يؤجج إعادة توجيه جزء من المساعدات الدولية لأوروبا الأزمة في إدلب السورية، حيث يقيم ملايين النازحين.
لقد ارتفع حجم الفواتير غير المدفوعة التي تراكمت على أبو خالد مع التجار في مخيم الكرامة للنازحين في محافظة إدلب. تضاعفت هناك الأسعار تقريبا منذ بداية الحرب في أوكرانيا! وليس فقط أسعار القمح وزيت عباد الشمس، ولكن أيضا أسعار جميع المنتجات الاستهلاكية، التي تأثرت بارتفاع أسعار الوقود. ومع ستة أطفال يعيلهم وبدون أي دخل، تراكمت على أبو خالد بالفعل ما يقارب من 9000 ليرة تركية (550 يورو) من الديون. ” إنها كارثة،. لن أستطيع سدادها أبدا”، يقول أبو خالد عبر الهاتف.

وبحسب تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، ترجمة موقع “الحل نت” فقد شطبت الجمعية المحلية، التي توزع السلال الغذائية من برنامج الغذاء العالمي، اسم أبو خالد من قائمة المستفيدين منذ ثلاثة أشهر دون أي تفسير، مثل 140 أسرة أخرى في قسم المخيم الذي يعيش فيه. لا توجد وظائف أو أعمال يمكنه القيام بها في المناطق المحيطة بالمخيم. وكما هو الحال مع 2.8 مليون نازح يعيشون في مخيمات مكتظة في شمال غربي سوريا، فقد تلاشى الأمل في العودة إلى ديارهم في مدينة حماة في وسط سوريا بعد 11 عاما من الحرب.

وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تفاقمت الأزمة الاقتصادية في سوريا، حيث باتت قدرات الاستجابة للمنظمات الإنسانية على المحك. فقد أدى المأزق الذي تمر فيه الأزمة السورية وجائحة كورونا وتتابع حالات الطوارئ الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى تآكل دعم المانحين الأجانب.

يتم اليوم إعادة توجيه جزء من الإعانات الدولية إلى أوكرانيا. ويحذر هشام ديراني، مدير المنظمة السورية غير الحكومية “بنفسج”، قائلا: “سوريا الآن خارجة عن رادار المانحين. فقد بدأت المساعدات الغذائية في النضوب، في حين يعاني 4.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا. ولم يتبق أي أموال تقريبا للتعليم والصحة”.

كذلك أعلن برنامج الأغذية العالمي، الذي يقدم مساعدات غذائية لـ 1.35 مليون شخص في شمال غربي سوريا و5.5 مليون إجمالا في سوريا، أنه سيتعين عليه تقليص حجم سلاله اعتبارا من شهر أيار. وتوضح عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن “ارتفاع أسعار الغذاء العالمية أدى إلى زيادة تكلفة المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي بنسبة 51 بالمئة منذ عام 2019. وسيزداد هذا المبلغ مع استمرار تأثير الحرب في أوكرانيا. والاحتياجات الآن تتجاوز بشكل كبير التمويل المتاح”.

وحتى قبل الحرب في أوكرانيا، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في سوريا بنسبة 86 بالمئة في كانون الثاني الماضي، مقارنة بشهر كانون الثاني 2021، وفقا لمنظمة Mercy Corps الأمريكية غير الحكومية. وفي محافظة إدلب، التي تعتمد على تركيا في إمداداتها، والتي اعتمدت الليرة التركية عملة لها، تدهور الوضع بشكل ملحوظ هذا الشتاء. فقد أدت الأزمة الاقتصادية التي ضربت أنقرة في تشرين الثاني 2021، والتي تميزت بتخفيض ما يقارب من نصف قيمة الليرة التركية، إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمنتجات الغذائية، وخاصة الخبز، في إدلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.