلعت قرب سوق “النوفتيه” وسط مدينة الباب، الأحد، بين “الشرطة” المدينة وعناصر من فصيل “حركة أحرار الشام”، بسبب توقيف عنصر من الأخير، بعد تعرضه لفتاة في سوق المدينة، تسببت الاشتباكات بإصابة خمسة عناصر من الشرطة، بالإضافة لإصابة امرأة مدنية بجروح طفيفة”.

إلى ذلك، قتل رئيس جمعية “أحفاد القره كاجي” التركمانية، حسن قدور خلة، الاثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بلدة قباسين بريف المدينة.

والجدير ذكره تشهد مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، فوضى أمنية وعمليات اغتيال متكررة تطال عناصر وقادة من “الجيش الوطني“، إضافة إلى اشتباكات ونزاعات داخلية بين الفصائل، وعمليات تفجير سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة، غالبا ما تطال مدنيين أيضا، وتتسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والمنازل، دون وجود رقيب أو حسيب على ذلك.

وترجع معظم النزاعات والاشتباكات في المنطقة، إلى خلافات شخصية بين عناصر الفصائل، وينتج معظمها عن تجاوز حاجز أو اقتسام الموارد المالية أو عدم السماح بتفتيش سيارة تابعة لأحدهم، ثم ما تلبث أن تتحول إلى اشتباكات جماعية بين جميع العناصر التابعة لتلك الفصائل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.