انتشرت ظاهرة الكلاب الشاردة في الشوارع بسوريا مؤخرا بشكل غير مسبوق، نتيجة عدم اهتمام الحكومة بهم من حيث وضع حلول لهم أو العمل لأجل منع تفاقم الوضع، بل أغلقت الحكومة العديد من ملاجئ إنقاذ الحيوانات نتيجة الأزمة الاقتصادية في البلاد، وفي السياق ذاته، أصدرت محافظة دمشق قبل أسابيع آلية تنفيذية تتعلق بتسجيل الكلاب الخاصة (الكلاب المنزلية)، على أن يتم منح بطاقات التسجيل للكلب.

ويبدو أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الحكومة لتحسين الإيرادات العامة وزيادة العائدات، إذ فرضت دمشق رسما سنويا على تربية الكلاب قدره 15 ألف ليرة سورية عن كل كلب، بالإضافة إلى رسوم إضافية في حال “عدم ترخيص الكلب”.

حجز الكلاب غير المرخصة

صحيفة “الوطن” المحلية، أكدت في تقرير لها يوم أمس، نقلا عن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، شادي خلوف، أن “البدء اعتبارا من الغد بالآلية التنفيذية لتسجيل الكلاب الخاصة على أن يتم منح بطاقات تسجيل للكلب الخاص، يُذكر فيها اسم المالك ونوع الكلب ولونه ورقمه المسجل، وذلك عن طريق طلب يتم تقديمه إلى مديرية الشؤون الصحية”.

ودعت المديرية عبر الصحيفة المحلية، كافة مالكي الكلاب للتوجه إلى المديرية في كفرسوسة، مصطحبين معهم الهوية الشخصية ودفتر اللقاح الخاص بالكلب، لتحديد نوع الكلب، مع استيفاء رسم سنوي ومقداره 15 ألف ليرة سورية.

وأردف خلوف في حديثه للصحيفة المحلية، “أي شكوى على أي كلب غير مرخص يتم تسجيل الضبط اللازم ومن ثم حجز الكلب، ويتوجب على المالك دفع الضبط، بالإضافة لتكاليف ونفقات حجز الكلب في حديقة الحيوان”.

وبموجب القرار الصادر عن المحافظة تزود عناصر جهاز مكافحة الأمراض المشتركة بدفاتر ضبوط تتم طباعتها واعتمادها لاحقا ليتم ضبط الكلاب التي لم يتم تسجيلها وتأدية الرسم المطلوب لتربيتها، وفقا لصحيفة “الوطن” المحلية.

واختتمت الصحيفة في تقريرها، نقلا عن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، “يُفوض مدير الشؤون الصحية بالتوقيع على بطاقة تسجيل الكلاب، وتحدد تكلفة كل بطاقة بلاستيكية للكلب المسجل بمبلغ قدره 5000 ليرة سورية”.

قد يهمك: قانون الجرائم الإلكترونية في سوريا.. خنق حريات واستبداد جديد؟

بطاقة شخصية للكلاب

كانت محافظة دمشق قد أصدرت قرارا بمنح الكلاب الخاصة “بطاقة شخصية” قبل أسابيع، وقد نص القرار، على إنشاء ملف ضمن برنامج (إكسل)، يتضمن البيانات المتعلقة بالكلب وصاحبه، ويصار إلى تسليم دفاتر (إيصالات مالية) من مديرية الشؤون المالية لمديرية الشؤون الصحية ليتم من خلالها استيفاء الرسم المطلوب أصولا.

أما بالنسبة لحالات بيع الكلاب، فنص القرار على شطب الرقم المسجل للكلب ومنحه رقما جديدا مسجلا وفق الإجراءات المذكورة، “كما أنه عند ضبط كلاب لم يتم ترخيصها ودفع رسومها يتم احتجازها لدى حديقة الحيوان، وفي حال مراجعة مالكيها يتم تحصيل الرسم مضاعفا مع نفقة الحبس وفي حال عدم مراجعة المالكين يتم بيع الكلاب المحتجزة أصولا عن طريق مديرية الحدائق ومديرية الشؤون المالية“، ويفرض القرار مبلغ 5 آلاف ليرة سورية، كرسم على بطاقة تسجيل الكلاب.

الجدير ذكره، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أصدر مرسوما تشريعيا في كانون الأول/ديسمبر الفائت، نصت المادة رقم 21 منه، على تحصيل الوحدة الإدارية عن الكلاب الخاصة رسما سنويا قدره 15 ألف ليرة سورية عن كل كلب. وتعطي مقابل ذلك لوحة ذات رقم في كل سنة.

كذلك فإن كل كلب شارد دون لوحة يحبس، ثم يباع إن لم يطلبه صاحبه خلال 48 ساعة. وإن لم يثبت صاحبه أنه أدى الرسم عنه وقدم لوحته لا يعاد إليه الكلب إلا بعد دفعه الرسم المبيّن مضاعفا مع نفقة الحبس. وتستثنى من هذا الرسم الكلاب المقتناة لحماية المواشي والمزروعات.

تربية الكلاب

وبحسب تقارير صحفية، نشطت خلال سنوات الحرب في سوريا بشكل ملحوظ تربية الكلاب والقطط في المنازل لا سيما في العاصمة دمشق.

وشكلت هذه الظاهرة لأثرياء الحرب مجالا لاستعراض ثرواتهم بانتقاء أنواع نادرة من الكلاب، بينما تربية كلب أو قطة لآخرين كانت لحاجة نفسية لتبديد الوحشة والرعب.

وبحسب الأرقام المتداولة، تستورد سوريا سنويا نحو ألف كلب فيما تصدر من ستة إلى سبعة آلاف كلب. هذا ولا توجد إحصائيات لأعداد الكلاب في سوريا. وتتراوح أسعار الكلاب المستوردة في سوريا بين 100 – 2000 دولار أميركي، بحسب تقارير صحفية مؤخرا.

قد يهمك: بطاقة شخصية للكلاب في سوريا بـ5 آلاف ليرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.