اعتلت عائلة سلمان شاليش صدارة الاقتصاد في سوريا على مدى العقود الخمسة الماضية، نتيجة علاقاتها العائلية مع عائلة الأسد، مما منحها نفوذا اقتصاديا بالإضافة إلى مناصب أمنية واستخباراتية، مما استدعى إدراجهما على قائمة العقوبات الدولية في قائمة واحدة.

بإطلاق عائلة الأسد يدهم، وموت ذو الهمة شاليش حارس الرئيسين السوريين حافظ وابنه بشار، تبرز أهمية الحديث عن آخر المقرّبين من الأسد، من باقي أفراد عائلة شاليش، التي يرتبط ذكر اسمها بالفساد والسيطرة على قسم كبير من أموال السوريين عبر المشاريع غير الشرعية.

عائلة شاليش

بعد وفاة ذو الهمة شاليش، فجر الأحد الفائت، وبسبب سيطرته على المواقع العسكرية، يعتبر رياض شاليش، في الوقت الراهن، الرجل الثاني للعائلة، وذو النفوذ الاقتصادي في سوريا لا سيما أنه الوحيد من تبقى من أسرة شاليش المرتبطين بصلة قرابة قوية مع الرئيس السوري، بشار الأسد.

وحسب المعلومات الشحيحة، حيث مصادر المعلومات عن عائلة شاليش معدومة، فقد عين رياض رئيسا لسرايا الدفاع في السبعينيات برتبة عميد من قبل رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد.

وتربط عائلة سلمان شاليش، بحسب مصادر محلية، التي تنحدر من بلدة القرداحة في اللاذقية، ارتباطا وثيقا بعائلة الأسد، بفضل زواج زعيم الأسرة “سلمان” من حسيبة علي سليمان الأسد، شقيقة حافظ الأسد.

وتتشكل عائلة شاليش، من خمسة رجال وأربع إناث، هم (جابر ومحمد وحكمت ورياض وذو الهمة)، أما الإناث فهنّ: (سامية وحفيظة وحياة وحكمية). وجميعهم توفوا باستثناء رياض شاليش.

ذو الهمة ورياض، وكذلك صخر شاليش ابن حكمت، الذي أصبح عقيدا في الجيش السوري، هم أفراد الأسرة الوحيدون الذين دخلوا الساحة العسكرية والتجارية.

رياض شاليش.. زعيم متخم بالفساد

عمل رياض شاليش، على تنفيذ العديد من مشاريع في مؤسسة الإسكان، مستفيدا من نفوذ رفعت الأسد، بالاستيلاء على الأراضي وتنميتها، ولا سيما المزة 86 في العاصمة دمشق.

بعد خلاف بين رفعت وشقيقه حافظ عام 1984، طُرد رياض شاليش، من مؤسسة تنفيذ التطوير العسكري، التي أشرفت على بناء غالبية مشاريع الجسور والضواحي في سوريا، بما في ذلك حي حرستا في دمشق والوليد في حمص.

استفاد رياض شاليش من منصبه بشكل كبير من خلال تشكيل الشركات، وسرقة المؤسسات الاقتصادية للدولة، لا سيما مؤسسة “عمران لصناعات الأسمنت” الحكومية، فضلا عن سرقة الحديد المستورد الذي كانت الجمارك تستولي عليه.

كانت الأموال التي وُضعت في أيدي سرايا الدفاع خلال فترة توليه هذا المنصب، التي شغله حتى بداية عام 1984، تعادل ميزانية الدولة السورية في ذلك الوقت، وكانت تنهب ما أمامها من آليات شخصية أو ممتلكات حكومية مستغلة موقع رفعت الأسد الذي سيطر بالكامل على الدولة السورية بعد عام 1982.

ينسب الفضل إلى رياض عيسى شاليش، في تنفيذ العديد من المبادرات في تلك الفترة، بما في ذلك مشروع السومرية السكني، فضلا عن الاستيلاء على الأراضي وتقديم مواد البناء الرئيسية لأهالي الساحل، للبناء في المزة 86 وأحياء دمشق الأخرى.

بعد الأزمة بين الشقيقين حافظ الأسد ورفعت الأسد منتصف عام 1984، أقيل رياض شاليش من مؤسسة إسكان السرايا، بعد ترقيته إلى رتبة عميد، وحل محله، نافذ مرتكوش، أحد أبرز المقربين إلى حافظ الأسد، والذي بدل إسم المؤسسة، إلى الوحدة “481”.

تم تجميد رياض شاليش حتى عام 1990، وتفيد التقارير أنه كان يتبع مؤسسة الإسكان العسكري في ذلك الوقت، والتي كان يقودها اللواء خليل بهلول، حيث تولى شاليش زمام الأمور فيها.

كانت ترقية شاليش إلى منصب مدير مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية، التغيير الثاني في نموذج حياته، حيث شكل عمله في العقود الحكومية، مركزا لجني مبالغ كبيرة.

قدرت وزارة الخزانة الأميركية ثروة عائلة شاليش، ولا سيما ثروة ذو الهمة والرياض، بأكثر من مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر، ناتجة عن مصالحهما التجارية، وأنشطة التهريب غير المشروع وغسيل الأموال.

الأسد يفقد ظله

على مدار الخمسين عاما الماضية، كان اللواء ذو الهمة شاليش، الظل المرافق للرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، والحالي، بشار الأسد، فعلى الرغم من أن عزله عام 2019 جاء ضمن مزاعم تورطه في قضايا اختلاس، إلا أنه قبل هذه الفترة تولى عدة مناصب، حتى أدرج على قائمة العقوبات الدولية.

وذو الهمة شاليش، المنحدر من مسقط رأس الأسد، القرداحة بريف اللاذقية، هو ابن عمة الرئيس السوري، بشار الأسد ورئيس الأمن الرئاسي،  وجزء من الدائرة المقربة من بشار الأسد وقبله أبيه حافظ.

ولد ذو الهمة شاليش عام 1956، في بلدة القرداحة في اللاذقية، والدته شقيقة حافظ الأسد. كما إن عائلة شاليش من خلال ذو الهمة يحتفظون بمستوى كبير من النفوذ في الحكومة والاقتصاد السوريين، وهم نسبيا مؤثرين مثل عائلة مخلوف الذين هم عائلة زوجة حافظ الأسد.

يمتلك شاليش شركة “إس إي إس” الدولية، والتي تنشط في قطاعي البناء واستيراد السيارات، وهو أيضا شقيق رياض شاليش، مدير شركة الإنشاءات الحكومية، ومؤسسة الإسكان العسكري، والتي تمكن خلال التسعينيات من تحويلها إلى شركته الخاصة.

ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية، ساعدت شركة ذو الهمة شاليش، الحكومة العراقية السابقة، في الوصول إلى أنظمة الأسلحة من خلال إصدار شهادات مزيفة للموردين الأجانب، الذين أدرجوا سوريا على أنها الدولة النهائية المقصودة، ثم قامت الشركة بنقل البضائع إلى العراق.

وخلال السنوات السابقة، لعب ذو الهمة شاليش دورا مهما في الحرب، في 24 حزيران/يونيو 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عليه عقوبات مع عدد من مسؤولي الحكومة السورية الآخرين لدورهم في قمع المتظاهرين خلال المراحل الأولى من الاحتجاجات عام 2011، كما أعادت واشنطن إدراجه ضمن لائحة العقوبات في عام 2012.

ويعتقد أن نفوذه داخل الدائرة المقربة من الرئيس قد ازداد منذ بداية الاحتجاجات، إذ أفادت الأنباء أنه أصبح ممولا رئيسيا ومنظما للمليشيات المحلية، إضافة إلى أن عائلته تم ترقيتهم بشكل متزايد بسبب أنهم كانوا على استعداد للقيام بأي عمل، فضلا عن العدد الكبير لأفراد أسرته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.