يزعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية مناطق آمنة، ويعمل على مشروع لإعادة مليون لاجئ سوري إلى شمال سوريا الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية وتنظيمات جهادية على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، في الوقت الذي شهدت فيه تلك المناطق انتهاكات عدة من قبل فصائل المعارضة وكذلك الفصائل الجهادية، فضلا عن الهجمات والغارات الجوية لروسيا ودمشق في كل فترة على المدنيين في تلك المناطق والتي لم تنتهي بشكل حاسم بعد. يضاف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها تلك المناطق كما هو الحال في مناطق سيطرة حكومة دمشق.

يضاف إلى ما سبق عدم القدرة على استيعاب هذه المناطق مليون سوري إضافي، وهي المكتظة بنحو أكثر من 4 ملايين سوري، بفعل الهجمات الروسية والإيرانية والسورية خلال السنوات الماضية.

يبدو أن أنقرة وكذلك الأحزاب التركية المعارضة يسعون بشتى الطرق لإرضاء الأصوات الناخبة في تركيا، حيث باتت قضية اللاجئين السوريين من أبرز وأهم الأوراق في الانتخابات العامة التي ستشهدها تركيا في صيف العام المقبل 2023.

تفعيل أنقرة لعلاقاتها مع دمشق؟

أشارت تقارير عدة مؤخرا إلى احتمالية تفعيل أنقرة لعلاقاتها مع دمشق خلال الفترة المقبلة انطلاقا من تنسيقهم الأمني خلال الفترة الماضية، وحول مدى إمكانية تحقيق هذه الاحتمالات، لا سيما وأن تركيا تريد إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيها نحو بلادهم. يرى المحلل السياسي، كريم شفيق، أن “تركيا تتعامل مع الملف السوري وتحديدا قضية اللاجئين ببراغماتية شديدة ولجهة تحقيق مصالحها الإقليمية ومنها الضغط على الغرب والولايات المتحدة في مقابل الملفات المختلفة التي تتباين فيها وجهات النظر بينهما حيث يتم ابتزاز الغرب بملف اللاجئين”.

وعليه، فإن حديث أردوغان بشأن إعادة اللاجئين لا يبدو جديدا والذي يتزامن مع اقتراب الانتخابات المحلية حيث يدخل الملف ضمن حالة الاستقطاب الحادة بين الحكومة التركية والمعارضة لها، وفق حديثه لموقع “الحل نت”.

قد يهمك: تجدد الصراع السياسي في تركيا بسبب السوريين.. ما المصير؟

ما مدى الأمان في الشمال الغربي بسوريا؟

وحول مستقبل الشمال الغربي من سوريا في ظل هذه المتغيرات، ومن يحمي المنطقة من القصف الروسي والتحركات العسكرية للميليشيات الإيرانية، وما إذا سيكون هناك تأثير من تفعيل العلاقات بين أنقرة ودمشق، على قبول روسيا وقف تصعيدها هناك، يقول المحلل السياسي كريم شفيق، “لا أعتقد أن أنقرة ستستطيع حماية المنطقة من القصف الروسي والتحركات العسكرية للميليشيات الإيرانية، فهذه تفوق قدراتها العسكرية من جهة، ومن جهة أخرى لن تتراجع روسيا وإيران في مسعاهم في تحقيق مصالحهم في الشمال الغربي بسوريا”.

وأردف بالقول: “أما بالنسبة لتفعيل العلاقات بين أنقرة ودمشق، فأعتقد أن هذا بعيد بعض الشيء، لأن لدى دمشق شروطا معينة لإعادة هذه العلاقات، وهي (خروج تركيا من جميع الأراضي السورية)، وهذا معاكس تماما لرغبة تركيا، التي تورطت لسنوات عديدة في الصراع السوري، ولن يكون من السهل الخروج منها بأيد فارغة”.

وحول كيفية إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة الشمالية الغربية بسوريا في ظل وجود تنظيمات جهادية مثل هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني، يقول شفيق: “طالما أن هناك تنظيمات جهادية مثل هيئة تحرير الشام وغيره، فلن يكون هناك استقرار وأمن للسوريين في تلك المناطق، وقد نشهد حالة “صراعات أهلية” إذا تم تنفيذ المشروع، فضلا عن موجة كبيرة من هجرة السوريين نحو أوروبا والدول المجاورة”.

قد يهمك: أوراق أردوغان في سوريا.. مليون لاجىء سوري أولها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.