على الرغم من أنه في سوريا، أصبحت درجات التعاسة واليأس والتعب النفسي أكثر من أن تحصى، إلا أن الرواية الرسمية حول مقتل الخوري جورج حوش في اللاذقية، لم تقنع العديد من أنصاره، فما زالت الارتدادات في الشارع السوري تتواصل على حادثة مقتله، وذلك في ظل تشكيك الأهالي في رواية الحكومة السورية التي تحدثت عن أن الخوري هو من أنهى حياته بنفسه.

هناك قاتل

سرد قصة وفاة القس جورج رفيق حوش، داخل كنيسة للروم الأرثوذكس في سوريا، أعيد منشور على فيسبوك، حيث شكك في أن العملية كانت قتل مع سبق الإصرار وليس انتحارا.

على “فيسبوك” صفحة نشطة تسمى “جند المسيح”، تهتم بقضايا المجتمع المسيحي وتنتقد رجال الدين في الكنيسة في كتاباتها، ذكرت وصول شخصين إلى كنيسة “مار جرجس” قبل عشر دقائق من حدث القس جورج حوش، وبتأكيد من جهات رسمية في الحكومة السورية.

وبحسب صحيفة “جنود المسيح”، فإن المشتبه به الأول في مقتل الخوري حوش، متابع خلسة منذ شهر، ويدعى أحمد علي خيربك، 33 سنة، من أهالي اللاذقية من قرية السنديانة.

وخيربك، مجند في “الفرقة الثالثة” التابعة للجيش السوري، يقاتل تحت لواء “درع القلمون” -مليشيا شكلتها بعض العناصر في جبال القلمون للقتال إلى جانب الجيش السوري – بينما الشخص الثاني لا توجد معلومات أو تفاصيل حوله.

وبيّنت الصفحة، أن وجود ثقوب للرصاص في جدار المعبد داخل الكنيسة، دون آثار أو مخلفات لمواد متفجرة على يد خوري حوش، ووجود رصاصة في جدار المعبد داخل الكنيسة دليل على عملية تصويب متعمدة، بحسب “جنود المسيح”، مضيفة أن مكان الطلقة أخفي بعدما عادت القوات الأمنية إلى المكان مرة أخرى.

الآثار وراء مقتل الخوري جورج حوش

ولم يخض المقال في تفاصيله حول الأسباب، لكنه قال إن القس جورج حوش، قتل لأنه كان شاهدا على عملية تهريب للقطع الأثرية نظمها “حيتان البلد”. وتم استدعاء حوش لأحد الأجهزة الأمنية قبل وفاته بوقت قصير.

وطالبت “جند المسيح”، الرئيس السوري، بشار الأسد، بالتدخل وفضح وقائع ودوافع القتل، كما طرح المنشور عدة أسئلة على المسؤولين، بما في ذلك لماذا لم يتم استدعاء سيارة إسعاف على الفور، ولماذا كان هناك انتظار لمدة 45 دقيقة بين إطلاق النار ونهاية الصلاة، كما ذكرت أن اسم القاتل المذكور أصبح رسما للسلطات المختصة في حالة رغبتها في التحقق من المعلومات الواردة.

وبغض النظر عن رفض فتح تحقيق والإعلان المبكر عن أن الحادث كان انتحارا، هناك أيضا شكوك حول فشل الكنيسة الأرثوذكسية، في نشر خطبة حول موعد الدفن وبروتوكولات الطقوس.

وكانت صفحة “جند المسيح”، قد نشرت في 30 أبريل/نيسان الماضي، صورا لآثار وصفتها بـ “اللغز” وراء بعض حالات الانتهاكات ضد رجال الدين المسيحيين في سوريا، وأبرزها حادثة الخوري حوش وراهبات معلولا، وكذلك مقتل مطران حلب بوليس يازجي ويوحنا إبراهيم.

تشكيك بالرواية الرسمية

وزارة الداخلية قالت في بيان حينها، إن “حوش أطلق النار على نفسه من مسدسه الخاص، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية“، في رواية شكك بها أكاديميون وناشطون معتبرين أن ما حصل “جريمة قتل وليس انتحارا“، وكذلك “رسالة ترهيب“.

صفحة “جنود المسيح”، شككت بالرواية الرسمية ورواية ديوان المطرانية التي تحدثت، عن “انتحار” الخوري، ونفت ما جاء في البيانات الرسمية حول أن الخوري كان يعيش ضغوط نفسية ومادية خلال الفترة الأخيرة من حياته.

وقالت الصفحة إن الرواية الرسمية التي تحدثت عن حمل الخوري لمسدس “مريبة“، وطرحت تساؤلات عن سبب حمله للمسدس، لا سيما وأن حادثة مثل هذه لم تحدث عبر التاريخ. كما نفت تعرضه لأية ضغوط مادية، وذلك بسبب أنه كان يساعد الأهالي في اللاذقية، إضافة إلى إعالته من قبل ابنه الذي يعيش في مدينة دبي الإماراتية.

الجدير ذكره، أن جورج حوش ولد في مدينة اللاذقية عام 1956، ونشأ في كنيسة “مار الياس” في حي الفاروس، ودرس اللاهوت وجرى ترسيمه “خوريا” في قرية حلوز بريف إدلب الغربي. وتزوج حوش من امرأة من مدينة الغسانية بريف إدلب الغربي، بعد أن جرى ترسيمه لخوري، الأمر الذي أثار السخط عليه باعتبارها مخالفة دينية، ليتم نفيه إلى مدينة حلب، ثم إلى دير “مار جرجس” في مدينة حمص.

وعين حوش بعدها في كنيسة “السيدة العذراء” (الجوزية) بمدينة اللاذقية، ثم كنيسة “البربارة“، وتلاها كنيسة “مار جرجس“، لكن مع تجميد صلاحياته، ومنعه من دخول المطرانية والكنيسة ومن تأدية وممارسة طقوسه الدينية وإشرافه على الكنيسة، أو حتى من تأدية الصلاة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.