عشية عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية، التي تتبع التقويم الشرقي، احتفل آلاف المسيحيين الأرثوذكس في مدينة الموصل شمال العراق، مساء أول أمس السبت، باستقبال شعلة “النار المقدسة”، التي نقلت من القدس في فلسطين إلى العراق للمرة الأولى.

وتجمع حشد كبير من سكان بلدة بعشيقة، وسهل نينوى، في دير مار متى للسريان الأرثوذكس في ساعة متأخرة من مساء السبت، لاستقبال الشمعة المشتعلة، الموضوعة داخل فانوس، والتي تم حلبها من القدس إلى العراق في طائرة خاصة عبر الأردن.

أقرأ/ي أيضا: تهجير مسيحيي العراق: هل الخوف من تنظيم داعش وحده هو ما يمنع العودة؟

ما هو النور المقدس؟

وتعالت الهتافات والتراتيل لدى دخول الشعلة التي حملها أسقف الكنيسة، فيما انحنى مصلون ورجال دين لتقبيل الفانوس والتبرك به.

وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية منذ القرن الرابع بأن نورا مقدسا يفيض في “سبت النور” قبل عيد الفصح من قبر المسيح في كنيسة القيامة، حيث صُلب المسيح ودفن وحصلت قيامته.

وفي كل عام، تنقل شمعة مضاءة باللهب في طائرة إلى اليونان والدول التي تضم سكانا من الطائفة الأرثوذكسية.

وفي هذه المناسبة، قال راعي أبرشية دير مار متى وتوابعها للسريان الأرثوذكس المطران طيمثاوس موسى شماني في تصريح تابعه موقع “الحل نت”، “إنها رسالة سلام ومحبة للجميع، رسالة انبعاث لهذا الوطن الجريح حتى يستعيد عافيته وأمنه وسلامه”.

أقرأ/ي أيضا: العراق: أكبر رحلة للحج المسيحي عبر التاريخ إلى أور

توجيه حكومي


وكانت طائرة عسكرية عراقية قد هبطت مساء السبت، في مطارِ ماركا – الأردن، لنقل النور المقدس، ولأول مرة، إلى كنائس العراق احتفالا بقداس عيد الفصح المجيد، بأمر من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وتوجه الوفد العراقي الضيف وعلى رأسه الأب دانييال بِحنام وبحضور السفير العراقي في الأردن حيدر العذاري، والأب بنيامين شمعون راعي كنيسة مارافرام للسريان الأرثوذكس في عمان، مع وجهاء من كنيسة السريان في الأردن إلى دار مطرانية الروم الأرثوذكس لاستلام النور المقدس من يد سيادة المطران خريستوفوروس مطران الأردن، الذي تمنى كل الخير والسّلام لجميع الشعب العراقي وثمن للحكومة العراقية هذه المبادرة الكبيرة.

ويسعى أهالي سهل نينوى، الذي كان سابقا مركزا للمسيحية، إلى استعادة مظاهر الحياة الطبيعية منذ هزيمة تنظيم “داعش” على يد القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي في نهاية عام 2017.

وتنفذ أعمال ترميم بطيئة لكنائس وأديرة في القرى التي تعرضت لانتهاكات على يد “داعش” ونزح منها عشرات الآلاف من المسيحيين ولم يعودوا إليها منذ اجتياح الجهاديين عام 2014.

أقرأ/ي أيضا: مسيحيو العراق يقررون إلغاء الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.