يعتبر شراء الحلويات من أبرز طقوس الأعياد في سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أنه وفي هذا العام يبدو أن هذا الطقس بات بعيد المنال عن الكثير من السوريين.

ورغم تفاوت أنواع وجودة الحلويات إلا أن أسعارها فاقت كل التوقعات في هذا العيد، بل وأصبحت مثل “نكتة” بالنسبة للبعض. فحاجة أسرة سورية مكونة من ثلاثة أو أربعة أشخاص من الحلويات المختلفة خلال أيام العيد أصبحت تكلفها ما يزيد عن الـ 280 ألف، أي ما يعادل نحو 70 دولارا، إن لم نقل أكثر في حال شراء الأصناف الأطيب والأغلى ثمنا ومن بينهم صنف “المبرومة” التي وصلت سعرها اليوم إلى 110 ألف ليرة سورية.

أسعار الحلويات تعادل راتب الموظف!

صحيفة “تشرين” المحلية، نشرت تقريرا اليوم الأحد، آخر أيام شهر رمضان، حول ارتفاع أسعار الحلويات إلى أعلى مستوياتها، إذ ذكرت أن “أكثر من ثلاثين ألفا ارتفع سعر كيلو المبرومة هذا العام عن العام الماضي ليصل إلى 110 آلاف ليرة سورية حسب كمية الفستق الموضوع فيها، بينما وصل سعر كيلو الآسية وكول وشكور إلى 90 ألفا”.

من جانبه، أكد نائب رئيس جمعية الحلويات ماهر نفيسة، للصحيفة المحلية، أنه بالرغم من ارتفاع أسعارها يبقى لتلك الأنواع روادها ومحبوها الذين تتجاوز نسبتهم 50 بالمئة وغالبيتهم من التجار وممن تصله حوالات خارجية من المواطنين، وفق زعمه.

وأضاف نفيسة، “ليس عجيبا اليوم أن يشتري المواطن العادي كيلو مبرومة ب110 آلاف وقد وصل سعر تنكة البنزين إلى 120 ألف ليرة، في إشارة إلى تحمل الحكومة السورية المسؤولية في ارتفاع سعر المحروقات وعدم دعم القطاعات الإنتاجية من مادة المازوت والبنزين.

كما وأكد نفيسة أن تسعيرة المعمول النباتي تخضع للنشرة التموينية، أما المعمول الحيواني فلا يوجد تسعيرة موحدة له وإنما يخضع لدراسة تكاليف الإنتاج والسبب هو إيجاد التنافس بين المصنعين، حيث تتراوح أسعاره ما بين 50 إلى 80 ألفا.

ولفت نفيسة خلال حديثه للصحيفة المحلية، إلى أن غالبية المواطنين اليوم باتوا يقومون بتصنيع المعمول في بيوتهم نظرا لانخفاض تكلفتها باختيار نوعية السمن الذي يريدونه واختصار أجور اليد العاملة.

أحد سكان العاصمة دمشق، أكد في اتصال هاتفي لموقع “الحل نت”، أن مبلغ 500 ألف ليرة سورية كانت تكلفة شراء مستلزمات العيد من الحلويات والسكاكر، حيث يبلغ سعر الكيلو الراحة نخب متوسط نحو 35 ألف ليرة سورية، وبلغ تكلفة كيلو ​​البيتفور نحو 20 ألف ليرة.

وأشار في حديثه إلى أنه “لو لم يأتيه حوالة خارجية من ابنه المقيم خارج سوريا لما تمكن من شراء أي شيء من مستلزمات العيد”، حيث لا يتجاوز راتبه عتبة الـ 100 ألف.

قد يهمك: “أوقية الهيل” بـ20 ألف ليرة.. قفزة كبيرة بأسعار البهارات في سوريا

أسباب الارتفاع

وحول سبب ارتفاع أسعار الحلويات إلى هذا المستوى، بدوره الحرفي محمد الإمام (رئيس جمعية الحلويات سابقا) قال أن تكلفة كيلو المعمول بالفستق الحب تجاوز 80 ألف ليرة، وأن تكلفة الفستق الحلبي الذي يتجاوز 70 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.

وأردف في حديثه للصحيفة المحلية، أن تكلفة كيلو المعمول بالعجوة يصل إلى 65 ألفا، مبينا أن ما يباع في السوق بسعر 40 ألفا هو بالتأكيد معمول مخلوط تتم صناعته بالسمن النباتي والعربي وليس الحيواني لكن الطعم يكشف نوع السمن فورا.

وعزا الحرفي الإمام، سبب ارتفاع سعر الحلويات إلى ارتفاع تكاليف الأمور التشغيلية لعملية الإنتاج، فقد وصل سعر السمن الحيواني فأقل من كيلو تتجاوز جملته 52 ألف ليرة، وسعر جرة الغاز 220 ليرة، كما وصل سعر ليتر المازوت إلى 5 آلاف ليرة، فضلا عن الضريبة التي يتم احتسابها بشكل عشوائي من قبل لجان المراقبة والتموين، فهناك بعض المحلات من تصل ضريبته إلى أكثر من 60 مليون ليرة وفاتورة الكهرباء إلى 270 ألف ليرة.

وأشار الإمام، إلى أن نسبة الربح المسموحة لمصنعي الحلويات تصل إلى 25 بالمئة ومع ذلك فأغلب الذين يعملون بصنع الحلويات يخففون من قيمة ربحهم.

كذلك، أكد الإمام على أن هناك إقبالا على شراء هذا النوع من الحلويات والتي سماها “الطبقة المخملية” التي تتراوح نسبتها ما بين 25 إلى 30 بالمئة، على حد وصفه.

في سياق مواز، وبظل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الكبير، عزف نسبة كبيرة من السوريين عن شراء الحلويات في العيد والاكتفاء بتحضير حلويات العيد ولو بكميات قليلة، واستبدال الحشوة (الفستق) بأنواع أخرى مثل النارنج والراحة، بالإضافة إلى التمور، فالحلويات تشكل فرحة للصغار وهذا ما لا يمكن الاستغناء عنه في العيد. حيث بات شراء الضروريات الأساسية من المواد الغذائية أهم من أي شيء آخر.

يذكر أن العوائل السورية تحتاج إلى نحو مليون إلى مليون ونصف المليون أي حوالي 300 دولار شهريا، لتغطية احتياجاتها الأساسية، فيما يتراوح متوسط ​​رواتب السوريين في القطاعين العام والخاص بين 100 ألف و 260 ألفا، أي حوالي 64-30 دولارا شهريا.

قد يهمك: يتجاوز مئة ألف يوميا.. ارتفاع أسعار إيجارات المزارع خلال عيد الفطر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.