على مدار السنوات السابقة، وتحديدا منذ عام 2015 وهو العام الذي بدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا، أفادت التقارير أن موسكو تمكنت من استخدام أكثر من 600 قطعة سلاح جديدة وآخرها طائرات “أورلان 10” الروسية، حيث استغلت الحرب داخل البلاد كمنبر للإعلان عن تقنيتها الجديدة للأسلحة في سوق الأسلحة العالمية.

سوريا ساحة اختبار

خلال عام 2021 وحده، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، أن روسيا اختبرت أكثر من 320 نوعا من الأسلحة في عملياتها في سوريا، وفي آخر تقرير نشر تلفزيون “Zvezda” التابع لوزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، عن ما أسماه “استطلاع الصحراء”، وكيف يتم يستخدم طائرة “أورلان” الروسية بدون طيار.

ومع أن التقرير لم يحتوي في طياته أية معلومات عن موقع استخدام الطائرة والنتائج التي تم الحصول عليها من تجربتها، إلا أنه ذكر أن “أورلان 10” دخلت الخدمة ضمن الجيش السوري، ويتم تجهيزها خلال نصف ساعة وبعد ذلك تنطلق.

وتطرق التقرير إلى طاقم الطائرة، والذي يدعى سرخان – لا توجد أية تفاصيل عن الرتبة والمهام الموكلة إليه – حيث قال: إنه “باستخدام الطائرة تجرى دوريات على طول حدود منطقة البحث والإنقاذ”.

وتابع، أن “البصريات الممتازة التي تلتقطها الطائرة تتيح رؤية أي شيء من الأعلى بالتفصيل، كل شيء واضح تماما، كما هو الحال في لعبة الكمبيوتر”.

للقراءة أو الاستماع: بعد غزو أوكرانيا.. روسيا تُحضّر لحرب إقليمية؟

ما هي طائرات “أورلان 10” الروسية؟

تعد طائرة “أورلان 10” الروسية، مركبة استطلاع جوية بدون طيار، متوسطة المدى ومتعددة الأغراض، طورتها الشركة الروسية “سبيشل تكنولوجي سنتر” في سان بطرسبرج، لاستخدامها من قبل وزارة الدفاع الروسية.

وتشير التقارير إلى أن “أورلان 10″، مخصصة لمجموعة متنوعة من المهام بما في ذلك الاستطلاع الجوي والمراقبة والبحث والإنقاذ والتدريب القتالي والتشويش وكشف الإشارات اللاسلكية وتتبع الهدف في التضاريس التي يصعب الوصول إليها.

ويبلغ طول جناحيها 3.1 مترا ويبلغ طول جسم الطائرة الديناميكي 2 مترا. أما وزنها عند الإقلاع فيبلغ 12.5 كجم و 16.5 كجم على التوالي.

وتحمل طائرة الاستطلاع الروسية، كاميرا للتصوير النهاري، وكاميرا تصوير حرارية، وكاميرا فيديو وجهاز إرسال لاسلكي مثبت أسفل جسم الطائرة. وتوفر الكاميرات معلومات استخباراتية وخرائط ثلاثية الأبعاد، فضلا عن دورها في مراقبة واستطلاع جوي للأهداف الأرضية.

ويتم إرسال الصور والفيديو وبيانات الاستشعار الأخرى التي يتم جمعها بواسطة الطائرة إلى محطة التحكم الأرضية، من خلال شبكة البيانات باستخدام شبكات (3G / 4G) الخلوية.

يمكن للطائرة بدون طيار أن تنقل بيانات عن بعد إلى مدى يتراوح بين 120 كيلومترا و 600 كيلومترا من مكان الإطلاق، وتستمر في التحليق لمدة 18 ساعة تقريبا. كما أنها تستطيع التحليق بسرعة 110 كم/ساعة.

للقراءة أو الاستماع: خسارات روسية متلاحقة في أوكرانيا.. ماذا بعد؟

روسيا تدخل طائراتها للخدمة

بعد أن تأكدت موسكو أنه يمكن للطائرة بدون طيار أن تطير على ارتفاع 5 كيلومترات كحد أقصى في جميع الظروف الجوية وفي التضاريس الصعبة. ويمكنها تحمل سرعة الرياح التي تصل إلى 10 م/ث، والعمل في درجات حرارة تتراوح من -30 درجة مئوية إلى 40 درجة مئوية، بدأت في التسويق لها.

تم عرض طائرة “أورلان 10” للتصدير، في معرض الطيران والفضاء الدولي التاسع عشر الذي عقد في آذار/مارس 2016. حيث أعلنت شركة “روسبرون” الروسية عن خططها للترويج للطائرة وعرضها على الدول الأجنبية للبيع ابتداء من حزيران/يونيو 2016.

ومع أن إنتاج الطائرة بدون طيار، بدأ في عام 2010. إلا أن موسكو بدأ في تجربتها في المناطق التي تتدخل فيها عسكريا، حيث تلقت وحدة الطيران بدون طيار التابعة للقاعدة العسكرية الروسية الموجودة في أرمينيا أنظمة “أورلان 10” في تشرين الأول/أكتوبر 2015، لاستخدامها في المناطق الجبلية العالية.

ودخلت مجموعة من الطائرات بدون طيار الخدمة مع وحدة البندقية الآلية بالمنطقة العسكرية الشرقية، المتمركزة في إقليم ترانس بايكال، في كانون الأول/ديسمبر 2019. وبعدها بعام تم توزيعها على قواتها في القوقاز، وحاليا تستخدم ذات الطراز في غزوها على أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: هل تنجح الأمم المتحدة في إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.