لايزال التوتر يسود مدينة “رأس العين” بريف الحسكة، على خلفية الاشتباكات الدامية بين فصائل من “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، الجمعة، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى منهم، في فصل جديد يثبت تفاقم الوضع الأمني المتهالك توازيا، مع انعدم دور المؤسسة القضائية، ما ينذر بعدم الوصول إلى حالة استقرار مستدام أو نسبي على الأقل في المنطقة.

سببها التجاوزات


وفي التفاصيل، أفاد مصدر عسكري فضل عدم ذكر اسمه، لـ “الحل نت” أن “بداية الاشتباكات اندلعت بين عناصر من “الشرطة المدنية” محسوبين على فرقة “الحمزة” وعناصر من “هيئة ثائرون”، على خلفية اعتقال أمنيو الأخيرة، خمسة عناصر من “الشرطة المدنية” بسبب تعديهم على شقيق أحد الأمنيين، لرفضه بيعهم بالدين من محل بقالية يملكه”.

مضيفا أن “أمنيو الهيئة، قاموا بحلق شعر ثلاثة من عناصر الشرطة، بعد اعتقالهم وتركهم للعنصرين الآخرين، ما تسبب بنشوب اشتباكات بين عناصر “الشرطة المدنية” نفسهم، وسط تبادل اتهامات فيما بينهم بالتواطؤ مع الأمنين”.

وأشار المصدر إلى أن “الاشتباكات الأولى، أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من بينهم القيادي في “هيئة ثائرون” عبد الكريم الموالي، بعد تعرضه لإصابة بليغة وجرح أكثر من 12 آخرين، بالإضافة إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين أيضا”.

نزوح عوائل


محمد نواف، نازح في مدينة “رأس العين”، صرح لـ “الحل نت” قائلا إن “بعض العوائل القريبة من مكان الاشتباكات، قد أخلت منازلها صباح اليوم، خوفا من تجددها، على الرغم من تدخل دوريات من “الجيش التركي” أمس لفض النزاع وتهدئة الطرفين”.
موضحا أن “الدوريات التركية لم تكن لتتدخل، لولا أن تزامنت الاشتباكات مع وصول والي أورفا إلى المدينة لحضور إفطار جماعي”.

تجدد الاشتباكات


سبق الاشتباكات بأيام قليلة، اشتباكات أخرى اندلعت في وسط مدينة عفرين، بين فصيلي “الفرقة التاسعة”، و”فرقة المعتصم” المنضويين ضمن تكتل “هيئة ثائرون للتحرير” أيضا، ما أدى إلى سقوط قتيل يدعى حسام الموسى يعمل ضمن “فرقة المعتصم”، بالإضافة إلى وقوع جرحى من الطرفين.

وتسببت الاشتباكات بإغلاق معظم الطرق المؤدية إلى المدينة، وسط حالة من الرعب والخوف في أوساط المدنيين، الذين التزموا منازلهم خوفا من إصابتهم بطلقات نارية طائشة، وفقا لمصادر الحل نت في المنطقة.

وتضم “ثائرون” خمسة فصائل أعلنت اندماجها، مطلع شهر تشرين الأول من 2021، وهي: “فرقة السلطان مراد، فيلق الشام (قطاع الشمال)، ثوّار الشام، فرقة المنتصر بالله، الفرقة الأولى بمكوناتها (لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112)”.

والجدير ذكره تشهد مناطق النفوذ التركي في أرياف حلب والرقة والحسكة، فوضى أمنية وعمليات اغتيال متكررة تطال عناصر وقادة من “الجيش الوطني“، إضافة إلى اشتباكات ونزاعات داخلية بين الفصائل، وعمليات تفجير سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة، غالبا ما تطال مدنيين أيضا، وتتسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والمنازل، دون وجود رقيب أو حسيب على ذلك.

وترجع معظم النزاعات والاشتباكات في المنطقة، إلى خلافات شخصية بين عناصر الفصائل، وينتج معظمها عن تجاوز حاجز أو اقتسام الموارد المالية أو عدم السماح بتفتيش سيارة تابعة لأحدهم، ثم ما تلبث أن تتحول إلى اشتباكات جماعية بين جميع العناصر التابعة لتلك الفصائل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.