لا مجال لالتقاط الأنفاس، فالغبار شكله يأبى أن يترك العراق، إذ بحسب التوقعات الجوية ثمة موجة غبارية قادمة في الطريق، فما هي تفاصيلها؟

بحسب المتنبئ الجوي، حسين الأسدي، فإن “موجة غبار انطلقت من جنوب الموصل وتتواجد في كركوك وصلاح الدين وشمال الأنبار، ثم ستمتد للمناطق الوسطى في الساعات القليلة القادمة، وهي خفيفة ومتوسطة”.

وأضاف الأسدي في تدوينة عبر موقع “فيسبوك”، أنه “في جنوب العراق يتواجد غبار خفيف في مناطق متفرقة، ويزداد كثافة في ساعات المساء، خصوصا في بادية المثنى”.

للقراءة أو الاستماع:

وأشارت هيئة “الأنواء الجوية” العراقية، إلى أن الموجة الغبارية القادمة ستستمر حتى ليل الاثنين المقبل، وستنتشر في معظم أنحاء العراق، وأن سرعة الرباح المحملة بالغبار ستصل نهار الاثنين إلى 50 كم في الساعة.

وسجّل العراق، 9 موجات غبارية في غضون شهر ونصف، منها 6 موجات في شهر نيسان/ أبريل المنصرم، و2 في عيد الفطر مطلع أيّار/ مايو الجاري، والتاسعة كانت مطلع هذا الأسبوع.

إحصاءات

شهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

للقراءة أو الاستماع:

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

مشكلة مياه

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.